سحر الترتيب.. كيف تتخلص من “آفة” الفوضى

tag icon ع ع ع

يعتقد بعض الناس أن ترتيب المكان من حولهم خلال الحياة اليومية أمر بديهي، إلا أن صعوبة الترتيب لإزالة الفوضى تظهر في الممارسة العملية عندما يزيد زحام الأغراض غير المفيدة في مساحة البيت، أو داخل مكاتب العمل، أو داخل السيارة الخاصة، حينها يبدأ الأفراد بالتفكير بالأشياء التي بإمكانهم الاستغناء عنها أو لا.

تستعرض الباحثة اليابانية والاختصاصية في الترتيب ماري كوندو، في كتابها “سحر الترتيب”، عدة طرق تلخّص فيها كيفية ترتيب الشخص مكانه من أجل تحسين مزاجه الشخصي، إذ يكمن سر الترتيب الناجح في اهتمام الشخص بمكانه بالتسلسل الصحيح، وفي الاحتفاظ بالأشياء التي يحتاج إليها فعلًا، وفعل ذلك دفعة واحدة، لا أن يحتفظ بالأشياء التي ينتمي إليها عاطفيًا، لأنها، مع مرور الوقت، تأخذ حيزًا مكانيًا غير مجدٍ.

في أغلب الأوقات، تعتمد عملية الترتيب على نشاط ارتجالي، خصوصًا حين يكون فعل الترتيب في أساسه أوامر بتنفيذ ذلك، صادرة عن أشخاص يملكون نفوذًا في حياة الأفراد، وأبرز مثال على ذلك، هو أمر الآباء أبناءهم بترتيب غرفهم.

ضمن هذه الحالة، لا يعتمد الترتيب على قواعد لفهم ما يحتاج إليه الفرد من هذه العملية، ومن أبرز العادات الارتجالية في الترتيب، وفق الكتاب (218 صفحة)، هي عادة “رتب منزلك تدريجيًا، ولا تفعل ذلك مرة واحدة”، وهي عادة ينتج عنها مشكلة تأجيل التخلص من الأشياء الزائدة في المنزل، كونه كلما رتب شخص منزله بصورة تدريجية، سيشعر دائمًا أن هناك مكانًا آخر في المنزل بإمكانه تخزين الأشياء الزائدة فيه، وبالتالي سيبدأ الشخص بنقل هذه الأشياء الزائدة من الغرفة الأولى إلى الثانية.

وبحسب الكتاب الصادر بنسخته العربية عن “الدار العربية للعلوم ناشرون”، فإن معالجة مشكلة تأجيل الترتيب تكمن في نقطتين أساسيتين، تتضمن الأولى ترتيب المنزل بالكامل ولمرة واحدة، وقد يكون هذا الفعل صعبًا عمليًا لدى بعض الناس، لكنه حل جذري لتراكم الأشياء الزائدة في المنزل، وستغير هذه العملية من حياة الفرد، لأنه عندما يعتاد الفرد الترتيب بصورة منتظمة، يصعب عليه تقبل فكرة الفوضى مرة أخرى في حياته، خصوصًا عندما يكون الشخص قد بذل جهدًا في هذه العملية.

وتشمل النقطة الثانية، التخلص من الأشياء التي لن يستخدمها الفرد أبدًا في حياته، وهذا الأمر صعب جدًا على الأشخاص الذين يقدّرون الذكريات، وينتمون إليها عاطفيًا بشكل غير اعتيادي، لدرجة تقديسها في بعض الأحيان، ولكن بحسب الكتاب، فإن تخزين هذه الأشياء يعتبر “آفة” تجعل الفوضى أمرًا أساسيًا في حياة الشخص على مرور الزمن.

وتعد الاختصاصية في الترتيب ماري كوندو، من أشهر الشخصيات المؤثرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، أو عبر مشاهدة حلقاتها في منصة “نتفليكس”، وقد أصدرت خبيرة الترتيب أربعة كتب لتعليم كيفية تنظيم المنزل، وصارت كتبها من أكثر الكتب مبيعًا لتعليم منهج “كونماري” للترتيب.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة