العاصمة الاقتصادية، إلى أين؟

no image
tag icon ع ع ع

جريدة عنب بلدي – العدد 47 – الأحد – 13-1-2013

7

زين الجبيلي – حلب

تتعرض مدينة حلب – الحاضرة الاقتصادية لسوريا- إلى تدمير واسع وممنهج من قبل نظام الأسد لتتحول من عاصمة اقتصادية للبلاد إلى مدينة تشكو الفقر والإفلاس .وبنظرة سريعة، تم في العام 2009 إنشاء المنطقة الصناعية في حي الشيخ نجار لتكون من أضخم الأحياء الصناعية في المنطق، حيث تقدر الاستثمارات فيها بأكثر من 2 مليار دولار حتى بداية العام 2010 .وبعد حوالي خمسة شهور على بدء معركة حلب، تعرضت العديد من المنشآت الصناعية للقصف والتخريب، فأضحت 75% من معاملها مغلقة وغادر أكثر من 25% من الصناعيين البلاد للبحث عن استثمارات في الدول المجاورة مخلفين وراءهم مصانع ضخمة ومستودعات مملوءة بالبضائع.

وتضم مدينة حلب نصف مطاحن سوريا تقريبًا، وقد أدى توقف 23 مطحنة فيها نتيجة القصف وانقطاع التيار الكهربائي إلى انخفاض إنتاج سوريا من الطحين بنسبة 40% لينعكس ذلك على المواطن نقصًا في قوته اليومي وليصل سعر ربطة الخبز في المدينة لأسعار خيالية .

كما استهدفت طائرات النظام بعض المنشآت الصناعية كنوع من العقاب الجماعي للمدينة، إضافة إلى قطع التيار الكهربائي لأيام متواصلة، ليقضي على ما تبقى من تلك المعامل التي بقيت في حالة عمل. بالإضافة إلى التهديدات والخطف الذي طال بعض الصناعيين الحلبيين والأتاوات التي فرضت عليهم، كما جاء على لسان الصناعي م. س: «فوجئت بعدد من العناصر المسلحة التي ادعت تبعيتها للجيش الحر وبأنهم مطالبون بتفتيش المنشأة بحجة وجود أسلحة وبعد التأكد من خلوه طلبوا مني دفع مبلغ مالي أو جعل المصنع نقطة عسكرية وما يعنيه ذلك من تعرضه للقصف سواء من جيش النظام أو كتائب الحر». وقد تم إثر ذلك فرز كتيبة (زيد بن حارثة) التابعة للواء التوحيد لسد مداخل ومخارج المدينة الصناعية، إضافة إلى إقامة حواجز لتفتيش الداخلين والخارجين حفظًا للأمن من جهة ولمنع نهب المصانع من جهة أخرى.

وعلى صعيد آخر، يعاني صغار الصناعيين من تصاعد حدة الأزمة باعتمادهم على تدوير رؤوس أموال صغيرة، والتضخم الذي طال الليرة السورية جعل احتمالية عودة هذه المهن في حال انتهاء الأزمة من أكبر الصعوبات المستقبلية وهي مهددة بالاندثار. ويروي م. ج الذي اشتهرت عائلته منذ قرنين بالحفاظ على الطريقة التراثية والتقليدية لصناعة صابون الغار الذي تشتهر به مدينة حلب، ويقع معمله في قلب حلب القديمة في منطقة تفور بالمعارك: «عانت صناعة الصابون منذ بداية الأزمة من نقص المواد الأولية المستوردة من دول الجوار كتركيا والتوقف التام لعمليات البيع والشراء» ويضيف «لا وجود للقوات النظامية ولكنها تقوم بإطلاق النار على كل ما يتحرك والمشكلة الكبرى أننا لا نستطيع الوصول إلى البضائع المكدسة في معملنا الصغير، ولا نعلم عنها شيئًا وكل ما يصلنا نسمعه من الجيران ومن بقي من سكان المنطقة».

وبعد تفاقم حدة المشكلة قام بعض الثوار واللجان المدنية بإنشاء هيئة مدنية تابعة لمكتب الإدارة المحلية في المجلس الانتقالي الثوري لمحافظة حلب بإعلان المدينة الصناعية في الشيخ نجّار منطقة آمنة للصناعيين والعمال وذلك بالتزامن مع مغادرة فصائل الجيش الحر منها والاقتصار على عناصر أمنية لحماية المنطقة وتأمين التيار الكهربائي للمنطقة لتشجيع عودة الصناعيين، الأمر الذي يساعد بعودة الآلاف من العمال إلى أماكن عملهم .وبذلك تعاود حلب نهوضها ببطء، لتأخذ دورها المستقبلي في ظل حكومة ديمقراطية عادلة نادى بها السوريين عند قيام الثورة لتنصف العامل والمالك في آن واحد كما يأمل ويتوقع السوريين بعد سقوط النظام.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة