سوريا “شبه غائبة” عن قمة “جدّة” رغم حضور تسعة زعماء عرب

قمة "جدة للأمن والتنمية" في السعودية في 16 من تموز 2022 (الإمارات اليوم)

camera iconقمة "جدة للأمن والتنمية" في السعودية في 16 من تموز 2022 (الإمارات اليوم)

tag icon ع ع ع

لم تشهد قمة “جدّة” الأمريكية- العربية، التي جمعت رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، جو بايدن، مع زعماء تسع دول عربية، مساحة واسعة للحديث حول سوريا، إذ مرّ ذكرها على لسان عدد من الرؤوساء مرورًا “خجولًا” لم يحمل أي تغيير.

وتراوحت الفترة الزمنية لكلمات الزعماء خلال قمة “جدة للأمن والتنمية” بين خمسة دقائق على الأقل، وحوالي 15 دقيقة والتي كانت أطول كلمة ألقاها الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي.

وتمحورت الكلمة التي ألقاها الرئيس الأمريكي، جو بايدن، أمام الزعماء العرب، حول قضيتي الطاقة، وحقوق الإنسان بشكل رئيسي، مؤكدًا بأن بلاده ملتزمة بعدم حصول إيران على سلاح نووي، ولن تترك فراغًا في الشرق الأوسط من الممكن أن تملأه روسيا أو ىالصين.

مرور سعودي سريع

ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، تحدث في كلمته عن مختلف القضايا البيئية ومشكلات الطاقة، مؤكدًا دعم بلاده للوصول إلى حل سياسي “يمني- يمني”، ومنوهًا إلى ازدهار المنطقة يتطلب الإسراع في إيجاد حل شامل وعادل للقضية الفلسطينية.

ومرّ بن سلمان على ذكر سوريا، مرورًا سريعًا بقوله، إن اكتمال منظومة الأمن والاستقرار والازدهار في المنطقة، يتطلب إيجاد حلول سياسية وواقعية للأزمات الأخرى، لا سيما في سوريا وليبيا بما يكفل إنهاء معاناة شعبيهما الشقيقين.

قطر: لا يجوز استمرار الظلم الفظيع

بينما كان من أبرز ما تحدث عنه أمير دولة قطر، تميم بن حمد، خلال كلمته أثناء القمة، القضية الفلسطينية وانتهاكات إسرائيل التي تمارسها على الأراضي الفلسطينية، معتبرًا “أن المخاطر التي تحدق بمنطقة الشرق الأوسط تتطلب إيجاد حل عادل ودائم للقضية الفلسطينية التي تشغل مكانة مركزية لدى شعوب العالمين العربي والإسلامي”.

وختم حمد كلمته، بعد أن استعرض أبرز المشكلات التي تحتاج إلى حلول في مختلف الدول العربية، “بالنسبة إلى سوريا، لا يجوز قبول أمر واقع الذي يعني استمرار الظلم الفظيع الذي يتعرض له الشعب السوري، وعلينا جميعًا العمل من أجل التوصل إلى سياسي وفقًا لقرارات (جينيف 1) بما يحقق تطلعات الشعب السوري”.

اللاجئون في الأردن

من جهته، تمحورت كلمة العاهل الأردني، عبد الله الثاني، حول قضية وجود اللاجئين في بلاده، والمخاطر الأمنية التي تعانيها حدوده جراء حرب المخدرات، مطالبًا المجتمع الدولي أن يواصل لعب دوره في التصدي لأزمة اللجوء في المنطقة.

وقال عبد الله الثاني، “ما زلنا نستضيف أكثر من مليون لاجئ سوري، نقدّم لهم شتى الخدمات الإنسانية والصحية والتعليمية، كما نواجه المخاطر الأمنية المتعددة المتجددة على حدودنا في مكافحة عمليات تهريب المخدرات والأسلحة التي باتت خطرًا كبيرًا يداهم المنطقة بأكملها”.

السيسي يريد إنهاء الحروب “الأهلية”

وفي كلمة كانت الأطول خلال القمة، امتدت لأكثر من 15 دقيقة، لم يذكر الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، سوريا ذكرًا واضحًا بل اكتفى برغبة بلاده لوضع حد للحروب و”الإرهاب” في المنطقة العربية عمومًا.

وقال السيسي، “لقد حان الوقت لكي تتضافر جهودنا المشتركة، لتضع نهاية لجميع الصراعات المزمنة والحروب الأهلية طويلة الأمد التي أرهقت شعوب المنطقة، واستنفدت مواردها وثرواتها في غير محلها، وأتاحت المجال لبعض القوى للتدخل في الشئون الداخلية للدول العربية، والاعتداء العسكري غير المشروع على أراضيها، والعبث بمقدراتها ومصير أجيالها، من خلال استدعاء نزاعات عصور ما قبل الدولة الحديثة من عداءات طائفية وإثنية وعرقية وقبلية، لا غالب فيها ولا مغلوب، وبما أدى لانهيار أسس الدولة الوطنية الحديثة وسمح ببروز ظاهرة الإرهاب ونشر فكره الظلامي والمتطرف”.

وأمس السبت، أعلنت الرياض اختتام قمة “جدة للأمن والتنمية” التي جرت بحضور جو بايدن، وزعماء دول الخليج العربي، والملك الأردني عبد الله الثاني، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ورئيس الوزراء العراقي، مصطفى الكاظمي.

وتعتبر زيارة بايدن هي الأولى من نوعها للشرق الأوسط، منذ تسلمه السلطة في كانون الثاني 2021، وتأتي الزيارة بعد تدهور شهدته العلاقات السعودية الأمريكية، ليعاد توجيه الموقف الأمريكي عبر هذه الزيارة.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة