أنباء متضاربة.. “اليمني” أم “الديري” قتيل غارة “التحالف” على “حراس الدين”؟

camera icon"أبو حمزة اليمني" القيادي في تنظيم "حراس الدين"- 21 من أيار 2015 (تنسيقية مدينة بنش)

tag icon ع ع ع

تضاربت الأنباء حول هوية الشخص الذي قُتل جراء قصف بطائرة مسيّرة تتبع لقوات التحالف الدولي استهدفه بشكل مباشر، جنوب شرقي إدلب، في 27 من حزيران الحالي.

ونفت عدة شبكات محلية أن يكون القيادي في تنظيم “حراس الدين”، “أبو حمزة اليمني”، هو الشخص المستهدف من الضربة، رغم تحديد الولايات المتحدة الأمريكية هويته.

ماذا حصل؟

استهدفت طائرة مسيّرة تتبع لقوات التحالف بصاروخين شخصًا بشكل مباشر، كان يستقل دراجة نارية على الطريق الواصل بين مدينة إدلب وبلدة قميناس، شمالي سوريا.

وأفاد مراسل عنب بلدي في إدلب بوجود جثة متفحمة غير واضحة المعالم مكان الاستهداف الذي حصل عند الساعة 11:30 من مساء الاثنين 27 من حزيران، سبقته حركة كثيفة لطيران الاستطلاع في أجواء المنطقة، الذي بقي لساعات بعد الاستهداف.

وأكد “الدفاع المدني السوري” مقتل شخص جراء استهداف طائرة مسيّرة بصاروخين دراجة نارية على طريق إدلب- قميناس، شرقي المحافظة، بعد أن توجّه إلى المكان، ونقل الجثة وسلّمها إلى الطبابة الشرعية.

سادت بعدها حالة من الترقّب والانتظار لمعرفة الشخص المُستهدف من قبل “التحالف”، مع ورود أنباء أن المستهدف قيادي في جماعة “أنصار الإسلام”، دون أي تأكيد من مصدر رسمي.

هل قُتل “اليمني”؟

بعد ثلاث ساعات، ذكرت الولايات المتحدة الأمريكية أن الضربة استهدفت القيادي البارز في تنظيم “حراس الدين” المتحالف مع تنظيم “القاعدة”، “أبو حمزة اليمني”.

وذكرت “القيادة المركزية الأمريكية“، الثلاثاء 28 من حزيران، أن “أبو حمزة اليمني” كان مسافرًا بمفرده على دراجة نارية عند استهدافه، مضيفة أن مقتله سيعطل قدرة “القاعدة” على تنفيذ هجمات ضد “الأمريكيين وشركائهم والأبرياء حول العالم”، حسب تعبيرها.

ونفت عدة شبكات محلية مقتل القيادي “اليمني”، منها شبكة “نداء الفرات” التي نفت أن يكون المستهدف في ضربة التحالف الدولي، “أبو حمزة اليمني”، إنما كان شخصية أخرى تنتمي للتنظيم.

وذكرت الشبكة أن “أبو هزاع الديري” هو من قُتل بغارة التحالف الدولي، وينحدر من قرية الحريجي بريف دير الزور الشمالي.

وعمل “الديري”، بحسب الشبكة، عسكريًا ضمن فصائل الثورة في منطقة وادي بردى، وأُصيب عدة مرات في أثناء وجوده بدمشق، قبل أن ينتقل إلى الشمال السوري ويلتحق بتنظيم “حراس الدين”.

ونقلت وكالة “ستيب” عن مصدر خاص في تنظيم “حراس الدين”، أن “اليمني” لم يكن الشخص المستهدف، إنما قيادي آخر في صفوف التنظيم، وهو محمد هزاع الديري.

وذكرت الوكالة أن “الديري” كان مراقبًا من قبل ملثمين قبل مقتله بساعات، بالإضافة إلى مداهمة “هيئة تحرير الشام”، صاحبة النفوذ العسكري في المنطقة، مكان وجوده قرب إدلب، وتفتيش الموقع بشكل كامل، مع حجز بعض الأجهزة النقالة الخاصة به بعد مقتله، بحسب الوكالة.

ونعت بعض الحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي “الديري”، دون ذكر أي معلومات أو توضيحات إضافية.

من جهتها، لم تصدر القوات الأمريكية أي بيان أو توضيح، بعد بيانها الذي حددت فيه هوية المستهدف على أنه “اليمني”.

وتواصلت عنب بلدي مع المكتب الإعلامي لـ”هيئة تحرير الشام”، عبر مراسلة إلكترونية، أوضح من خلالها أن هوية الشخص المُستهدف لا تزال مجهولة لأن الجثة متفحمة، وسط تعدد الروايات حول هويته.

لا تأكيد على مقتله سابقًا

تداول ناشطون على شبكات التواصل، أنها ليست المرة الأولى التي يجري الحديث فيها عن مقتل “اليمني”، رغم عدم تأكيد القوات الأمريكية مقتله أو ذكر اسمه سابقًا.

في 20 من أيلول 2021، استهدف طيران مسيّر مجهول الهوية سيارة، وقال “الدفاع المدني” حينها، إن شخصًا مجهول الهوية قُتل باستهداف طائرة مسيّرة مجهولة الهوية سيارة على الطريق الواصل بين مدينتي إدلب وبنش بريف إدلب الشرقي.

وانتشلت فرق “الدفاع المدني” الجثة وسلّمتها للطبابة الشرعية في مدينة إدلب، وأمّنت المكان لحماية المدنيين.

وذكرت حسابات “تلجرام” لناشطين في إدلب، ومنها شبكة “OGN”، التي يديرها الصحفي الأمريكي داريل فيلبس، المعروف باسم بلال عبد الكريم، أنباء عن استهداف التحالف القياديين في تنظيم “حراس الدين”، “أبو البراء التونسي” (شرعي الحراس) و”أبو حمزة اليمني”.

ونشرت “مجموعة سايت” للاستخبارات، أن الضربة الأمريكية قتلت “أبو حمزة اليمني”، القائد العسكري في تنظيم “حراس الدين”، ومسؤولًا ثانيًا يدعى “أبو البراء التونسي”.

كما غرّد الباحث في معهد “الشرق الأوسط” تشارلز ليستر، على “تويتر”، حول مقتل “أبو حمزة اليمني”، و”أبو البراء التونسي”.

المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، جون كيربي، قال في  بيان صدر في 20 من أيلول 2021، إن “القيادة المركزية الأمريكية نفذت ضربة جوية استهدفت فيها مسؤولًا كبيرًا في تنظيم (القاعدة)، شمال غربي سوريا”، دون تحديد هوية القيادي أو الكشف عن اسمه.

بعد يومين من تلك الحادثة، نفى المتحدث باسم قوات التحالف الدولي، الكولونيل وين ماروتو، تنفيذ التحالف أي ضربة جوية لاستهداف قيادي بارز في تنظيم “القاعدة” بإدلب.

وتكرر تنفيذ قوات التحالف الدولي عمليات عسكرية سواء بإطلاق صواريخ ذكية من الطائرات المسيّرة أو الحربية، أو عمليات إنزال جوي، استهدفت خلالها قياديين وعناصر يتبعون لتنظيمات وفصائل “جهادية” في الشمال السوري.

اقرأ أيضًا: استراتيجية “الجولاني” وضربات “التحالف” تنهكان “حراس الدين”

ويعد “حراس الدين” فرعًا لتنظيم “القاعدة” في سوريا، وهو أبرز الجماعات “الجهادية” الملاحَقة من قبل “هيئة تحرير الشام” صاحبة النفوذ في إدلب.

ويتزعم “حراس الدين” فاروق السوري (35 عامًا)، الذي يُعرف بعدة أسماء هي “سمير عبد اللطيف حجازي”، و”أبو همام العسكري”، و”أبو همام الشامي”، إلى جانب شرعيين وقادة عسكريين يعتبرون من قيادات الصف الأول للفصيل، كالرجل الثاني في التنظيم وعضو “مجلس الشورى” فيه سامي العريدي، و”أبو عبد الكريم المصري”، و”أبو عبد الرحمن المكي”.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة