ما الأسباب؟

“يونيسيف” تخفض مياه “الركبان” القادمة من الأردن.. وسط حصار النظام

camera iconرجل في مخيم "الركبان" ينقل المياه من من أحد من خزانات المياه التابعة لمنظمة "يونسيف"-28 من أيار 2022(مخيم "الركبان"/فيس بوك"

tag icon ع ع ع

خفّضت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) كمية المياه الموردة إلى مخيم الركبان، وسط حصار يفرضه النظام السوري على أهال المخيم، يمنع فيه دخول الشاحنات المحملة بالطعام، ما أفضى إلى قلة توافر معظم أنواع الغذاء ونفاد العديد من الأدوية.

ونشرت الصفحة الرسمية لمخيم “الركبان”، عبر “فيس بوك“، الخميس 26 من أيار الحالي، أن “يونيسيف” خفضت كمية المياه التي تضخها من الأراضي الأردنية إلى المخيم لحوالي نصف الكمية المعتادة.

مدير منظمة “عالم أفضل”، آدم (تحفظ على ذكر اسمه الكامل لأسباب أمنية)، المسؤولة عن توزيع المياه تحت إشراف “يونيسيف” رفض الإدلاء بأي تصريحات لعنب بلدي حول الأمر، وطلب توجيه الأسئلة إلى منظمة “يونيسيف”.

قال آدم لشبكة “الركبان” إن منظمة “عام أفضل” مسؤولة عن توزيع المياه والإشراف على ذلك في الجهة الشرقية من المخيّم، مؤكدًا أنها ليست الجهة المسؤولة عن تخفيض كمية المياه.

وتواصلت عنب بلدي مع منظمة “يونيسيف” عبر موقعها الرسمي لمعرفة أسباب التخفيض وأثره الكبير على سكان المخيم في ظل التضييق من قبل النظام، لكنها لم تلقَ ردًا حتى لحظة كتابة التقرير.

من جهته أرجع رئيس المجلس المحلي الموحد في مخيم “الركبان”، تخفيض كمية المياه إلى صيانة محطة الضخ في الأردن، مشيرًا إلى أن الضخ سيعود لما كان عليه خلال الأيام المقبلة، بحسب الأنباء التي وصلته.

كما أكّد الناشط الإعلامي عمر الحمصي المقيم بالمخيم، أن مركز الضخ في الأردن تحت الصيانة الدورية، وهذه ليست المرة الأولى التي تخفض فيها كمية المياه، لكن إن إجراء الصيانة صيفًا هو ما يثير الجدل الموجود وغضب السكان.

ورغم أن منطقة المخيم تضم العديد من السدود، أسفرت قلة الأمطار عن جفاف معظمها، ما زاد الطلب على المياه من الأردن، وفق ما قاله الحمصي لعنب بلدي.

ويحتوي كل بيت في المخيم على خزان أرضي، لكن المياه لا تصل إلى جميع البيوت ما يجبر العديد من الأشخاص على توصيل المياه بشكل مأجور باستخدام عربات الأحصنة.

الحصار مستمر

يستمر النظام السوري بإطباق الحصار على مخيم “الركبان” منذ نحو 50 يومًا من خلال منع الشاحنات المحمّلة بالغذاء والأدوية الدخول إلى المخيم.

وأسفر الحصار عن فقدان العديد من المواد الغذائية الأياسية من بينها الخبز، ما أجبر السكان على الاكتفاء بكميات قليلة من الخضار التي يزرعونها.

كما أسفر عن نفاد معظم الأدوية التي تعتبر حاجة يومية في حياة عشرات المرضى المصابين بأمراض مزمنة.

الناشط الإعلامي، عمر الحمصي، أكّد في حديث سابق إلى عنب بلدي أن سياسة النظام واضحة منذ البداية بإجبار سكان المخيم للذهاب إلى مناطق سيطرته عبر التضييق عليهم.

وفي 24 من أيار الحالي، أدان فريق “منسقو استجابة سوريا” في بيان له، الحصار الذي تفرضه قوات النظام على المخيم، موضحًا الأضرار الناجمة عن منع دخول أو خروج المواد الغذائية والطبية إلى المخيم.

وفي 3 من نيسان الماضي، قال المتحدث باسم مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية الأممي، ينس لارك، لوكالة “الأناضول”، إن المساعدات الإنسانية لم تصل إلى مخيم “الركبان” منذ أيلول 2019.

وكان المخيم قبل عام 2018 يضم حوالي 70 ألف نسمة، إلا أن أغلبية السكان خرجوا باتجاه مناطق النظام السوري، ولم يبتقَّ فيه سوى 8000 نسمة، بحسب ناشطين مطّلعين في المخيم.

وأُنشئ المخيم عام 2014، وينحدر معظم القاطنين فيه من أرياف الرقة ودير الزور وحمص وحماة، وتديره فصائل المعارضة المدعومة من التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة.


شارك بإعداد هذا التقرير مراسل عنب بلدي في درعا حليم محمد




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة