خوف في الرقة على وقع عمليات عسكرية مرتقبة

شارع القوتلي وساعة الرقة - 23 آب 2021(عنب بلدي / حسام العمر )

camera iconشارع القوتلي وساعة الرقة- 23 من آب 2021 (عنب بلدي/ حسام العمر)

tag icon ع ع ع

اضطر خليل اليوسف (40 عامًا)، من سكان بلدة عين عيسى شمال الرقة، إلى إرسال زوجته وأطفالهما إلى منزل أقربائهم في مدينة الرقة، بعد سماعه أنباء تفيد بإمكانية حدوث عمل عسكري تركي تجاه مناطق تسيطر عليها “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد).

خليل قال، لعنب بلدي، إن إمكانية حدوث عملية من عدمه لا يظهر بوضوح للمدنيين، رغم أنهم المتضررون الأكبر من أي عمل عسكري، قد تقوم به تركيا وفصائل “الجيش الوطني” كما حدث خلال العامين 2018 و2019 في مدن كانت تسيطر عليها “قسد” وهاجمها الأتراك.

ويتخوف سكان في مناطق شمال وشرقي سوريا التي تسيطر عليها “الإدارة الذاتية” وذراعها العسكرية “قسد”، من أي عمليات عسكرية مقبلة، قد تكون على حسابهم، بعدما أعلنت أنقرة أنها ستتخذ خطوات لاستكمال مشروع “المنطقة الآمنة”.

وكان الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أعلن عن نيّة بلاده الشروع باستكمال إنشاء “المناطق الآمنة” بمحاذاة حدودها الجنوبي، شمالي سوريا، وذلك بالتدخل بعمق 30 كيلومترًا.

“لا مناطق آمنة”

عمر العزّو (50 عامًا)، وهو نازح من مدينة رأس العين التي تسيطر عليها فصائل المعارضة، يرى أن التدخل العسكري التركي لم يجلب الاستقرار للمناطق التي سيطر عليها “الجيش الوطني”، المدعوم من أنقرة،  ولم يصنع “مناطق آمنة” كما يتحدث المسؤولون الأتراك.

وأشار عمر، الذي يعيش حاليًا في حي “الأندلس” بمدينة الرقة، إن مئات الآلاف من المدنيين اضطروا إلى ترك ديارهم عنوةً بعد إعلان تركيا عمليات عسكرية ضد مناطقهم والتي تعاني من انتهاكات “الجيش الوطني” المتواصلة بحق المدنيين، بحسب وصفه.

وشنت تركيا عملًا عسكريًا بريًا بمساعدة فصائل من “الجيش الوطني” في 9 تشرين الأول عام 2019، على مدينتي رأس العين وتل أبيض وريفهما في أرياف محافظتي الحسكة والرقة.

وتحدث الرئيس التركي أن الهدف من العملية القضاء على الممر “الإرهابي” المراد إنشاؤه قرب الحدود الجنوبية التركية.

وتعتبر تركيا “قوات سوريا الديمقراطية”، التي تسيطر على شمال شرقي سوريا، امتدادًا لحزب “العمال الكردستاني”، المحظور والمصنف إرهابيًا، وتقول إنها تشكل تهديدًا على أمن حدودها الجنوبية.

ورغم إقرار “قسد” بضمها آلاف المقاتلين والقياديين من حزب “العمال”، الذي نفذ عمليات أمنية في تركيا ودول العالم، تنفي تبعيتها المباشرة للحزب.

تركيا “أعادت النظام”

لؤي القاسم، وهو ناشط مدني من الرقة، يعتقد أن التحركات التركية في الشمال السوري لا سيما مناطق أرياف الرقة الشمالية هي من أعادت النظام السوري إلى المناطق بعد خروجها منها منذ عدة سنوات.

ويرى الناشط المدني أن بإمكان تركيا اتخاذ طرق أخرى غير العمليات العسكرية لتغيير سلوكيات “قسد”، من خلال الضغط على الولايات المتحدة الأمريكية الداعمة الأولى للقوات، والتي بدورها ستضغط على “قسد” لتتوقف عن التصرفات التي تثير غضب الأتراك، وتعطيهم العذر في إطلاق عمليات عسكرية جديدة.

وعاشت مناطق شمال شرقي سوريا، ومنها الرقة، حالة من الخوف خلال التدخل العسكري التركي قبل عامين، بالتزامن مع إدخال “قسد” عناصر من قوات النظام السوري إلى المنطقة، ضمن تفاهمات رعتها روسيا حينها.

وكانت غاية “قسد” من إدخال قوات النظام السوري حينها، منع تقدم كل من الجيش التركي و”الجيش الوطني السوري” نحو مناطق جديدة في شمال الرقة، بعد سيطرتهما على مدينة تل أبيض الحدودية.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة