قنصلية النظام باسطنبول.. استغلال مالي للسوريين بالتواطؤ مع “سماسرة”

camera iconتجمع عشرات السوريين أمام القنصلية السورية في اسطنبول- 24 من حزيران 2022 (عنب بلدي)

tag icon ع ع ع

عادت القنصلية التابعة للنظام السوري في مدينة اسطنبول التركية، لاستغلال حاجة السوريين إلى مراجعتها لإتمام معاملاتهم المتعلقة بتصديق الأوراق أو تجديد جواز السفر.

فبعد أن أتاحت خدمة أخذ موعد عبر تطبيق “واتساب”، نهاية حزيران الماضي، ما اعتبره البعض “تنظيمًا جديدًا” لعملها و عدم اضطرار السوريين للجوء إلى “السماسرة”، اشتكى عدد ممن راسلوا طالبين موعد الحضور إلى القنصلية، عبر صفحات ومجموعات التواصل الاجتماعي، عدم ردها عليهم لمدة تجاوزت الشهرين.

مروان (30 عامًا)، يقيم في مدينة اسطنبول، قال لعنب بلدي، إنه تواصل عبر تطبيق “واتساب” مع القنصلية منذ نهاية حزيران الماضي، مرفقًا برسالته كل الوثائق والمعلومات المطلوبة منه، دون أن يلقى أي رد حتى الآن، بعد مرور أكثر من شهر ونصف على طلبه موعدًا لتسليم الأوراق فقط.

وأوضح مروان أنه يحتاج إلى تجديد جواز السفر لإتمام معاملة تثبيت زواجه في تركيا والحصول على إقامة عائلية، لا تعطى للشخص إلا إذا كان يحمل جواز سفر ساري المفعول.

ورغم وجود خيارات لدى مروان لتجديد الجواز خارج القنصلية، سواء في سوريا عبر ذويه المقيمين هناك، أو في قنصلية بأي بلد آخر، فإن هذه الخيارات تبقى “مكلفة”، وتحتاج إلى أضعاف المال الذي سيدفعه فيما لو حددت له القنصلية موعدًا في أقرب وقت.

تصديق “الأحوال” متوقف حتى إشعار آخر

في 4 من تموز الماضي، أعلنت القنصلية السورية باسطنبول توقفها عن تصديق جميع وثائق الأحوال المدنية، دون أن تعلن استئنافها تقديم الخدمة حتى ساعة نشر هذا التقرير.

وبحسب بيان للقنصلية حينها، يتوقف في القنصلية تصديق وثائق “بيان قيد فردي، بيان عائلي، بيان ولادة، بيان وفاة”، على أن يحافظ أصحاب المواعيد على مواعيدهم حتى استئناف تصديق الوثائق المذكورة.

“سماسرة” تجنّدهم القنصلية

للاستفسار عن أسباب عدم إعطاء القنصلية مواعيد لإتمام معاملة تجديد جواز السفر، تواصلت عنب بلدي مع العديد من “السماسرة” الذين أكدوا أن المواعيد القريبة “متاحة” لكن لمن يدفع أكثر.

أحد “السماسرة”، وافق على الحديث لعنب بلدي بشرط إخفاء هويته، قال إنه بدفع مبلغ 950 دولارًا أمريكيًا، يمكن الحصول على موعد خلال أربعة أيام فقط، وهو ما أكده “سماسرة” آخرون، إذ تراوحت قيمة الحصول على موعد لديهم بين 450 و950 دولارًا.

وأضاف السمسار أن القنصلية لا تعطي مواعيد نظامية، لتجبر المضطرين على اللجوء لمكاتب “السمسرة” (الوسيطة) التي تتواطأ بالاتفاق معهم، للحصول على نسبتها من المبلغ الذي يدفعه الشخص.

وبحسب الموقع الرسمي لوزارة الخارجية السورية والمغتربين، تبلغ رسوم منح أو تجديد جواز أو وثيقة سفر للسوريين ومن في حكمهم، الموجودين خارج سوريا، بشكل فوري، 800 دولار أمريكي، و300 دولار أمريكي ضمن نظام الدور العادي.

وإضافة إلى تلك الرسوم، التي تسمى رسوم المعاملة، هناك تكاليف إضافية، كالحصول على موعد “مستعجل” عبر مكاتب السياحة الوسيطة.

وتُعد القنصلية بابًا لتحقيق مكاسب مالية، دون الاهتمام بالكيفية، وبالأخص مع اتهامات بانتشار الفساد فيها، إذ لا يعتبر حجز دور إجراء المعاملات عن طريق سماسرة ومكاتب لسوريين في اسطنبول، مقابل مبالغ باهظة، جديدًا عليها.

ويُعد جواز السفر السوري، بحسب الأرقام الرسمية لوزارة الداخلية، ثاني أغلى جواز سفر في العالم، بحسب تقرير نشرته شبكة “CNN” في أيار الماضي، كما يحتل جواز السفر السوري المرتبة الثالثة بين أسوأ عشرة جوازات في العالم، وفق مؤشر “هينلي لجوازات السفر” للربع الأول من العام الحالي، إذ يُسمح لحامليه بدخول 29 دولة فقط دون الحاجة لاستخراج تأشيرة دخول.





×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة