فوضى واغتيالات درعا تدفع بالأطباء خارج الحدود

camera iconمخبري سوري في أحد المراكز الطبية (سانا)

tag icon ع ع ع

يتعرض الأطباء في درعا لمضايقات أمنية، تتمثّل في خطف بعضهم، وسلب ممتلكاتهم، إثر عمليات نهب وسرقة تكررت خلال الأشهر الماضية، إضافة إلى عمليات الاستهداف التي طالت عددًا من الأطباء منذ اتفاق “التسوية” في تموز 2018.

أحدث حوادث السرقة، في 12 من حزيران الحالي، إذ تعرض الطبيب ناصر أبو نقطة لعملية سطو على يد مسلحين ملثمين، في أثناء عودته من عيادته في الغارية الشرقية بريف درعا.

وسُلبت أمواله وسيارته خلال عملية السطو، ويختص أبو نقطة بأمراض القلب، وهو من الاختصاصات النادرة الموجودة في محافظة درعا.

وعلّق طبيب، تتحفظ عنب بلدي على ذكر اسمه لأسباب أمنية، على الحادثة بالقول، إنها من المظاهر التي باتت تدفع بأطباء المنطقة إلى الهجرة، بسبب حالة الفلتان الأمني وعدم الاستقرار.

وأضاف الطبيب أن درعا فقدت بعض الأطباء من التخصصات النادرة، وأصبحت، اليوم، تفتقد لكثير من الاختصاصات الطبية، إذ يوجد على سبيل المثال خمسة أطباء أطفال فقط في محافظة درعا، بينهم ثلاثة فقط يعملون بالمهنة.

عمليات خطف للأطباء

خطف مجهولون، في كانون الثاني الماضي، الطبيب حيدر الرفاعي في بلدة الغارية شرقي درعا، واضطر أهله لدفع فدية مالية قدرها 30 ألف دولار مقابل إطلاق سراحه.

كما خُطف في ذات الشهر الطبيب أحمد السكري من بلدة الكرك الشرقي.

وأسهمت عمليات الخطف والقتل بهجرة عدد كبير من الأطباء، بحسب الناشط محمد المفعلاني، الذي قال لعنب بلدي، إن عمليات الخطف والاغتيال كانت سببًا في هجرة الأطباء.

المفعلاني ذكر أن هجرة الأطباء تؤثر على الوضع الصحي لسكان درعا، خصوصًا المطلوبين للأفرع الأمنية، ممن لا يستطيعون العلاج خارج المحافظة، وبعضهم لا يستطيع العلاج حتى في الأماكن المسيطَر عليها بشكل فعلي من قبل قوات النظام في المحافظة.

وأضاف الناشط أنه وعلى الصعيد الشخصي، يعاني من أمراض عصبية بحاجة إلى إشراف طبيب مختص، ولكن عدم وجود طبيب اختصاص بالريف الشرقي للمحافظة جعله يعاني أكثر من الألم بشكل مستمر.

استهداف العاملين في القطاع الطبي

قُتل ستة عاملين في القطاع الطبي بدرعا بينهم أربعة أطباء، منذ سيطرة النظام على محافظتي درعا والقنيطرة، في تموز 2018، إذ استهدف مجهولون الممرض حسين فنخير في بلدة تل شهاب، منتصف أيار الماضي.

وفي آذار الذي سبقه، استهدف مجهولون الطبيب ثائر البلخي بعبوة ناسفة أدت إلى مقتله، وينحدر الطبيب من بلدة محجة بريف درعا الشمالي الشرقي.

سبق ذلك، في منتصف شباط الماضي، مقتل الممرض وسيم الحمد من سكان بلدة محجة أيضًا، إضافة إلى طبيب النسائية محمد البردان، الذي استُهدف في أثناء عودته من عيادته في مدينة طفس.

وسبق أن شغل البردان مدير مستشفى “طفس” في أثناء سيطرة المعارضة على المنطقة.

كما قُتل، في كانون الثاني 2020، الطبيب مأمون الحريري في بلدة بصر الحرير شرقي درعا، بعد تفجير عبوة ناسفة عند مدخل عيادته أردته قتيلًا.

ولم تقتصر عمليات الاغتيال بحق الأطباء على المعارضين فقط، بل شملت أطباء موالين للنظام، إذ قُتل الطبيب قصي الحلقي، شقيق رئيس وزراء النظام السوري السابق، وائل الحلقي، بمسدس كاتم صوت بعيادته في مدينة جاسم بريف درعا الشمالي.

شارك في إعداد هذه المادة مراسل عنب بلدي في درعا حليم محمد




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة