حلب.. تركيا توقف “خندق تادف” بعد اعتصام مفتوح للسكان

tag icon ع ع ع

نظمت مجموعة من الناشطين في مناطق نفوذ “الجيش الوطني السوري” المدعوم تركيًا، اعتصامًا مفتوحًا لمنع حفر الخندق الذي يفصل مناطق نفوذ النظام السوري عن مناطق نفوذ “الوطني” شمالي حلب.

واعتبرت مجموعة من الناشطين المشاركين ممن قابلتهم عنب بلدي، أن الخندق لا يراعي مصالح سكان المنطقة، كما أنه يبعد عن خطوط الجبهة مع قوات النظام أكثر من كيلومتر واحد.

الناشط الإعلامي عمر أبو حمزة، وهو عضو في مجلس وجهاء تادف، قال لعنب بلدي، إنه بعد مظاهرات متكررة نفذها سكان المنطقة لوقف حفر الخندق دون نتيجة تُذكر، قرر سكان المدينة تحويل الاحتجاج إلى اعتصام مفتوح في المنطقة.

وبدأت القوات التركية، مطلع نيسان الماضي، بحفر خندق انطلاقًا من قرية السكريات شمال شرقي حلب باتجاه مدينة تادف شرقي حلب في محاذاة طريق “M4” الدولي الذي يعبر ضمن مناطق نفوذ “الجيش الوطني”.

وشهدت المدينة، في 1 من نيسان الماضي، مظاهرة لعشرات الأشخاص، احتجاجًا على الساتر الترابي الذي يجري الحديث حول إنشائه شرقي البلدة.

وبحسب الناشط الإعلامي، فإن سكان المنطقة شعروا بخطر هذا الخندق بسبب عدم تقديم أي تبريرات من قبل الجهات المسؤولة في المنطقة، إضافة إلى وضوح خط سيره الذي يبعد عن خطوط الجبهة مع النظام بين كيلومتر وكيلومترين في بعض النقاط.

خيمة أقامها سكان مدينة تادف جنوبي المدينة احتجاجًا على حفر خندق في محيط المدينة- 15 من أيار 2022 (عنب بلدي/ سراج محمد)

توضيحات ضبابية

قابلت عنب بلدي مدنيين من أبناء مدينة تادف، قالوا إن سلطات المنطقة لم تُقدم أي توضيحات حول الساتر الترابي والخندق خلال شهر من بداية العمل عليه، إلا أنه مؤخرًا تحدث سكان من المنطقة مع أحد الضباط الأتراك الذين وجدوا في المنطقة.

وبحسب معلومات متقاطعة، فإن الخندق يجري حفره بموجب اتفاق روسي- تركي منذ عام 2017، وهو ما بدأ تطبيقه اليوم دون الإشارة إلى تفاصيل هذا الاتفاق.

وهو ما قاله ممثلون عن الأتراك لممثلين عن سكان المنطقة خلال اجتماع عُقد بين الطرفين في القاعدة التركية بمحيط مدينة تادف شرقي حلب.

بينما حصلت عنب بلدي على معلومات من عاملين في “الجيش الوطني” بمدينة الباب شرقي حلب، بأن عزل المنطقة يأتي إثر تضاعف عمليات التهريب من مناطق نفوذ النظام السوري باتجاه الحدود التركية.

إلا أن الاحتجاجات التي شهدتها المنطقة على مدار الشهر الماضي دفعت بالقائمين على المشروع إلى تعليقه، إذ توقف العمل على حفر الخندق بدءًا من الثلاثاء 17 من أيار، بحسب معلومات حصلت عليها عنب بلدي من قيادي في “الجيش الوطني”.

وسبق أن تلقى أهالي تادف سابقًا عروضًا عديدة نصت على إعادتهم إلى مدينتهم (جنوب مدينة الباب) تحت وصاية القوات الروسية، قابلها رفض من قبل الأهالي الذين يرون أن جانب النظام لا يؤتمَن، ولا يمكن العودة إلى كنف ووصاية روسيا. 

وتتكرر مطالبات أهالي تادف من تركيا بالتدخل ومد يد العون لحل المشكلة الإنسانية التي سببت تشرد عشرات الآلاف من الأهالي، ورفضهم العودة إلى بيوتهم في ظل سيطرة قوات النظام وحلفائها.

من الخيمة التي أقامها سكان مدينة تادف جنوبي المدينة احتجاجًا على حفر خندق في محيط المدينة- 15 من أيار 2022 (عنب بلدي/ سراج محمد)

تهجير ثانٍ

اعتبر سكان من مدينة تادف أن إكمال حفر الخندق سيؤدي إلى تهجير نحو ألفي عائلة من المقيمين جنوبي الساتر، إذ يتوقعون أن تذهب هذه المنطقة المُجتزأة إلى مناطق نفوذ روسيا والنظام، وهو ما سيدفعهم إلى النزوح باتجاه شمال الخندق (نفوذ الجيش الوطني).

ويجتزئ الخندق قسمًا من المدينة أيضًا التي تضم أحياء سكنية فيها كحي الكريزات وغيرها من مناطق يقطنها مدنيون، بحسب ما قاله حسن علي العسكري وهو أحد وجهاء مدينة تادف لعنب بلدي.

وأضاف حسن أن المنطقة التي ستُصبح خارج مناطق نفوذ “الجيش الوطني” تحتوي على ثلاث مدارس للمرحلة الدراسية الابتدائية، ويرتاد هذه المدارس نحو ألف طالب، وبضمها لمناطق نفوذ النظام سيفقد هؤلاء الطلاب حقهم في التعليم خصوصًا أن فكرة العيش في مناطق نفوذ النظام السوري ليست واردة بالنسبة لهم.

وبالنظر إلى كل ما سبق، فإن سكان المنطقة لن يوقفوا اعتصامهم حتى يجري تحويل مسار الخندق إلى عمق أكثر من كيلومتر جنوبًا، ليبعدوه عن منازلهم ومزارعهم، بحسب ما قاله حسن لعنب بلدي.

وسبق أن تحدثت وسائل إعلام موالية للنظام السوري، عن بناء الجيش التركي في الشمال السوري جدارًا عازلًا يفصل مدينة اعزاز عن المدن الخاضعة لسيطرة النظام شمال شرقي حلب.

وهو ما نفاه المتحدث باسم “الجيش الوطني”، الرائد يوسف حمود، موضحًا لعنب بلدي أن قوات المعارضة تبني جدارًا أسمنتيًا قصيرًا مقابل حاجز “الشط” في المنطقة المكشوفة باتجاه القوات المعادية نحو مرعناز والمنطقة المحيطة بها، يخدم الإجراءات التكتيكية.

وينتشر الجيش التركي في مناطق سيطرة المعارضة شمالي سوريا، وخاض ثلاث عمليات عسكرية مع فصائل المعارضة السورية ضد تنظيم “الدولة الإسلامية” و“قوات سوريا الديمقراطية” (قسد).

وهذه العمليات، “نبع السلام” شرق الفرات في 9 من تشرين الأول 2019، و”غصن الزيتون” عام 2018 في منطقة عفرين شمال غربي محافظة حلب، و”درع الفرات” في ريف حلب الشمالي والشرقي في 24 من آب 2016.


شارك في إعداد هذا التقرير مراسل عنب بلدي في الباب سراج محمد




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة