تصريحات المقداد حول تركيا.. عين على “السيادة” وأخرى على المكاسب

camera iconوزير الخارجية السوري، فيصل المقداد، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الروسي في موسكو- 23 من آب 2022 (روسيا اليوم/ لقطة شاشة)

tag icon ع ع ع

أثارت تصريحات وزير الخارجية في حكومة النظام السوري، فيصل المقداد، حول ما أسماه “لا شروط ولكن مقدمة” لعودة العلاقات بين النظام السوري وتركيا، التساؤلات حول هدف النظام من المطالبة بشروط اعتبرها البعض “بعيدة التحقيق” في ظل المعطيات الحالية.

وقال المقداد في معرض رده على أسئلة الصحفيين، خلال مؤتمر صحفي عقده إلى جانب وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، من موسكو، في 23 من آب الحالي، إن النظام مع تراجع الدولة التركية عن الدور الداعم الذي قامت به إلى جانب “التنظيمات المسلحة” (المعارضة للنظام السوري) في شمال غربي سوريا.

وأضاف المقداد، “نعتقد أن الجهد الذي يجب أن يبذل في هذا المجال لإقناع القيادة التركية بضرورة الانسحاب من سوريا، وإعادة الأمن والاطمئنان إليها، وعدم وجود القوات التركية على ميليمتر واحد من التراب السوري، هو الطريق الوحيد لإعادة الأمن والاستقرار إلى سوريا”.

لا يريد المقداد أن يضع شروطًا، بحسب تصريحه، لكنه اعتبر أن “الاحتلال التركي لسوريا يجب أن ينتهي، الدعم الذي تقدمه تركيا للتنظيمات المسلحة يجب أن ينتهي، بالإضافة إلى أنه يجب ألا يكون هناك أي تدخل من قبل تركيا في الشؤون الداخلية لسوريا”، مؤكدًا أن هذه ليست شروطًا وإنما مقدمة لإعادة العلاقات إلى ما كانت عليه.

جاءت تصريحات المقداد، بعد ساعات على إعلان وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، عدم وجود شروط مسبقة من قبل بلاده للحوار مع النظام السوري، مضيفًا أن الحوار مع حكومة دمشق يجب أن يكون هدفًا بالنسبة لبلاده، مشيرًا إلى أن وحدة الأراضي السورية، وحماية الحدود التركية، والعودة الآمنة للاجئين السوريين، هي ما تسعى إليه بلاده.

رفع السقف للحصول على مكاسب

الصحفي السوري والباحث السياسي، فراس علاوي، قال إن كل من النظام السوري وتركيا يريدان عودة العلاقات بينهما، لكن كل طرف يريد هذه العودة كما يرغب ويريد.

واعتبر علاوي، في حديث إلى عنب بلدي، أن تصريحات وزير الخارجية السوري، فيصل المقداد، يمكن وضعها في إطارين اثنين، أولهما إرسال رسالة لداخل سوريا من مؤيديها مفادها أن “النظام لا يتفاوض على سيادته”، بينما تتمثل الرسالة الثانية برفع سقف التفاوض مع الأتراك للحصول على مكاسب أدنى، وهذا ما يحدث عمومًا في حالات التفاوض.

واعتبر علاوي، أن تصريح المقداد من موسكو، وبحضور وزير الخارجية الروسي، دلالة مهمة على وجود محادثات روسية مع النظام بشأن إعادة العلاقات مع تركيا.

اتفاقيات سرية تحرج المقداد

من جهته اعتبر الخبير في الشأن الروسي الدكتور نصر اليوسف، أن النظام السوري “ليس متعطشًا” لإعادة علاقاته مع تركيا، مفسرًا رؤيته بأن النظام “يدرك تمامًا أن تطبيع العلاقات والبدء بتطبيق قرار مجلس الأمن الدولي (2254) تعني نهايته”.

وحول تفسير تصريحات المقداد، يرى الخبير نصر اليوسف، في حديث إلى عنب بلدي، أن قمة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، والرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، في سوتشي انطوت على اتفاقيات سرية، قد يكون من ضمنها أن تضغط روسيا على النظام لكي يتصرف بمسؤولية في إطار اللجنة الدستورية، وما ينبثق بعدها من التزامات نابعة أساسًا من قرار مجلس الأمن، وجعل تركيا تضغط على المعارضة لتوقع على ما جرى الاتفاق عليه بين الرئيسين.

لذلك لم يجرؤ فيصل المقداد على وضع شروط، لأنه من “غير المسموح” للمقداد معارضة أو وضع شروط على ما يتم الاتفاق عليه بين بوتين وأردوغان حول الملف السوري، بحسب تفسير اليوسف.

وسبق أن أكد أردوغان أن روسيا تدفع في سبيل حصول “تقارب” بين تركيا والنظام السوري، وقال في 19 من آب الحالي، إن هم تركيا ليس “هزيمة الأسد”، بل الوصول إلى حل سياسي والتوصل إلى اتفاق بين المعارضة والنظام.

وكان وزير الخارجية التركي كشف، في 11 من آب الحالي، عن إجرائه محادثة “قصيرة” مع وزير الخارجية السوري، وعلى هامش اجتماع “حركة عدم الانحياز” الذي عُقد في تشرين الأول 2021، بالعاصمة الصربية بلغراد.

وقال جاويش أوغلو، إن من الضروري “تحقيق مصالحة بين المعارضة والنظام في سوريا بطريقة ما”، معتبرًا أنه لن يكون هناك “سلام دائم دون تحقيق ذلك”.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة