بديل أوفر وحليب أكثر.. الذرة الخضراء علف طازج لأبقار إدلب

camera iconزراعة الذرة الخضراء في ريف إدلب في 18 من آب 2022 )عنب بلدي/ محمد نعسان دبل)

tag icon ع ع ع

عنب بلدي- دركوش

“أنا عندي أرض، وعندي أبقار، زرعت أرضي تقريبًا كلها ذرة، بحيث طعميها للدواب، بدل العلف، لأنه العلف سعره غالي، وما بتوفي معنا إذا بدنا نعتمد عليه لوحده”.

وجد مربي الأبقار المقيم بريف إدلب محمد ديب قاسم حلًا لضمان عدم خسارته جراء ارتفاع أسعار الأعلاف. زرع أرضه بالذرة الخضراء وحوّلها إلى علف لأبقاره، فهي أكثر فائدة لها، وترفع كميات الحليب التي تدرها، كما قال لعنب بلدي.

الارتفاع الكبير بأسعار الأعلاف في محافظة إدلب، شمال غربي سوريا، دفع المزارعين ومربي المواشي، خلال الفترة الأخيرة، للبحث عن بدائل أقل تكلفة من الأعلاف الجافة الجاهزة.
ولجأ العديد من المزارعين غربي المحافظة إلى زراعة الذرة العلفية، أو ما يُعرف محليًا بـ”السيلاج”، لتقديمها للمواشي.

وانتشرت هذه الزراعة لدى مربي المواشي بكثرة، خاصة في منطقة حوض العاصي، لخصوبة الأراضي فيها، الصالحة للزراعة والوفيرة بمياه الري من نهر “العاصي”.

وبلغ سعر كيس العلف (سعة 50 كيلوغرامًا) حوالي 23 دولارًا أمريكيًا، وهو سعر مرتفع بالنسبة للمزارعين الذين لا يتناسب مدخولهم من الحليب ومشتقاته مع ثمنه.

آلات الفرم تمنع الهدر

تزامنًا مع نشاط زراعة الذرة في المنطقة، بهدف استخدامها بديلًا للعلف، بدأ المزارعون بصناعة “فرّامات” محلية، وهي تعتمد إما على محركات نوع “بتر” تعمل على الديزل، وإما “عزاقات” تعمل على البنزين، لفرم أوراق الذرة إلى قطع صغيرة، حتى تتمكن الأبقار من تناولها.

وعلى خلاف الطريقة القديمة، كان المزارعون يقدمون الأوراق فيها دون فرم، الأمر الذي قد يسبب الهدر، إذ تأكل الأبقار الأوراق والجزء الغض من ساق نبات الذرة فقط، بينما ترمي الأجزاء الأخرى.

وبواسطة “الفرّامة”، صارت الأبقار تأكل نبات الذرة كاملًا وبشكل أسهل للمضغ، بحسب ما أوضحه المربي محمد ديب قاسم، مضيفًا أن نبات الذرة قد يتضمن عند فرمه بذور “العرانيس” التي تقوم “الفرّامة” بفرمها أيضًا، والتي تعتبر مفيدة لصحة الأبقار، وكميات الحليب التي تنتجها.

ورغم تكلفة الزراعة والسقاية والأسمدة وفرم الذرة، باتت زراعة الذرة هي الطريقة الأوفر، بحسب عدة مربين التقتهم عنب بلدي.

“السيلاج” علف طازج

يعتبر علف “السيلاج” (الذرة) أقرب الأعلاف المحفوظة للعلف الطازج من ناحية الجودة، حيث يحافظ “السيلاج” على القيمة الغذائية للبروتين والكربوهيدرات والكاروتين في المادة الخضراء بدرجة أفضل، مقارنة مع تحويل الأعلاف الخضراء إلى أعلاف جافة.

ويتم استخدام نباتات الذرة بإنتاج “السيلاج” وهي في مرحلة الطور اللبني المتأخر، أو الطور العجيني المبكر، بعمر يتراوح ما بين 80 و90 يومًا، حيث يمكن أن تصل إنتاجية فدان الذرة الشامية عند عمر 85 يومًا إلى حوالي 25 طن مادة خضراء.

ويشهد قطاع تربية الحيوانات والمواشي في عموم المحافظات السورية، وإدلب خصوصًا، شحًا أو انعدامًا في الدعم من قبل الجهات الحكومية المسيطرة، إلا من بعض المنظمات التي لا تغطي إلا جزءًا بسيطًا من احتياجات المربين، أو يقتصر دعم بعضها على اللقاحات السنوية فقط.

وتعتبر الثروة الحيوانية في محافظة إدلب أحد أهم القطاعات التي توفر فرص عمل للسكان، وخصوصًا النازحين من ريفي حماة الشمالي وإدلب الجنوبي، بالإضافة إلى ريف حلب الجنوبي، ويؤثر تراجع المهنة بشكل كبير على مصدر رزقهم.



English version of the article

مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة