الحريات والحياة السياسية السورية قبل نشوء “البعث” في كتاب

tag icon ع ع ع

يناقش كتاب “مدخل في الحياة السياسية السورية”، للكاتب والباحث السوري شمس الدين الكيلاني، مسألتين محوريتين تتعلقان بتاريخ الاجتماع السياسي السوري، وطبيعته وأصوله، تتعلق أولاهما بمدى حضور الرابطة الوطنية السورية ومتانتها في تاريخ البلد، في الوقت الذي تنتشر فيه مظاهر الطائفية والمناطقية داخل مكوّنات المجتمع، ومدى الاندماج الاجتماعي بين السوريين أنفسهم.

وتتعلق المسألة الثانية بمناقشة مدى حضور التجربة الدستورية في الحياة السياسية السورية، وبالتالي مناقشة أهلية الشعب السوري لممارسة هذه التجربة، وقدرته على استرجاع ما انقطع من تاريخه الديمقراطي الدستوري، جراء السيطرة الطارئة للاستبداد على الدولة السورية.

يعرض الكتاب، الصادر عام 2017، نفوذ الحياة الدستورية في تاريخ سوريا، بطريقة قد تجعل منها أرضية صالحة للبناء عليها، إذ حاول الكتاب استرجاع ذاكرة السوريين بحياتهم وتقاليدهم الديمقراطية التي تؤهلهم لعبور الطريق إلى الديمقراطية، والعودة من جهة ثانية إلى المعالم التاريخية البارزة والمعبرة عن رسوخ رابطتهم الوطنية في السراء والضراء.

وبالإمكان أن يتم إعادة تاريخ تكوين الدولة الحديثة السورية إلى تاريخ دخول الأمير فيصل لدمشق، في 3 من تشرين الأول 1918، حيث انتعشت في ذلك العهد الحياة السياسية العامة وحرية تشكيل الأحزاب والجمعيات وهيئات المجتمع المدني والأهلي، كما انتعش فضاء حر يغتني بالحريات العامة، وفق ما جاء في الكتاب.

وورثت هذه الأحزاب والتيارات الفكرية والسياسية في العهد الفيصلي، التوجهات الفكرية والسياسية للجمعيات والمنظمات الحزبية التي نهضت في أثناء الفترة الأخيرة من عمر الدولة العثمانية، وفي مقدمتها حزب “الاستقلال” الذي كان الواجهة الحزبية لـ”جمعية العربية الفتاة”، و”الحزب الوطني السوري”، وهما الحزبان الرئيسان اللذان ظهرا في ذلك العهد.

وبحسب الكتاب (232 صفحة)، استقطب الحزبان أغلب النخب السياسية، وإلى جانبهما تشكلت أحزاب صغيرة كانت محدودة الدور، مثل “الحزب الديمقراطي المعارض” و”الحزب الوطني الدستوري” (المعروف بحزب الذوات)، وكانت أغلبية تلك الأحزاب تتمسك بصيغة الحكم الديمقراطي.

كما استعان الكتاب بالمنهجية التاريخية والتاريخ المقارن، وبمنهجيات التاريخ الراهن في القسم الأخير منه، المتعلق بمجريات الثورة السورية التي بدأت في آذار 2011، وبالحياة السياسية التي شهدها السوريون خلال الفترة التي لحقت بالثورة، وما حملته من آمال ووعود بالحرية، وما رافقها من آلام.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة