“دودة القطن” تلاحق المزارعين في ريف الرقة وتلتهم محاصيلهم

مشروع بيوت بلاستيكية بريف الرقة في 13 من شباط 2022 (عنب بلدي/ حسام العمر)

camera iconمشروع بيوت بلاستيكية بريف الرقة في 13 من شباط 2022 (عنب بلدي/ حسام العمر)

tag icon ع ع ع

رشّ زاهر عطا الله (45 عامًا)، وهو مزارع من ريف الرقة الجنوبي، المبيدات للمرة الثالثة على محصول القطن، بعد أن لاحظ إصابته بـ”دودة القطن” التي تركت أثرًا واضحًا في الشجيرات.

وقال زاهر لعنب بلدي، إنه اضطر لرش المبيدات الزراعية ثلاث مرات على التوالي في محاولة لإنقاذ المحصول، إلا أن “دودة القطن” التهمت أوراق الشجيرات، وأثّرت على الأزهار خلال فترة التطعيم.

وتحدث مزارعون من ريف الرقة لعنب بلدي، عن انتشار ملحوظ لـ”دودة القطن” في حقولهم الزراعية، منتقدين بذات الوقت أداء مؤسسات “الإدارة الذاتية” التي تسيطر على المنطقة.

“دودة القطن الشوكية” هي حشرة لا يتجاوز طولها ثلاثة سنتمترات، بيضاء اللون تأكل أجراس القطن والزهرة فور نموها، ما يؤدي إلى فشل محصول القطن.

واتهم المزارعون “الإدارة الذاتية” بأنها لا تبالي بخسائر المزارعين وتراجع القطاع الزراعي بشكل عام، إذ يقتصر عمل المؤسسات الزراعية التابعة لـ”الإدارة” على إطلاق التحذيرات بعد فوات الأوان.

مبيدات لا تقتل الحشرات

بينما لاحظ عبد العزيز العمر (38 عامًا)، مزارع من قرية السحل بريف الرقة الجنوبي، أن المبيدات الزراعية التي رشها على محصوله لم تقتل الحشرات التي تنتشر في أرضه، رغم أنه كرر رش المبيد أكثر من مرة خلال فترة زمنية قصيرة.

عندما راجع عبد العزيز المهندس الزراعي في منطقته، تبيّن أن المبيدات خفيفة التركيز، ومصنعة محليًا بطريقة رديئة، ولن تعطي أي نتيجة عملية مهما تكررت عملية الرش من قبل المزارعين.

ورصدت عنب بلدي تراجعًا ملحوظًا في المساحات المزروعة بالقطن في أرياف الرقة، وعزا مزارعون أسباب التراجع إلى التكاليف الباهظة لزراعة القطن، ونقص مياه الري، والآفات الحشرية التي سببت تلف المحصول خلال السنوات الماضية.

وكان القطن يحتل ثاني أهم المحاصيل الاستراتيجية بعد القمح في الجزيرة السورية من حيث المساحة المزروعة والمردود الاقتصادي، لكن هذا المحصول فقد هذه الميزة ليتقدم محصول الذرة خلال العاميين الماضيين وتزيد مساحات زراعته على مساحات القطن.

بذور ومبيدات رديئة

ويرى المهندس الزراعي حسين الرجب أن أسواق مدينة الرقة تعج بالبذور والمبيدات الزراعية من مصادر مجهولة وذات نوعية رديئة، محملًا “الإدارة الذاتية” مسؤولية ذلك.

وأرجع المهندس الزراعي تكاثر “دودة القطن” إلى تغير الظروف الجوية وموجات الحر خلال تموز الماضي وبداية آب الحالي، التي وفرت مناخًا ملائمًا لتكاثر “الدودة” بسرعة كبيرة والتهامها محاصيل المزارعين.

ورفض عضو في “لجنة الزراعة والري” التعليق على تضرر مزارعين في الرقة من انتشار “دودة القطن”، وقال لعنب بلدي، إن المزارعين أنفسهم لم يلتزموا بالتحذيرات التي أطلقتها اللجنة منذ أكثر من شهر.

ومطلع تموز الماضي، حذرت “لجنة الزراعة والري” في الرقة من تسجيل إصابات بنسب عالية بـ”دودة القطن”، بحسب ما نقلت وكالة “نورث برس” المحلية عن حمود الخلف، رئيس “مكتب الوقاية”.

وأشار إلى أن الاستبانات التي جمعها “مكتب الوقاية” خلال جولاته الميدانية بريف الرقة توضح أن نسب تسجيل الإصابة هذا العام عالية مقارنة مع السنوات السابقة.

وأكد أن اتباع برنامج وقاية صحيح ومبكر، والالتزام بالإرشادات الزراعية الصحيحة، من الممكن أن يخففا من تأثير “دودة القطن” على الشجيرات وعلى إنتاجية الموسم في وقت لاحق.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة