وسط تحذيرات مستمرة من خطورة المسطحات المائية..

عفرين.. خمس وفيات بينهم أطفال غرقًا في يوم واحد

camera iconفريق الإنقاذ المائي في "الدفاع المدني السوري" خلال العمل لحماية المدنيين في أثناء السباحة في بحيرة "ميدانكي" بريف حلب- أيار 2022 (الدفاع المدني السوري/فيس بوك)

tag icon ع ع ع

توفي خمسة مدنيين، بينهم ثلاثة أطفال، غرقًا في منطقة عفرين بريف حلب الشمالي في يوم واحد، وفق ما أعلنه “الدفاع المدني السوري”.

وقالت فرق “الدفاع”، إن الوفيات حصلت الجمعة 15 من تموز، وتمكّنت الفرق من إنقاذ عشرة آخرين كادوا أن يغرقوا خلال السباحة، في ظل ازدياد ملحوظ منذ بداية الشهر الحالي بحالات الغرق في المسطحات المائية (أنهار وبحيرات) بشمال غربي سوريا.

وأِشار “الدفاع” إلى أن الارتفاع بعدد الضحايا يأتي بالتزامن مع ارتفاع درجات الحرارة والإقبال على السباحة، دون اتخاذ إجراءات السلامة الضرورية والجهل بطبيعة تلك المسطحات، وخاصة أن أغلب حالات الغرق المسجلة هي لمهجّرين يجهلون طبيعة هذه المسطحات المائية الخطرة.

وشهدت بحيرة “ميدانكي” بمنطقة عفرين في ريف حلب الشمالي وحدها ثلاث حالات وفاة غرقًا، ففي الحادثة الأولى توفي شابان غرقًا في أثناء سباحة الأول وتعرضه للغرق ومحاولة الثاني إنقاذه، فيما غرق طفل بعد الحادثة الأولى بنحو ثلاث ساعات في جهة أخرى من البحيرة.

وانتشل فريق الإنقاذ المائي ظهر الجمعة جثتي طفلين شقيقين، توفيا غرقًا في ساقية “شلالات كمروك” بمنطقة عفرين، في أثناء اللعب وقطف الأزهار.

وتمكّنت فرق الإنقاذ المائي المنتشرة في بحيرة “ميدانكي” و”عين الزرقاء” غربي إدلب من إنقاذ عشرة مدنيين بينهم تسعة أطفال.

كما أنقذت الفرق فتاة سقطت في بئر مياه ضمن منزلها بمدينة دارة عزة بريف حلب الغربي، في أثناء نزولها لتنظيفه.

وخلال عيد الأضحى الماضي، أوضح “الدفاع المدني” أن نزهة عدد من العائلات تحولت إلى حزن، إذ توفي ستة مدنيين غرقًا، فيما تمكنت الفرق من إنقاذ أكثر من 20 آخرين، وأغلب الحالات كانت في نهري “الفرات” و”العاصي”.

تحذيرات مستمرة.. خطورة شديدة

يطلق “الدفاع المدني السوري” تحذيرات مستمرة بشأن عدم صلاحية جميع المسطحات المائية في شمال غربي سوريا للسباحة وخطورتها الشديدة، إلّا أن ظاهرة الغرق لا تزال تزهق أرواح المدنيين وسط استهتار كبير من الأهالي.

ويقع تلافي هذه المأساة بالدرجة الأولى على الوعي بخطورة هذه المسطحات حتى على المتمرسين، بسبب تضاريسها الوعرة، وانتشار الأعشاب فيها بكثرة، وبرودة المياه التي قد تؤدي في كثير من الأحيان إلى التشنج العضلي وبالتالي عدم القدرة على السباحة والغرق، إضافة إلى أن العديد من الأهالي القاصدين لهذه المسطحات المائية لا يصطحبون معهم معدات الأمان والسلامة كطوق النجاة والإطارات المطاطية التي تساعد على الطفو وحبل التثبيت الذي يساعد على إنقاذ الغريق عن طريق سحبه على الفور، وفق “الدفاع المدني”.

25 حالة وفاة منذ بداية العام

ارتفعت الوفيات بسبب الغرق في المسطحات المائية بشمالي سوريا إلى 25 حالة وفاة منذ بداية العام الحالي، حسب تقرير “الدفاع المدني السوري”.

وأنقذت الفرق أكثر من 35 مدنيًا كادوا أن يغرقوا وأسعفتهم إلى المستشفيات.

وتعمل الفرق ضمن خطة شاملة للاستجابة لعمليات الإنقاذ المائي من خلال انتشار نقاط رصد وإنقاذ دائمة في كل من بحيرة “ميدانكي” بعفرين شمالي حلب و”عين الزرقاء” بريف إدلب الغربي خلال موسم الصيف، بهدف حماية المدنيين من الغرق والسرعة بالاستجابة لأي نداء استغاثة، وهي بمنزلة مراكز جاهزة دائمًا، وتعمل على الرصد والاستطلاع على امتداد المسطح المائي، والاستجابة الفورية والمباشرة لأي حادثة قد تحصل.

وتتألف النقاط في كلتا المنطقتين من غطاسَين اثنين في كل نقطة و طقمي غوص كاملين وقارب لسهولة التنقل في المياه والبحث عن الغرقى واختصار الوقت، ومنظار وقبضات تواصل لاسلكية، وبطبيعة دوام بنظام مناوبات بين المتطوعين، للتغطية الشاملة.

وشدد “الدفاع المدني” على أن هذه الإجراءات ووجود الفرق في نقاطها بالقرب من المسطحات المائية لا يعني أبدًا أنها آمنة، ولا بد من تضافر الجهود للحد من حالات الغرق وتوعية المدنيين بخطورة السباحة في هذه الأنهار والبحيرات.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة