“سلام بالشوكولا”.. إرث عائلة سورية يتجدد في كندا

tag icon ع ع ع

يعد فيلم “سلام بالشوكولا”، العمل الفني الأخير الذي شارك فيه المخرج السوري حاتم علي بصفته ممثلًا وليس مخرجًا، وبدأ عرضه بالمهرجانات السينمائية في بلدان الشرق الأوسط في 2021، أي بعد عام واحد من وفاة حاتم علي عام 2020.

يحكي الفيلم (120 دقيقة)، وهو من إخراج الكندي جوناثان كيجسر، وأنتجه السوري الأصل شادي دالي، أحداثًا تعيشها إحدى العائلات السورية التي لجأت من دمشق إلى كندا عن طريق بيروت، وحققت بعد فترة قصيرة من استقرارها نجاحًا بارزًا في مجال صناعة “الشوكولا” داخل مدينة أنتيغونش الهادئة والمسالمة.

وتلك الأحداث الدرامية التي كتبها مخرج الفيلم إلى جانب عبد الله مالك، مقتبسة من قصة حقيقية لعائلة سورية كانت قد أخذت صناعة “الشوكولا” مهنة بطريقة احترافية لعقود طويلة في مدينة دمشق، حيث كانت العائلة تملك مصنعها الخاص وكادرًا محترفًا من الموظفين، إلا أن رحلة اللجوء القاسية جعلت رب العائلة يبدأ بصناعة قطع “الشوكولا” من مطبخ بيته الصغير حتى نجح بفتح مصنع جديد مرة أخرى في كندا.

تتجاوز كاميرا المخرج خلال الفيلم المعاناة الإنسانية التي يتعرض لها اللاجئون كي يصلوا إلى ضالتهم من البلدان والمدن الآمنة، وبالتالي فإن الجمهور سيشاهد فيلمًا لطيفًا لقصة نجاح عائلة، دون تحميله أيًا من القضايا والمشكلات التي عادة ما يتابعها الأفراد عبر نشرات الأخبار الجامدة.

يرتكز معظم وقت الفيلم على عرض المشاعر المتضاربة بين الأب وابنه، إذ إن كليهما يحمل أحلامًا مختلفة عن أحلام الآخر، فالأب يطمح لإعادة مجد مصنعه الذي دُمّر في دمشق، وهذا لن يتحقق إلا بمساعدة ابنه الذي يجيد التحدث الإنجليزية بطلاقة، ومن دون الابن سيعاني الأب الذي لا يمتلك هذه المهارة مشكلة التواصل مع الأفراد من حوله، بينما يسعى الشاب جاهدًا إلى الالتحاق بكلية الطب في إحدى الجامعات الكندية، والابتعاد عن أجواء العائلة التي لا تلبي طموحاته الشخصية.

العمل من بطولة حاتم علي إلى جانب الفنانة السورية يارا صبري، والممثل الشاب أيهم أبو عمار، ومجموعة من الممثلين الكنديين.

ورغم غياب حاتم علي عدة أعوام عن دوره الأساسي كممثل، واكتفائه بدور المخرج، فإن من يشاهد الفيلم يجد أن حاتمًا قد أظهر طاقة عالية في الأداء، بالإضافة إلى الحضور البارز، إلى درجة بدا فيها حاتم إلى جانب الفنانة يارا صبري التي تلعب دور الزوجة، شخصيتين حقيقيتين وليستا فقط من صنع الكاتب والمخرج.

يبلغ تقييم العمل 6.2 من أصل 10، بحسب موقع “IMDb” المتخصص في نقد وتقييم الأعمال الدرامية والسينمائية.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة