تخفيض مخصصات مازوت التدفئة يثير انتقادات في الرقة

camera iconشارع الوادي في مدينة الرقة- 22 من آب 2021 (عنب بلدي/ حسام العمر )

tag icon ع ع ع

جمع علي الفارس (34 عامًا) من سكان حي رميلة في مدينة الرقة، قسائم المحروقات للسكان المقيمين في الحي، التي توزعها “الإدارة الذاتية” على السكان في مناطق سيطرتها لتسلّمها إلى مديرية المحروقات التي من المفترض أن تقوم لاحقًا بتسليم السكان مخصصاتهم من المازوت على أساس تلك القسائم.

وقال علي لعنب بلدي، إنه بعد أن تمكّن من جمع معظم قسائم الحي، تفاجأ مع الأهالي بإصدار “الإدارة الذاتية” قرارًا بتخفيض كمية مازوت التدفئة التي توزع على السكان بمعدل 140 ليترًا لتصبح الكمية 300 ليتر بعد أن كانت 440 ليترًا للعائلة الواحدة.

وأشار علي إلى أن “الإدارة الذاتية” طلبت من السكان التعجيل بجمع بطاقات المحروقات لكي يحصلوا مبكرًا على وقود التدفئة ليتفاجأ الأهالي بتخفيض الكمية بمعدل الثلث.

وفي 14 من أيار الحالي، خصصت “الإدارة الذاتية” 300 ليتر من المازوت للعوائل تُوزع لمرة واحدة بعد أن كانت المخصصات محددة بكمية 440 ليترًا وتوزع على دفعتين.

وقال سكان في الرقة لعنب بلدي، إن الكمية السابقة لم تكن كافية، إذ كانت بعض العوائل تضطر إلى شراء المازوت من السوق السوداء خلال فصل الشتاء، إلى جانب عدم حصول العوائل على كامل مخصصاتها كما حدث مع معظم السكان خلال الشتاء الماضي.

ويرى محمد الحسن (40 عامًا) من سكان حي حطين في مدينة الرقة، أن “الإدارة” مسؤولة بشكل مباشر عن تأمين مخصصات المازوت والمحروقات الأخرى للسكان في مناطق سيطرتها.

ويقول الرجل الأربعيني، إنه ليس من المعقول أن تسيطر “الإدارة الذاتية” على معظم حقول النفط في محافظات الرقة والحسكة ودير الزور، وبذات الوقت لا تستطيع تأمين احتياجات المنطقة من المحروقات.

ويصل سعر المازوت في السوق السوداء إلى نحو 1300 ليرة سورية، بينما يباع بـ410 ليرات سورية بالسعر المدعوم للمركبات والمنشآت الصناعية، ويباع بسعر 85 ليرة سورية لمولدات “الأمبيرات” والأفران والقطاعات الخدمية مثل الصحة.

وقال أحد العاملين في “مديرية محروقات” الرقة لعنب بلدي، إن “الإدارة الذاتية” تعتمد في تأمين المشتقات النفطية بمناطق سيطرتها على الإنتاج اليومي، ولا تملك أي مخزون استراتيجي في حال حدوث الأزمات.

وأشار إلى أن معظم حقول النفط التي تقع تحت سيطرة “الإدارة الذاتية” لا تعمل بكامل طاقتها الإنتاجية، أو حتى لا تعمل بشكل نهائي، وذلك بسبب تعرض الحقول للتخريب خلال الحرب التي شهدتها المنطقة.

نقص الكميات

في تصريح لوكالة “نورث برس” المحلية، في 16 من أيار الحالي، قال مدير “إدارة المحروقات العامة” في “الإدارة الذاتية”، صادق محمد أمين، إن تخفيض كمية مازوت التدفئة جاء بسبب نقص كمية المازوت المتوفرة لدى “الإدارة”.

وتحتوي مناطق شمال شرقي سوريا أكبر الحقول النفطية، ففي محافظة دير الزور، يوجد حقل “العمر” الذي يقع على بعد 15 كيلومترًا شرق بلدة البصيرة بريف المحافظة، والذي أعلنت “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) المدعومة من قبل الولايات المتحدة في عام 2017 سيطرتها عليه، بالإضافة إلى حقل “التنك”، وهو ثاني أكبر الحقول بعد حقل “العمر”، يقع في بادية الشعيطات بالريف الشرقي لدير الزور.

يأتي بعد هذين الحقلين، حقول “الورد”، و”التيم”، و”الطابية”، و”المحاش”، و”النيشان”، و”الجفرة”، ومحطة الـ”تي تو” (T2)، وهي محطة تقع على خط النفط العراقي- السوري.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة