"لا يمكن الاختباء منها"

الشمال السوري.. 70 شخصًا ضحية قذائف “كراسنوبول” بين آذار وكانون الأول 2021

camera iconعنصران من "الدفاع المدني" في منزل تعرّض لقصف في بلدة معارة النعسان شمالي إدلب- 24 من نيسان 2022 (الدفاع المدني/ فيس بوك)

tag icon ع ع ع

وثّق تقرير صادر عن فريق “الدفاع المدني السوري” مقتل 70 شخصًا بينهم 29 طفلًا وإصابة 102 آخرين، بين شهري آذار وكانون الأول 2021، بسبب هجمات قوات النظام السوري وروسيا على الشمال السوري باستخدام القذائف المدفعية الموجهة بالليزر “كراسنوبول” (Krasnopol).

ووثّق التقرير الصادر اليوم، الثلاثاء 17 من أيار، 63 هجومًا بقذائف “كراسنوبول” شديدة التدمير في شمال غربي سوريا، شملت أهداف البنية التحتية المدنية التي يحميها القانون الإنساني الدولي، في مناطق حيوية قريبة من خطوط التماس مع قوات النظام وروسيا، تضم عددًا كبيرًا من المدنيين الذين عادوا بعد وقف إطلاق النار.

واستهدفت الهجمات 43 منزلًا، و11 هجمة على الحقول الزراعية، واستهدفت الهجمات أيضًا مخيمات المهجرين، ومستشفى “الأتارب” غربي حلب، ونقطة مرعيان الطبية جنوبي إدلب ومركزًا لـ”الخوذ البيضاء” (الدفاع المدني) في بلدة قسطون في سهل الغاب.

ويشكّل هذا النوع من الذخائر خطرًا كبيرًا على المدنيين بسبب دقة الإصابة وشدة تدميره، ويمكن أن تخترق القذيفة الجدران وتسبب ضررًا شديدًا للمباني، إذ إن معظم المباني التي تم استهدافها بقذائف “كراسنوبول” قد دُمرت بالكامل.

وطالب التقرير المجتمع الدولي بإجراء تحقيق خاص من قبل لجنة التحقيق الدولية المستقلة بشأن سوريا التابعة للأمم المتحدة، حول استخدام النظام السوري وروسيا لقذائف “كراسنوبول” وغيرها من الأسلحة المتطورة في قتل السوريين وتدمير مدنهم.

كما طالب بإدانة هذه الهجمات، وفرض عقوبات على أي طرف يبيعها للنظام، واستغلال كل القنوات المتاحة لمنع الإفلات من العقاب وتقديم مرتكبي جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية في سوريا إلى العدالة، والسعي إلى حل ينهي مأساة السوريين، بما يتماشى مع قرار مجلس الأمن “2254”.

ما قذائف “كراسنوبول”

تعتبر قذائف “كراسنوبول” من فئة قذائف المدفعية الثقيلة، وهي روسية الصنع ومن عيار “152 ميلمترًا”، وتصنف على أنها قذائف شديدة الانفجار، ودقيقة الإصابة كونها مزوّدة بنظام توجيه عبر “الليزر”.

بدأ إنتاج أول نوع منها عام 1986 من قبل الجيش الروسي، وخضعت لعدة عمليات تطوير كان آخرها عام 2013، لتكون قادرة على تحقيق إصابات بدقة عالية في استهداف العربات المدرعة والتحصينات العسكرية والأهداف الأرضية، بتكلفة إجمالية بلغت 35 ألف دولار أمريكي لكل قذيفة.

وذكرت وكالة “سبوتنيك” الروسية، في حديث لها عن استخدام هذا النوع من القذائف في سوريا، أن قذائف “كراسنوبول” في تطور مستمر، إذ ظهرت نسخة منها يجري توجيهها عن طريق الأقمار الصناعية، وتصل دقة إصابتها إلى 90%.

وتنقسم هذه القذائف إلى نوعين مختلفين بالمدى المجدي، إذ يبلغ مدى إحداها نحو 20 كيلومترًا، بينما يوجد إصدار آخر يبلغ مداه 31 كيلومترًا.

وتُطلق هذه القذائف من المدافع الميدانية، أو من المدافع المحمولة على عربات.

وترجع دقة إصابتها للأهداف إلى توجيهها بالليزر عبر منصة أرضية أو جوية تطلق إشعاع ليزر تجاه الهدف، وتعمل أجهزة التتبع الموجودة في الرأس الحربي للقذيفة على ملاحقة الإشعاع واستهدافه.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة