أسعار المحروقات “تحلّق” في درعا.. التوريدات لم تصل حتى الآن

camera iconطابور تعبئة البنزين في مزيريب بدرعا- أيلول 2020 (عنب بلدي/ حليم محمد)

tag icon ع ع ع

لا تزال أسعار المحروقات في السوق السوداء بمناطق سيطرة النظام السوري تسجّل ارتفاعات متتالية، في ظل عدم وصول توريدات المحروقات، رغم الحديث عن وصول النفط الخام إلى مصفاة “بانياس” منذ أكثر من أسبوع، رافقته وعود حكومية بتحسين التوريدات.

وأفاد مراسل عنب بلدي في مدينة درعا، أن سعر ليتر المازوت وصل إلى نحو ستة آلاف و500 ليرة سورية، بينما وصل سعر ليتر البنزين إلى نحو سبعة آلاف و500 ليرة سورية، وسط اقتصار وجوده في المحافظة على “البسطات” فقط، وعدم توفره في محطات الوقود.

صاحب “بسطة” محروقات في محافظة درعا، قال لعنب بلدي، إن أسباب ارتفاع الأسعار تعود لقلة توريدات المازوت والبنزين إلى محطات الوقود بشكل نظامي، موضحًا أن من المفترض أن تتسلّم كل سيارة مخصصاتها كل سبعة أيام، لكن مدة الانتظار بين الرسالة والأخرى أصبحت تتجاوز عشرة أيام.

ويحصل تجار “البسطات” على البنزين والمازوت من فائض أصحاب السيارات الخاصة وسيارات الأجرة.

الفلاحون متضررون

ينعكس ارتفاع أسعار المحروقات في السوق السوداء على مختلف مناحي الحياة المعيشية اليومية، كارتفاع أسعار المواد الغذائية، أو تأثر وسائل النقل، ووصول الكهرباء.

نديم المحمد (36 عامًا) من سكان ريف درعا، قال لعنب بلدي، إن ارتفاع أسعار المحروقات وخاصة المازوت يزيد في معاناة فلاحي المنطقة، الذين تزيد تكاليف سقايتهم لمحاصيلهم الزراعية، وأجور حراثة الأرض، ورش المحصول، وأجور نقل الثمار إلى سوق “الهال”، تزامنًا مع ارتفاع أسعار المازوت.

وأوضح نديم المحمد أن مضخة السقاية تحتاج لتشغليها إلى حوالي أربعة ليترات من المازوت في الساعة الواحدة، مضيفًا أن غلاء الأسعار دفعه لعدم زراعة مواسم صيفية أخرى كالباذنجان والبندورة.

وعود لم تُنفّذ

في 29 من حزيران الماضي، اعتبر مدير التشغيل والصيانة في “الشركة السورية لتخزين وتوزيع المواد البترولية” (محروقات)، عيسى عيسى، أن توزيع المحروقات النفطية في مناطق سيطرة النظام السوري بدأ يشهد “تحسّنًا تدريجيًا”.

وأضاف عيسى أن المواطنين سيلحظون هذا التحسّن، عبر تحسّن وصول الرسائل التي تمكّنهم من تسلّم مخصصاتهم “المدعومة” من مادة البنزين، وانخفاض مدة الانتظار إلى عشرة أيام، وهو ما لم يحدث حتى الآن.

وفي 16 من حزيران الماضي، أعلن مدير عام مصفاة “بانياس”، محمود قاسم، أن حكومة النظام السوري بانتظار ناقلة نفط خام جديدة ثالثة (محمّلة بحوالي 300 ألف برميل نفط)، كان من المفترض أن تصل خلال 48 ساعة منذ ذلك الوقت.

التصريح جاء بعد ثلاثة أيام على وصول ناقلتين إيرانيتين تحملان النفط إلى الشواطئ السورية.

وبحسب قاسم، تصل سعة الناقلة النفطية الأولى إلى نحو 250 ألف برميل، بينما تحمل الناقلة الثانية على متنها مليونًا ونصف المليون برميل نفط خام.

ورغم تكرار وعود المسؤولين، منذ ذلك الوقت، بحدوث انفراجات في أزمة النفط تنعكس على معظم القطاعات الأخرى، لم تتحسن واردات المشتقات النفطية إلى المحافظات، كما لم يلحظ المقيمون في مناطق سيطرة النظام أي تحسن بوجود البنزين والمازوت، أو انخفاض أسعار المحروقات في السوق السوداء، بحسب ما رصدته عنب بلدي.


شارك في إعداد هذا التقرير مراسل عنب بلدي في درعا حليم محمد




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة