روسيا تتخلّف عن سداد ديونها الأجنبية لأول مرة منذ 100 عام

camera iconبرج سباسكايا بجانب الكرملين في موسكو وكاتدرائية القديس باسيل- 31 من آذار 2020 (رويترز)

tag icon ع ع ع

تخلّفت روسيا عن سداد سنداتها السيادية الأجنبية للمرة الأولى منذ الثورة البلشفية (1917- 1921)، إذ أدت العقوبات الغربية إلى عزل البلاد فعليًا عن النظام المالي العالمي، وجعل أصولها غير قابلة للمس من قبل العديد من المستثمرين.

وتصف روسيا أي تقصير في السداد بأنه مصطنع لأن لديها المال لتسديد ديونها، لكنها غير قادرة على إرسال أموال إلى حاملي السندات بسبب العقوبات، وتقول إن العقوبات جمّدت احتياطياتها من العملات الأجنبية الموجودة في الخارج.

كان من المقرر أن تدفع روسيا 100 مليون دولار في الفوائد على سندات، أحدها بالدولار الأمريكي والآخر باليورو في 27 من أيار الماضي، وكان للمدفوعات فترة سماح مدتها 30 يومًا، وانتهت الأحد 26 من حزيران.

وكافحت روسيا لمواصلة سداد 40 مليار دولار من السندات المستحقة منذ “غزوها” لأوكرانيا، في 24 من شباط الماضي، وأكد بعض حاملي السندات أنهم لم يتلقوا الفائدة المتأخرة اليوم، الاثنين 27 من حزيران، بعد انتهاء موعد السداد الرئيس، الأحد، وفقًا لوكالة الأنباء “رويترز“.

منذ الجولات الأولى من العقوبات، منحت وزارة الخزانة الأمريكية البنوك ترخيصًا لمعالجة أي مدفوعات سندات بالدولار من روسيا لمالكي الديون عبر البنوك الأمريكية، لتنتهي هذه النافذة، في 25 من أيار الماضي، وفقًا لوزارة الخزانة الأمريكية.

ودون ترخيص استخدام البنوك الأمريكية، لن تكون لروسيا القدرة على سداد ديونها لمستثمري السندات الدوليين، إذ يستخدم “الكرملين” بنك “جي بي مورجان” و”سيتي جروب” كقنوات لدفع التزاماته.

لم تتخلّف روسيا عن سداد ديونها الدولية منذ ثورة 1917، عندما انهارت الإمبراطورية الروسية، وتخلّفت روسيا أيضًا عن سداد ديونها المحلية في أواخر التسعينيات خلال الأزمة المالية الآسيوية، لكنها تمكّنت من التعافي من هذا التخلّف عن السداد من خلال المساعدات الدولية.

بمجرد أن تتخلّف الدولة عن السداد، يمكن قطعها عن الاقتراض في سوق السندات حتى تتم تسوية التخلّف، ويستعيد المستثمرون الثقة في قدرة الحكومة واستعدادها للدفع، لكن روسيا معزولة بالفعل عن أسواق رأس المال الغربية، لذا فإن أي عودة للاقتراض ما زالت بعيدة المنال على أي حال.

لا يزال بإمكان “الكرملين” اقتراض الروبل في الداخل، حيث يعتمد في الغالب على البنوك الروسية لشراء سنداته، بحسب ما ذكرته وكالة الأنباء “أسوشيتد برس“.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة