“Better call Saul”.. دراما تعتمد على “شياطين التفاصيل”

camera iconلقطة من مسلسل "Better call Saul"

tag icon ع ع ع

مسلسل “Better call Saul” حكاية في ستة مواسم، بدأت عام 2015 وانتهت حلقتها الأخيرة في 15 من آب الحالي، مشتقة تفاصيلها (Spin-off) من عالم الجريمة في مسلسل “Breaking Bad” الذي بُث لأول مرة عام 2008، واستمرت مواسمه الخمسة حتى العام 2013.

خلال سبعة أعوام من عرض “Better call saul”، جرى ترشيح فريق عمله لأكثر من 180 جائزة في مجال الدراما التلفزيونية، منها 46 ترشيحًا لجوائز “إيمي” الأمريكية، المتخصصة بقطاع الإنتاج التلفزيوني، وهي مقابل جوائز “أوسكار” للإنتاج السينمائي.

فاز المسلسل بأكثر من 30 جائزة من مجموع تلك الترشيحات، عدا عن ثلاثة ترشيحات ينتظر جمهور العمل حسمها في العام الحالي.

تجري أحداث المسلسل في مدينة ألباكوركي، ضمن ولاية نيومكسيكو جنوبي أمريكا، حيث يعيش “جيمي مورغان ميغيل”، هذه الشخصية المركبة والعبقرية التي ابتكرها كل من الكاتب والمنتج فينس غيليغان وبيتر غولد، ولعب دورها الممثل بوب أودينكيرك.

كان أول ظهور لهذه الشخصية في الحلقة الثامنة من الموسم الثاني لمسلسل “Breaking Bad”، ومنحت “شياطين تفاصيل” الشخصية صنّاع العمل فرصة لفرد مساحة كاملة للدخول إلى حياتها، ومعرفة دوافعها في الوصول إلى عالم مافيا المخدرات.

يروي المسلسل قصة ابن شارع متعدد المواهب، محامي دفاع جنائي مثل “الصرصار المكافح”، كما وصفته إحدى شخصيات المسلسل، من أجل التخلص من العيش في ظل أخيه المحامي “تشاك ميغيل” الناجح، كواحد من مؤسسي شركة محاماة ألباكوركي “هاملين، هاملين، وماكجيل” (HHM).

تاريخ شخصية “جيمي” مليء بفن الاحتيال بحرفية عالية برع بها في شبابه، إذ كان يتخذ من “سليبين جيمس” اسمًا مستعارًا، لتنفيذ عمليات الاحتيال لكسب المال بسرعة وبطريقة غير شرعية.

بدأ “جيمي” بعد ذلك العمل بمفرده في المحاماة داخل غرفة خدمات ضمن صالون تجميل فيتنامي، كونه لم يملك المال وقتها لافتتاح مكتب محاماة مستقل، وأخذ كل ما استطاع الحصول عليه من قضايا، بما في ذلك عمل المدافع العام منخفض الأجر، حتى صار من المعروف عنه أنه “محامي المذنبين وسيئي السمعة”.

بينما الأخ الأكبر “تشاك”، لم يعرف في حياته سوى تقديس القانون، وأبدع في ممارسة مهنة المحاماة، وبالتالي، فإن علاقة الاثنين معقدة ومتوترة، يسيطر عليها الحب أحيانًا، والغيرة والتوتر والجنون في معظم الأوقات، إلى أن تسبب “جيمي” بدمار حياة “تشاك” تدريجيًا.

إلى جانب هذه الحبكة الرئيسة في المسلسل، تتفرع العديد من القصص الثانوية المرتبطة بـ”جيمي” أو بشخصيات أخرى.

يجد من أعجبه “Breaking Bad” صياغة دقيقة وتفاصيل متسقة من الإبداع السردي في العودة بالزمن، واستحضار بدايات القصة، وكيفية تطورها.

يعتمد المسلسل على أربعة خطوط لشخصيات مختلفة تبناها “جيمي” خلال حياته، خط شخصية “سليبين جيمس” المحتالة، قبل دخوله عالم المحاماة في فترة التسعينيات، وشخصية “جيمي” الحقيقية، و بدأ “جيمي” باستخدام الاسم المستعار “سول غودمان”، القادم من جملة “!It’s all good, man”، التي تعني “كل شيء على ما يرام يا رجل”، أما الشخصية الأخيرة فأطلق عليها اسم “جين”، وهي في مسار درامي وزمني ما بعد عالم ” Breaking Bad”، للتخفي عن أنظار الشرطة.

أخذ المسلسل وقته في بناء هذه الشخصيات، وسار كالسلحفاة في أحداثه الأولى، أعطى كل شخصية مساحتها كي يتعلق بها الجمهور ويستوعب صفاتها، بكمية من التفاصيل والرمزيات منحت العمل بعدًا آخر من الدراما والجريمة تفوّق في بعض تلك التفاصيل على المسلسل الأصلي.

“سول غودمان” محامٍ ماهر، نجح في الدفاع عن العديد من العملاء المجرمين، لكنه تورط أيضًا في أنشطة مشكوك بها وغير قانونية في بعض الأوقات، لديه علاقات مع مجموعات إجرامية، أمثال “غاس فرينغ”، صاحب سلسلة وجبات الدجاج السريعة “لوس بولوس هيرمانوس” في أرجاء ألباكوركي، التي يستخدمها كواجهة لتهريب المخدرات من العصابة المكسيكية، وهو في منافسة مباشرة مع عصابة مخدرات “آل سالامنكا”.

تعد شخصية “سول” ملجأ “جيمي” كي يهرب من خلالها من حجم المشكلات النفسية والأزمات التي كان يعيشها في حياته، لذلك، فإن “سول” على نقيض “جيمي”، عديم الضمير أو المبادئ، متحذلق، مخادع، ينجح في كل مرة في الخروج من المشكلة عن طريق الكذب والتدليس، إلى أن يصل في النهاية إلى مستوى خطير من الإجرام في الموسم السادس.

يقدم المسلسل إجابات عن كل الأسئلة المتعلقة بالشخصيات التي شاهدها الجمهور في المسلسل الأصلي، يشرح كيف يكون الإنسان كالمدن، وكيف بإمكان الأحياء السيئة السمعة التأثير على صورة المدينة بالكامل.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة