الكشف عن شبكة مدعومة روسيًا تروج نظرية المؤامرة في سوريا

camera iconرفع لافتات في بلدة كفرنبل في إدلب تدين تصديق المجتمع الدولي لروايات النظام السوري - 28 شباط 2015 (اتحاد المكاتب الثورية)

tag icon ع ع ع

كشف بحث أجراه باحثون عن شبكة مؤلفة من 28 حسابًا من أصحاب نظرية المؤامرة في سوريا، مدعومة بحملة روسية منسقة، أرسلت آلاف التغريدات المضللة لتشويه واقع النزاع السوري وردع تدخل المجتمع الدولي.

وحددت البيانات التي جُمعت في تقرير من قبل معهد الحوار الاستراتيجي (ISD)، ومنظمة “الحملة السورية”، نُشر اليوم الأحد 19 من حزيران، شبكة من حسابات ورسائل عبر وسائل التواصل الاجتماعي، والأفراد، والمنافذ، والمنظمات، التي تنشر معلومات مضللة حول الواقع السوري.

وتضمنت الروايات المضللة الرئيسية الثلاث التي روجت لها الشبكة تحريف حقيقة منظمة “الخوذ البيضاء” (الدفاع المدني السوري)، كما ركزت على إنكار أو تشويه الحقائق حول استخدام النظام السوري للأسلحة الكيماوية، وعلى مهاجمة النتائج التي توصلت إليها لجنة المراقبة التابعة لمنظمة “حظر الأسلحة الكيماوية”.

ووجد التقرير، أن الحسابات الرسمية للحكومة الروسية لعبت دورًا رئيسيًا في إنشاء ونشر محتوى مضلل، حيث لعبت السفارة الروسية في المملكة المتحدة وسوريا دورًا بارزًا بنشر تلك المعلومات الخاطئة.

ومن بين 47 ألف تغريدة مضللة في “تويتر” و817 منشورًا في “فيس بوك” أرسلها 28 حسابًا من أصحاب نظرية المؤامرة على مدى سبع سنوات من 2015 إلى 2021، كان يوجد نحو 19 ألف منشورًا أصليًا (نُشر لأول مرة)، وجرى إعادة نشره أكثر من 671 ألف مرة.

ليصل هذا المحتوى مع جمهور من المتابعين بلغ عددهم إلى ثلاث ملايين حساب، منهم 1.8 مليون شخص يصلهم المحتوى لأول مرة، بحسب التقرير.

وأجرى فريق البحث 29 مقابلة لكشف الغطاء عن آثار التضليل على الأشخاص وكذلك أثره على اتخاذ القرارات السياسية، منهم 12 شخص استهدفهم التضليل بشكل متكرر، و15 من صانعي السياسات الحاليين والسابقين بشأن سوريا، واثنان من الخبراء الدوليين في السياسة.

ومن بين أولئك الذين ورد ذكرهم في التقرير على أنهم ناشرون مؤثرون للمعلومات المضللة، الصحفية المستقلة، فانيسا بيلي، التي وصفت لحظة لقاءها برئيس النظام السوري، بشار الأسد، على أنها “أكثر لحظات حياتي فخرًا”، وكانت روسيا قد قدمت نظريات المؤامرة التي تروج لها بيلي كأدلة في مجلس الأمن.

وفي أيلول 2015، اتهمت بيلي “الخوذ البيضاء” بالتحالف مع “القاعدة” وغيرها من المنظمات الإرهابية، مدعية أن لقطات الفيديو التي يجمعونها وهم ينقذون المدنيين من المباني التي دمرت هي “ملفقة”.

كان تأثير هذا الكم الكبير من المعلومات المضللة، وفقًا للتقرير، زرع “الارتباك والشك” بين صانعي السياسة الحكوميين، مما ساعد على وضع سياسات مناهضة للجوء، والتطبيع مع النظام السوري في سوريا، وشجع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين على تكرار التكتيكات في أوكرانيا.

وقال مسؤول سابق في وزارة الخارجية الأمريكية للباحثين، “كانت سوريا ساحة اختبار لهذا النوع من نشاط المعلومات المضللة والدروس المستفادة من هذه القضية يمكن أن تساعد في اتخاذ إجراءات بشأن أوكرانيا وخارجها”.

وكان متطوعو “الخوذ البيضاء” الأهداف الأكثر تعرضًا للهجوم مع أكثر من 21 ألف تغريدة موجهة لتشويه سمعة المنظمة، أو تشجيع الهجمات ضد المسعفين الأوائل، ومنذ عام 2012، قُتل نحو 296 متطوعًا أثناء أداء واجبهم.

أحد المتطوعين في المنظمة، حميد قطيني، قال للباحثين، إن “النظام السوري وروسيا يجعلان عملنا المنقذ للحياة محفوفًا بالمخاطر من خلال الهجمات المزدوجة، عندما نذهب لإنقاذ الناس من موقع تم قصفه، فإنهم يعيدون استهداف نفس المنطقة لقتل المسعفين الأوائل”.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة