طرق الإصابة وسبل الوقاية من “جدري القرود”

camera iconتعبيرية- حالة مصاب بمرض "جدري القرود" (مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها)

tag icon ع ع ع

مع تراجع انتشار وتأثير جائحة “كورونا المستجد” (كوفيد- 19)، سجلت العديد من دول العالم حالات إصابات بمرض “جدري القرود”، وسط مخاوف لدى الناس من سرعة انتشاره ومخاطره.

اكتُشف المرض عام 1958، حين حدثت موجتا تفشٍّ لمرض يشبه الجدري لدى مجموعات من القرود.

ورغم اسم المرض المرتبط بالقرود، فإنها لا تشكّل المصدر الوحيد له، وفق موقع “Cleveland Clinic” الطبي، إذ يُعتقد أن المرض قابل للانتشار عن طريق القوارض الصغيرة والسناجب في الغابات المطيرة بإفريقيا.

وللمرض سلالات متعددة، وهو في إفريقيا الوسطى أكثر خطورة وقد يسبب وفيات أكثر مما يفعله في غرب إفريقيا.

وتتشابه الأسباب في مرض الجدري و”جدري القرود”، كون المصدر فيروسات مماثلة، ما يعني أن التطعيم ضد الجدري يقي من الإصابة بـ”جدري القرود” أيضًا.

وباعتبار أن الجدري لم يعد مرضًا يجري التطعيم ضده، فليس هناك ما يحمي طبيًا من الإصابة بـ”جدري القرود”.

المرض يكسر عزلته

في عام 2003، حدثت أول حالة تفشٍّ لـ”جدري القرود” خارج إفريقيا، في الولايات المتحدة، إذ جرى حينها استيراد شحنة من الحيوانات المصابة من غانا إلى ولاية تكساس، ونشرت القوارض المصابة الفيروس بين كلاب البراري الأليفة التي أصابت لاحقًا 47 شخصًا.

وفي صيف عام 2021، عُثر على حالة لدى مواطن أمريكي سافر من نيجيريا إلى الولايات المتحدة.

المرض أكثر شيوعًا لدى الأطفال مع إمكانية إصابة البالغين، لكن 90% من الحالات في إفريقيا كانت لأطفال دون 15 عامًا.

ويترافق المرض بمجموعة أعراض كالحمى والقشعريرة والصداع وآلام في العضلات والتعب وتضخم الغدد اللمفاوية.

ويبدأ الطفح الجلدي مع نتوءات بارزة خلال يوم إلى ثلاثة أيام، من الوجه ثم إلى بقية أنحاء الجسم، لتتحول النتوءات إلى بثور ممتلئة بالصديد، قبل أن تتقشر وتتساقط.

كيفية الإصابة

تحدث الإصابة عند ملامسة حيوان أو الاتصال المباشر بدمه أو سوائل جسمه.

ويمكن أن تحدث الإصابة عند ملامسة إنسان مصاب، وهي أقل انتشارًا بهذه الطريقة، لكن ملامسة جزيئات الفيروس من شخص آخر عندما يسعل المصاب أو يعطس، يمكن أن تحقق العدوى عن طريق الرذاذ المحمول جوًا، لكن ذلك يتطلّب اتصالًا طويلًا وجهًا لوجه.

ويمكن أن يصاب الشخص عن طريق الاتصال المباشر أو غير المباشر بمواد ملوثة بالفيروس، كالملابس والفرش والبياضات.

وفيما يتعلق بالتشخيص فإن تضخم الغدد اللمفاوية هو ما يميّز “جدري القرود” عن غيره من الجدري.

علاج؟

لا علاج مثبتًا وآمنًا ومتاحًا في الوقت الراهن لـ”جدري القرود”، لكن الأدوية المضادة للفيروسات قد تساعد، ومع ذلك، فهذه الأدوية لم تجرِ دراستها كعلاج لـ”جدري القرود”، وفق “Cleveland Clinic“.

يستغرق المرض عادة من أسبوعين إلى أربعة حتى يأخذ مجراه، ويعتبر أكثر اعتدالًا من الجدري، بينما قد يكون مميتًا، إذ يتسبب المرض في موت نحو 10% من الحالات.

وقاية؟

تركّز الوقاية على تقليل الاتصال البشري بالحيوانات المصابة والحد من انتشار المرض، ويمكن منع الإصابة عبر تجنّب ملامسة الحيوانات المصابة، لا سيما إذا كانت مريضة أو نافقة.

إلى جانب ذلك، فمن الضروري تجنب ملامسة الفراش والمواد الأخرى الملوثة بالفيروس، وغسل اليدين بالماء والصابون بعد ملامسة حيوان مصاب.

طهو الأطعمة التي تحتوي لحوم طرائد برية، أو مشتقات حيوانات برية من إفريقيا (كريمات، مساحيق، مستحضرات)، يعتبر مهمًا للوقاية، مع ضرورة تجنب الاتصال بالأشخاص المحتمل إصابتهم بالفيروس، وفق مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC).

وعند رعاية أشخاص مصابين بالفيروس، فمن الضروري عدم استخدام معدات الحماية الشخصية.

وكانت منظمة الصحة العالمية أكدت عدم وجود لقاح الجدري بما يغطي كميات تجارية بعد في الوقت الراهن.

وأكدت وكالة الأمن الصحي البريطانية، في 7 من أيار الحالي، تسجيل إصابة أول فرد بـ”جدري القرود” في إنجلترا.

وقالت الوكالة في بيان لها، إن أول حالة كانت لمريض أتى حديثًا من نيجيريا، قبل أن يصل إلى بريطانيا.

“الصحة العالمية” تؤكد وجود 131 حالة إصابة بفيروس “جدري القرود” و106 حالات أخرى مشتبه بها منذ الإبلاغ عن الحالة الأولى، في 7 من أيار الحالي، خارج البلدان التي ينتشر فيها عادة.

كما أبلغت أستراليا، والنمسا، وبلجيكا، وكندا، وبريطانيا، وفرنسا، وألمانيا، وإسرائيل، وإيطاليا، وهولندا، والبرتغال، واسكتلندا، وإسبانيا، والسويد، وسويسرا، والولايات المتحدة، عن حالات إصابة في كل منها. 

وقالت مسؤول تنفيذي كبير في منظمة الصحة العالمية لوكالة “رويترز“، الثلاثاء، إن المنظمة ليس لديها دليل على تحور فيروس “جدري القرود”، مشيرًا إلى أن المرض المعدي الذي كان مستوطنًا في غرب ووسط إفريقيا يميل إلى عدم التغيير.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة