تمتد 20 يومًا دون هواتف ولا أطفال

“الإدارة الذاتية”.. دورة “مغلقة” لمعلمات عربيات حول فكر “أوجلان” تحت طائلة الفصل

اجتماع المعلمات في "ديرك" شمال شرقي سوريا (هيئة التربية والتعليم)

camera iconاجتماع المعلمات في ديرك شمال شرقي سوريا (هيئة التربية والتعليم)

tag icon ع ع ع

قالت مدرّسات عاملات في مدينة الحسكة، لعنب بلدي، إن “هيئة التربية والتعليم”، التابعة لـ”الإدارة الذاتية شمال شرقي سوريا، فرضت عليهن الالتحاق بدورة فكرية “مغلقة” للمعلمات من المكوّن العربي مدتها 20 يومًا، وستجري في مدينة رميلان.

فاطمة (28 عامًا) معلّمة، تحفظت على ذكر اسمها الكامل لأسباب أمنية، قال لعنب بلدي، إنها دُعيت بعد انتهاء العام الدراسي الحالي بأسبوع تقريبًا إلى اجتماع حضره المكوّن العربي فقط، في مبنى “إدارة مدارس القامشلي”، بطلب من “هيئة التربية والتعليم”، وأبلغت الحاضرات فيه بضرورة الالتحاق بالدورة الفكرية المغلقة التي ستُعقد في مدينة رميلان لمدة 20 يومًا، حول “فكر وفلسفة عبد الله أوجلان”.

وأضافت فاطمة أنه وبحسب التعليمات خلال الاجتماع، يُمنع في الدورة اصطحاب الهواتف النقالة، أو حتى الأطفال الصغار بالنسبة للمدرّسات الأمهات اللواتي لديهن أطفال في سن الرعاية، موضحة أنهن تلقين تنبيهًا يفيد بأن من ترفض الذهاب إلى الدورة “ستُفصل من وظيفتها”، ما تسبّب بحالة من الفوضى في أثناء الاجتماع، حيث تعالت الأصوات الرافضة للدورة داخل القاعة.

دورة “مغلقة” تثير الانتقادات

معلمة أخرى حضرت الاجتماع أيضًا، تحفظت على ذكر اسمها لأسباب أمنية، قال لعنب بلدي، إن ما تطلبه “هيئة التربية والتعليم” غير واقعي أو منطقي، “ولا يراعي عادات وتقاليد المجتمع”، خصوصًا أن لديها طفلًا لا يتجاوز عمره ثلاثة أشهر، وآخرين بعمر ثلاث وست سنوات.

بينما اعتبرت مرام الحسين (25 عامًا)، وهي مدرّسة من ريف القامشلي، أن إقناع الأهل أو الزوج بـ”دورات مغلقة” كهذه أمر مستحيل، موضحة أنه لا واحدة من المعلمات تستطيع أن تغيب كل هذه المدة خارج المنزل دون حتى وسيلة للاتصال، خصوصًا في ظل تردي الوضع الأمني وتزايد “حالات الخطف والسرقة”.

مَن يقف وراء القرار؟

موظف من المكوّن العربي في “هيئة التربية والتعليم”، تحفظ على ذكر اسمه لأسباب أمنية، قال لعنب بلدي، إن جميع القرارات التي تخص هذا النوع من الدورات تأتي إلى “هيئة التربية” ممن يُسمون بالـ”كادرو”، وهم من قيادات حزب “العمال الكردستاني”، وهم غالبًا لا يحملون أي مؤهل علمي، ولهم صفة عسكرية “بحتة”.

وبحسب حديث سابق للباحث في مركز “الشرق للدراسات” سعد الشارع، إلى عنب بلدي، وصل “الكادرو” إلى المنطقة من جبال قنديل الواقعة أقصى شمال العراق، وهم المتحكمون الأساسيون في قرار “الاتحاد الديمقراطي” و”الإدارة الذاتية” و”قسد” وحتى قوات “أسايش” (قوى الأمن الداخلي)، “فلا قرار لأي سوري إذا كان هناك (كادرو) موجود في مؤسسة من مؤسسات (الإدارة الذاتية)”، على حد تعبيره.

دعوات للتظاهر ضد القرار

أكّدت معلمات التقتهن عنب بلدي، أن الدورة المفروضة عليهن بشكل إجباري، ستكون وفق ثلاث دفعات، عليهن اختيار الالتحاق بدفعة من الدفعات الثلاث وسط تهديد “هيئة التربية والتعليم” بالفصل من العمل في حال عدم التحاقهن.

المعلمة مرام الحسين، قالت إن قسمًا كبيرًا من المعلمات رفضن الالتحاق واختيار موعد الدورة دون خوف من الفصل، كما اقترح بعضهن تنظيم مظاهرة أمام مبنى “الهيئة” للاحتجاج على القرار، بالإضافة إلى تنظيم حملة إلكترونية عبر وسائل التواصل الاجتماعي للضغط على “الهيئة” لمحاولة إلغاء إلزامية حضور الدورات.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة