“عسل” درعا يتراجع جرّاء “الهجرة” والجفاف وأمراض النحل

camera iconخلايا النحل في ريف درعا الغربي- 19 من شباط 2022 (عنب بلدي\ حليم محمد)

tag icon ع ع ع

تراجع إنتاج العسل في درعا لهذا الموسم لأسباب تتعلق بقلة المراعي وهجرة النحل وموت بعضها في فصل الشتاء، ورافق ذلك غلاء مادة السكر، الأمر الذي زاد من تكاليف التغذية.

جهاد (45 عامًا)، وهو أحد مربي النحل في حوض اليرموك، قال لعنب بلدي، إن إنتاج العسل لهذا الموسم ضعيف مقارنة بالأعوام السابقة، وأرجع ذلك لقلة المراعي التي سببتها قلة الأمطار.

وأضاف أن إنتاج خلاياه لم يتجاوز خمسة كيلوغرامات لكل خلية، في حين كان يصل إلى حدود 15 كيلوغرامًا في السنوات الماضية.

فيما قال المربي مالك (50 عامًا) من سكان حوض اليرموك، إن ضعف المراعي وهجرة النحل خلال فصل الشتاء الماضي، أسهما في نقص إنتاج العسل، يضاف إليهما غلاء السكر، إذ يعتمد المربون في حال قلة الأزهار على التغذية بمحلول السكر، فيما وصل سعر كيلو السكر إلى 4300 ليرة سورية.

وتوقع مالك زيادة في سعر العسل، لنقص الكميات المطروحة بالسوق.

وقدرت مديرية زراعة درعا إنتاج المحافظة من العسل بنحو 120 طنًا لهذا العام.

وتراجع إنتاج العسل في سوريا من أربعة آلاف طن إلى 1500 طن، مقارنة بإنتاج عام 2020.

وقال مدير “وقاية النبات” في وزارة الزراعة بحكومة النظام السوري، إياد محمد، لصحيفة “البعث” في آذار الماضي، انخفض عدد مربي النحل إلى 14 ألف شخص، من أصل 25 ألف مربٍّ كانوا يعملون في المهنة قبل عام 2011.

صعوبات تواجه المربين

وفي شباط الماضي، انتشرت ظاهرة غريبة  وهي هجرة طوائف النحل، دون الوصول إلى الأسباب الحقيقية لهذه الظاهرة، إلا أن مدير الزراعة في درعا، بسام الحشيش، أرجع الظاهرة، في حديث إلى الوكالة السورية الرسمية للأنباء (سانا)، لوجود إصابة مرتفعة بمرض “أكاروس الفاروا”.

كما أظهرت النتائج التغذية على “عجينة كاندي” الملوثة بأبواغ فطر “النوزيما”، فضلًا عن الاستخدام العشوائي للمبيدات، تزامنًا مع التغيّرات المناخية، بالإضافة إلى قلة المراعي وعدم قدرة المربي على ترحيل الخلايا.

وقال المربي جهاد، إن ضعف الأمطار يؤثر على المراعي، وشهد العامان الحالي والماضي تراجعًا في الهطولات المطرية، ما دفع المربين للتغذية بالسكر، وهذا الأمر ينعكس سلبًا على نوعية العسل.

وأضاف أن من أهم المشكلات التي تواجه المربين، رش المبيدات الحشرية، التي تؤدي إلى موت النحل.

صعوبة الترحيل

وكان النحال دائم الترحال، بحسب جهاد، إذ كان يقصد بساتين الساحل السوري للاستفادة من أزهار الحمضيات، وسهول الرقة في أثناء إزهار القطن، و”دير ماكر” في ريف دمشق الغربي للبحث عن رحيق أزهار اليانسون.

وقال جهاد، إن الترحال داخل المحافظة أصبح صعبًا، أما إلى المحافظات الأخرى فأصبح مستحيلًا لأسباب أمنية، إلى جانب التكلفة العالية بعد غلاء أجور النقل نتيجة غلاء المازوت، حيث وصل سعر ليتر المازوت في السوق المحلية إلى ستة آلاف ليرة سورية.

وكذلك أدت حوادث السرقة إلى حذر المربين في ترحيل خلاياهم، ويتطلّب الأمر، في حال قصدوا مراعٍ جديدة، استئجار ناطور خاص لحراسة الخلايا، وهذا ما يزيد التكلفة على المربين.

ويحتل حوض وادي اليرموك بريف درعا الغربي المرتبة الأولى بإنتاج العسل في المحافظة، نظرًا إلى خصوبة أرضه وتوفر الأجواء الملائمة للرعي، كالاعتدال في فصول العام وغيره.

وأدت المعارك الكثيرة التي شهدتها منطقة حوض وادي اليرموك بين قوات النظام السوري وفصائل المعارضة المسلحة وتنظيم “الدولة الإسلامية”، خلال الأعوام الماضية، إلى تدمير معظم المناحل وخسارتها بشكل كامل، بالإضافة إلى عمليات السرقة والنهب التي طالتها.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة