فاتورة العدوان في 66 ساعة..

إسرائيل تحمّل “الجهاد الإسلامي” مسؤولية مقتل مدنيين في غزة

camera iconألسنة اللهب والدخان تتصاعد خلال غارة جوية إسرائيلية على قطاع غزة- 6 من آب 2022 (رويترز)

tag icon ع ع ع

زعم جيش الاحتلال الإسرائيلي أن الصواريخ التي أطلقتها حركة “الجهاد الإسلامي” قتلت من المدنيين الفلسطينيين أكثر مما فعلت الغارات الإسرائيلية خلال العملية التي شنتها قوات الاحتلال ضد قطاع غزة، واستمرت 66 ساعة، قبل أن تتوقف مساء 7 من آب الحالي.

وقال جيش الاحتلال، إن ألفًا و100 صاروخ أطلقتها حركة “الجهاد الإسلامي” سقط منها نحو 200 صاروخ ضمن القطاع.

وقصف جيش الاحتلال خلال العملية 170 هدفًا في غزة، ما أسفر عن مقتل عدد من قادة “الجهاد الإسلامي”، وتدمير الكثير من المقدرات العسكرية لـ”التنظيم الإرهابي” ومنشآت تخزين الأسلحة، وفق ما نقلته صحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية.

وإلى جانب 200 صاروخ سقطت في غزة، أطلقت حركة “الجهاد الإسلامي” نحو 990 صاروخًا عبرت الحدود نحو الأراضي الفلسطينية المحتلة، جرى اعتراض نحو 380 صاروخًا منها عبر “القبة الحديدية” بمعدل نجاح 96%، بينما سقط نحو 610 صواريخ في البحر ومناطق مفتوحة، وفق الصحيفة الإسرائيلية.

قيادة الجبهة الداخلية الإسرائيلية أعلنت من جانبها رفعًا تدريجيًا للقيود الأمنية المفروضة على الإسرائيليين الذين يعيشون قرب غزة، وفتح الطرقات.

وحملت العملية اسم “الفجر” من الجانب الإسرائيلي، بينما أسمتها فصائل المقاومة عملية “وحدة الساحات”.

وبدأت العملية بعد ظهر الجمعة الماضي، حين اغتال الاحتلال الإسرائيلي القيادي في “سرايا القدس” الجناح العسكري لحركة “الجهاد الإسلامي” تيسير الجعبري، بدعوى أن الحركة كانت تخطط لعملية كبيرة في إسرائيل.

واستمرت العملية يوم السبت، لتتوقف مساء الأحد قبيل منتصف الليل، عبر جهود مصرية أسهمت في التوصل لوقف شامل لإطلاق النار.

وأجرى رئيس الوزراء الإسرائيلي، يائير لابيد، محادثة مع  الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، شكره خلالها على “نشاطه الدؤوب” لتحقيق وقف إطلاق النار في قطاع غزة.

لابيد اعتبر العملية إعادة لزمام المبادرة الإسرائيلية، وقال، ” وجهت قوة جيش الدفاع الإسرائيلي ومهارته ضربة قوية للعدو”، مشيرًا إلى ما اعتبره تحقيق جميع أهداف العملية، وإحباط النخبة العسكرية في “الجهاد الإسلامي”.

وكان وزير الدفاع الإسرائيلي، بيني غانتس، أشاد بـ”الموقف الحازم” لرؤساء السلطات والسكان على الجبهة الداخلية، عبر مساهمتهم في “الجهد العملياتي” خلال العملية.

وأسفر التصعيد الإسرائيلي وفق آخر إحصائيات وزارة الصحة الفلسطينية التي صدرت بعد إعلان وقف إطلاق النار عن مقتل 44 فلسطينيًا، بينهم 15 طفلًا وأربع سيدات، إلى جانب إصابة 360 فلسطينيًا بجروح.

التصعيد الذي رافقه اقتحام مستوطنين للمسجد الأقصى، قابلته إدانات واسعة من عدة دول، منها السعودية والأردن ولبنان وتركيا ومصر والنظام السوري، بينما أيدت الولايات المتحدة ما اعتبرته “حق إسرائيل في الدفاع عن أمنها”.

وترافقت العملية الإسرائيلية بمؤشرات كبيرة لتصعيد طويل، تجلّت بموافقة وزير الدفاع الإسرائيلي، مساء الجمعة الماضي، على استدعاء ما يصل إلى 25 ألف جندي احتياط إلى الخدمة، لأغراض “عملياتية”، من القيادة الجنوبية والدفاع الجوي، والجبهة الداخلية، بالإضافة إلى ضباط وضباط مقاتلين.

ونقلت هيئة البث الإذاعي الإسرائيلي (مكان) حينها، عن المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، أن العملية يمكن أن تستمر أسبوعًا على الأقل.

ويتعرض قطاع غزة لهجمات شبه سنوية ينفذها الاحتلال الإسرائيلي، معتمدًا على الغارات الجوية خلال عملياته التي قد تستمر لأسابيع، لكن ما اختلف في العملية الأخيرة هو استهداف “الجهاد الإسلامي”، لا “حركة المقاومة الإسلامية” (حماس) كما جرت العادة الإسرائيلية في عمليات التصعيد السابقة.

وإلى جانب ذلك، لم تعلن سلطات الاحتلال تسجيل خسائر بشرية بصواريخ المقاومة رغم وصولها إلى بعض المباني في الداخل المحتل.

وكانت الأراضي الفلسطينية شهدت تصعيدًا عسكريًا إسرائيليًا، في 10 من أيار 2021، واستمر حتى 21 من الشهر نفسه، حين دخل اتفاق وقف إطلاق النار في غزة بين الفصائل الفلسطينية والقوات الإسرائيلية حيّز التنفيذ، بجهود دبلوماسية مصرية وقطرية في سبيل التوصل إلى تهدئة.

ومنحت الفصائل حينها القوات الإسرائيلية ثلاث مهل للانسحاب من المسجد الأقصى، وعدم المساس بحي الشيخ جراح، قبل أن تبدأ ردها على التصعيد بأكثر من أربعة آلاف صاروخ سقطت على المدن الفلسطينية المحتلة، خلال 11 يومًا استغرقتها العملية، ليكون العدد الأكبر للصواريخ الفلسطينية مقارنة بالعمليات السابقة.

ووثقت وزارة الصحة في قطاع غزة آنذاك، مقتل 232 شخصًا وإصابة نحو 1900 آخرين، بالإضافة إلى تشريد 50 ألف فلسطيني من منازلهم، خلال التصعيد الإسرائيلي على القطاع.

كما تحدثت وسائل الإعلام الإسرائيلية عن سقوط 12 قتيلًا إسرائيليًا، وإصابة أكثر من 300 بجروح، في حين شكّكت “القناة الثانية العبرية” بمصداقية تلك الأرقام، مشيرة إلى سقوط نحو 97 قتيلًا و870 جريحًا.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة