بعد عشرة أعوام.. من المسؤول عن مقتل 17 عنصرًا من “جيش التحرير الفلسطيني”؟

camera iconعناصر في "جيش التحرير الفلسطيني" خلال تدريبات عسكرية- 9 أيلول 2021 (جيش التحرير/ فيس بوك)

tag icon ع ع ع

مرّت عشر سنوات على حادثة مقتل 17 عنصرًا في “جيش التحرير الفلسطيني”، المدعوم من قبل النظام السوري، بعد اختطافهم من قبل جهات مجهولة الهوية شمالي سوريا.

ويصادف اليوم، الأحد 10 من تموز، مرور عشر سنوات على حادثة اختطافهم من قبل مجموعات مسلحة مجهولة الهوية، قرب مدينة إدلب في أثناء توجههم من موقعهم العسكري في مدينة مصياف بريف حماة إلى مخيمي النيرب وحندرات في حلب، عام 2012.

وتبادل النظام السوري وفصائل المعارضة الاتهامات وتحميل كل طرف منهما مسؤولية الآخر عن الحادثة، والتي فكت لغزها فصائل المعارضة عام 2015.

اتهام وتجييش

عقب الحادثة بادر النظام السوري بتوجيه أصابع الاتهام إلى فصائل المعارضة المسلحة، رافقها تصريحات من كبار العسكريين في “جيش التحرير” أدانت العمل “الإجرامي” واتهمت فصائل المعارضة.

وقال حينها رئيس هيئة أركان “جيش التحرير الفلسطيني”، اللواء المتوفى محمد طارق الخضراء، إن إقدام المجموعات “الإرهابية المسلحة” على اختطاف وقتل 17 جنديًا من “جيش التحرير” في سوريا “يؤكد الدور الإجرامي القذر لهذه المجموعات وارتباطها بالأجندات الغربية الصهيونية وحقدها الدموي الأعمى”.

وأشار الخضراء إلى أن العناصر تعرضوا “للتعذيب والتنكيل” و”هم عزّل لا يحملون أي سلاح إنما ذاهبون لزيارة أهلهم في إجازة”، على حد قوله.

وذكر أن العناصر “قدموا أرواحهم قرابين لتحرير فلسطين ودعم صمود سورية في وجه المؤامرة الدنيئة التي تستهدف النيل من أمنها واستقرارها كونها قلعة الصمود والمقاومة التي تقف إلى جانب الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية”.

وعمل جهاز “الأمن” في قوات النظام وعناصر موالية له بالترويج لذلك، وتجييش أبناء مخيم النيرب(يعتبر أكبر مخيم للفلسطينيين في سوريا بعد مخيم اليرموك في دمشق) لقتال المعارضة السورية بالتزامن مع تشكيل مجموعة “لواء القدس” العسكرية للقتال إلى جانب قوات النظام ضد فصائل المعارضة.

صور تُدين النظام

اتهامات النظام قوبلت بنفي فصائل المعارضة التي استطاعت تبرئة نفسها بعد مرور ثلاث سنوات على الحادثة.

وبعد تشكيل “جيش الفتح”، في 24 من آذار 2015، والذي أخرج مدينة إدلب من قبضة النظام السوري خلال أربعة أيام في 28 من آذار العام نفسه، تمكنت الفصائل المكونة للتشكيل العسكري من اقتحام “فرع الأمن الجنائي” التابع للنظام السوري في مدينة إدلب والسيطرة عليه.

وعثر “جيش الفتح” على صور قال إنها لمجموعة من المعتقلين تمت تصفيتهم تحت التعذيب على يد عناصر “أمن النظام”، ومن بين صور المعتقلين، صور لجثماني عنصرين فلسطينيين وهما، محمود أبو الليل، وأنس كريم، وتبدو عليهما آثار التعذيب.

وأظهرت الصور التي نشرها “جيش الفتح” هوية العنصرين، وهما من بين العناصر المخطوفين، بالإضافة إلى السجون ووسائل التعذيب التي كان عناصر “الأمن” يستخدمونها، الأمر الذي اعتبرته الفصائل المعارضة دليلًا على مسؤولية النظام السوري في إدلب عن “مجزرة جيش التحرير الفلسطيني”.

وفي ذكرى الحادثة، وثقت “مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سورية” اليوم، أسماء 280 “ضحية” من “جيش التحرير الفلسطيني” خلال أحداث الحرب من بينهم عشرات المجندين قضوا في قتال النظام السوري وتحت التعذيب في سجونه.

“جيش التحرير”.. ميليشيا رديفة

ويضم “جيش التحرير الفلسطيني” في صفوفه ضباطًا وجنودًا ومجندين من الجنسية الفلسطينية، وهو موجود على الأراضي السورية، ويقاتل إلى جانب قوات النظام السوري.

كما تقاتل عدة ميليشيات فلسطينية إلى جانب قوات النظام في سوريا، بينها “الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين”، التي يتزعمها أحمد جبريل، وهي أحد أبرز الفصائل المقاتلة في سوريا، وتركزت عملياتها إلى جانب قوات النظام في ريف دمشق.

وشارك “جيش التحرير الفلسطيني” سابقًا إلى جانب قوات النظام في معاركه ضد فصائل المعارضة في ريف دمشق ومعارك البادية ضد تنظيم “الدولة الإسلامية”.

ويبلغ تعداد “التحرير الفلسطيني” نحو ستة آلاف مقاتل في أكثر من 15 موقعًا، ويتوزعون في نقاط قوات النظام في أنحاء المناطق السورية، وفقًا لرئيس هيئة أركانه، اللواء طارق الخضراء، الذي توفي عام 2020.

ودخل “جيش التحرير” في المعارك والقتال إلى جانب قوات النظام منذ اندلاع الثورة السورية عام 2011، منها معارك مخيم اليرموك جنوبي العاصمة دمشق، ومنطقة عدرا العمالية وأطراف مدينة دوما بريف دمشق، ومعارك في بادية السويداء، وأرياف إدلب وحلب.

وخسر “جيش التحرير” العديد من عناصره وقياداته، بحسب رصد عنب بلدي لما ينشره من نعوات ويعلن عنه عبر صفحته الرسمية وعبر صفحات مقربة منه.

ونعى في 20 من آذار الماضي، رئيس أركانه العقيد صلاح قسام شحادة، دون الإعلان عن الأسباب التي أدت إلى الوفاة، بينما تحدثت شبكات مُعارضة عن مقتل شحادة خلال معارك ضد خلايا من تنظيم “الدولة الإسلامية” في منطقة البادية شرقي سوريا.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة