بعد كشف مخطط اغتيال "بولتون"

أمريكا تحذر إيران من “عواقب وخيمة” وتستبعد تأثر الدبلوماسية “النووية”

camera iconمستشار الأمن القومي الأمريكي السابق جون بولتون خلال محاضرته في جامعة ديوك في دورهام بولاية نورث كارولينا بالولايات المتحدة - 17 شباط 2020. (رويترز)

tag icon ع ع ع

وجهت الولايات المتحدة الأمريكية تحذيرًا شديد اللهجة لإيران، بعد أن كشفت وزارة العدل الأمريكية عن مخطط للحرس الثوري الإيراني، لاغتيال مستشار الأمن القومي السابق جون بولتون، على الأراضي الأمريكية.

عواقب وخيمة

وقال وزير الخارجية الأمريكي أنطوني بلينكن، عبر “تويتر”، اليوم الخميس، 11 من آب، “رسالتنا إلى إيران واضحة: لن نتسامح مع التهديدات بالعنف ضد الأمريكيين، وهذا يشمل بالتأكيد المسؤولين الحكوميين السابقين. أي هجوم سيواجه عواقب وخيمة”.

البيت الأبيض قال في بيان، أمس الأربعاء، إن وثائق الاتهام الصادرة عن وزارة العدل، تحدد مزاعم بشأن محاولات إيران المستمرة لتنفيذ اغتيال بولتون.

وأكد البيان، أن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، “لن تتنازل عن حماية جميع الأمريكيين والدفاع عنهم ضد تهديدات العنف والإرهاب”.

وأشار إلى أنه “إذا هاجمت إيران أيًا من مواطنينا، ليشمل أولئك الذين يواصلون خدمة الولايات المتحدة، أو أولئك الذين خدموا سابقًا، فستواجه إيران عواقب وخيمة”.

300 ألف دولار

وكانت وزارة العدل الأمريكية وجهت الاتهام إلى مواطن إيراني عضو في الحرس الثوري الإيراني، بالتآمر لاغتيال بولتون داخل الولايات المتحدة، وذلك على الأرجح انتقامًا لمقتل القائد السابق لـ”الفيلق القدس”، الذي قتل بضربة جوية أمريكية قرب مطار بغداد الدولي، في 3 من كانون الثاني 2020.

وقالت وزارة العدل في بيان، أمس الأربعاء، إن شهرام بورصافي (45 عامًا)، المعروف أيضًا باسم مهدي رضائي، عرض دفع 300 ألف دولار أمريكي لأشخاص في الولايات المتحدة، لقتل بولتون في العاصمة الأمريكية واشنطن، أو ولاية ماريلاند المجاورة.

وبحسب الوزارة تواصل بورصافي، خلال الفترة الممتدة بين تشرين الأول 2021 ونيسان 2022، مع مصدر باستخدام منصة لتبادل الرسائل المشفرة، وأعطاه تعليمات لتحديد مكان بولتون، وتصويره ثم قتله.

لكن المصدر كان في الواقع مخبرًا لدى مكتب التحقيقات الفيدرالي، بحسب الوزارة.

وبعد ذلك، أمر بورصافي، المصدر بفتح حساب بعملة رقمية، ثم أعطاه عنوان بولتون، وطلب منه تنفيذ الخطة قبل الذكرى السنوية الأولى لمقتل سليماني.

لكن بعد مرور تاريخ الذكرى السنوية، واصل شهرام بورصافي، الضغط على المصدر السري لقتل بولتون، ووعده بعقد آخر بقيمة مليون دولار أمريكي إذا نجحت العملية.

وذكرت الوزارة في بيانها، أن أحد حسابات بورصافي على الإنترنت، كشفت عن صور له وهو يرتدي الزي الرسمي وشارة الحرس الثوري، مشيرة إلى أنه ما زال طليقًا.

المستهدف الثاني

ويعتقد أن مسؤولا آخر كان على قائمة طهران، وهو وزير الخارجية مايك بومبيو، الذي كان وزيرًا للخارجية وقت اغتيال سليماني، وقبل ذلك مدير وكالة الاستخبارات المركزية، بحسب ما نقلته وكالة “فرانس برس“.

المتحدثة السابقة باسم وزراة الخارجية الأمريكية، مورغان أورتاغوس، قالت عبر “تويتر”، أمس الأربعاء، إن “لائحة الاتهام الصادرة عن وزارة العدل تقول إن إيران أرادت اغتيال مسؤول حكومي أمريكي كبير آخر. أستطيع أن أؤكد أن المستهدف الثاني هو وزير الخارجية السابق مايك بومبيو”.

بولتن المعارض للاتفاق النووي

بولتون وعبر حسابه في موقع “تويتر”  شكر وزارة العدل على بدء الدعوى الجنائية، وكذلك مكتب التحقيقات الفدرالي “لجهوده في اكتشاف وتعقب التهديد الإجرامي للنظام الإيراني على المواطنين الأمريكيين. والجهاز السري لتوفير الحماية ضد جهود طهران”.

وطلب بولتون من بايدن عدم العودة إلى الاتفاق النووي، بحسب ما نقلته “فرانس برس”.

شغل بولتون منصب مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض من نيسان 2018 إلى أيلول 2019، خلال عهد الرئيس السابق دونالد ترامب، ويعد من أبرز واضعي السياسة الخارجية الأمريكية المعادية لإيران.

وعارض بشدة الاتفاق النووي الإيراني الموقع عام 2015 بين إيران والقوى الكبرى، كما أنه أيّد انسحاب إدارة ترامب الأحادي الجانب من الاتفاق في أيار 2018.

نفي إيراني

نفت إيران الاتهامات الأمريكية بتورط الحرس الثوري الإيراني بالتخطيط لاغتيال بولتون أو أي شخصية أمريكية أخرى.

واعتبر المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية ناصر كنعاني، في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الإيرانية (إرنا)، أمس الاربعاء، أن السلطات القضائية الأمريكية “تنسج أساطير بالية”.

وقال كنعاني إن مثل هذه “المزاعم التي لا أساس لها من الصحة، وهي مجرد تهرب من مسؤولية العديد من الجرائم الإرهابية المتورطة فيها الحكومة الأمريكية، بصورة مباشرة مثل الاغتيال الجبان للقائد الشهيد سليماني”.

هل تتأثر محادثات فيينا؟

تأتي هذه التطورات في وقت تدرس فيه إيران نصًا مقترحًا في محادثات فيينا لإحياء اتفاق 2015، بعد إعلان الاتحاد الأوروبي الأسبوع الماضي توجه الوفود إلى فيينا لاستئناف المفاوضات.

وبحسب ما نقلت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، في 9 من آب الحالي، تراجعت إيران خلال مفاوضات العودة لإحياء الاتفاق النووي عن مطلب شطب الحرس الثوري من قائمة المنظمات الإرهابية الأمريكية، وكذلك عن مطلب الضمانات بأن الرئيس الأمريكي المستقبلي لن ينسحب من الاتفاق.

إلا أن إيران طالبت بتخلي الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة، عن تحقيق مدته ثلاث سنوات في اليورانيوم المخصب في منشآت إيرانية مختلفة، وفق الصحيفة.

وفي اتصال مع نظيره التركي مولود تشاووش أوغلو، أمس الأربعاء، قال وزير الخارجية الايراني حسين أمير عبداللهيان، “إننا نقلنا رسالتنا إلى أمريكا من خلال الأوروبيين، ونأمل أن يمهد الجانب الأميركي برؤية واقعية وعملية، وقبول مطالب إيران المشروعة والقانونية بشأن النص النهائي، بحسب ما نقلته (إرنا).

وكان مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، قال في 8 من آب الحالي، عبر “تويتر”، “ما يمكن التفاوض عليه تم التفاوض عليه، وهو الآن في نص نهائي.. ثمة قرارات يجب اتخاذها في العواصم المعنية للعودة للاتفاق النووي”.

الاتهامات والدبلوماسية النووية

نقلت وكالة “رويترز” للأنباء، أمس الأربعاء، عن مسؤول أمريكي قوله، إن الولايات المتحدة لا تعتقد أن الاتهامات الموجهة لعضو في الحرس الثوري، بتهمة التخطيط لقتل بولتون يجب أن لا تؤثر على الدبلوماسية النووية مع إيران.

وقال المسؤول “من وجهة نظرنا، لا ينبغي ذلك”، مضيفًا أن وزارة العدل وجهت اتهامات ضد بورصافي بشكل مستقل عن الدبلوماسية الأمريكية مع إيران.

وبدأت جولة جديدة من المحادثات حول الاتفاق النووي في فيينا، الخميس الماضي، إذ أعلن المنسق الأوروبي للمفاوضات النووية، إنريكي مورا، في 3 من آب الحالي، استئناف المفاوضات.

وقال مورا حينها عبر حسابه في موقع “تويتر”، إنه في الطريق إلى فيينا لمناقشة العودة إلى التنفيذ الكامل لخطة العمل المشتركة للاتفاق النووي”.

وأعلن الاتحاد الأوروبي في 29 من حزيران الماضي، انتهاء جولة المحادثات غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة، التي استمرت لمدة يومين في العاصمة القطرية الدوحة، بهدف إحياء الاتفاق النووي الإيراني

وجاءت المحادثات في الدوحة بعد أشهر من الجمود بشأن المفاوضات وتعليقها في آذار الماضي “نظرًا إلى عوامل خارجية”، بحسب ما أعلن الاتحاد الأوروبي حينها.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة