انتهى الميركاتو.. المنافسات على أشدها

tag icon ع ع ع

عروة قنواتي

أغلق الميركاتو الصيفي أبوابه ونوافذه بما يخص الموسم الجديد، وانتهت عمليات البيع والشراء والإعارة والتسجيل للاعبين، مع إثارة معتادة تقريبًا في الساعات الأخيرة من الميركاتو بحسم انتقالات بعض النجوم واللاعبين.

طُويت صفحة الانتقالات بعد أن اقتحمت رزنامة المباريات والمسابقات توقيت الميركاتو، بما يعادل أربع أو خمس جولات للدوريات الخمسة الكبرى (بريميرليغ، بوندسليغا، لاليغا، الكالتشيو، أوبر إيتس)، وأصابت بعض المدربين بالجنون وقلة الراحة والقلق والتوتر في وضع التشكيلات الرئيسة للمباريات تحت عنوان: هل سيبقى اللاعب أم سيرحل؟ هل يسجل هنا أم أنه شارد في الصفقة؟ هل أعتمد عليه أو يجلس على دكة البدلاء؟

سجّل هذا الميركاتو مفاجآت وأرقامًا قياسية أيضًا، وبأمثلة سريعة نستعرض في المقام الأول انتهاء سوق الريال الصيفي مبكرًا ببعض الصفقات، بينما قلبت الرافعات الاقتصادية واقع برشلونة رأسًا على عقب من ناحية الأسماء والاستعداد، وسمحت صفقات المدفعجية في البريميرليغ، حتى الآن، باعتلاء صدارة الدوري بعد انقضاء خمس جولات.

أما الرقم القياسي فكان من نصيب نادي نوتنغهام فورست العائد إلى البريميرليغ بعد غياب طويل، ليكون أكثر فريق يضم لاعبين خلال فترة انتقالات واحدة، وبلغ عددهم 21 لاعبًا يلعبون في مختلف المراكز.

بقي كيليان مبابي في باريس سان جيرمان وكريستيانو رونالدو لم يتحرك من المان يونايتد، فيما ظهر إيرلينغ هالاند، صفقة بيب غوارديولا الجديدة للمان سيتي، كوحش يأكل الأخضر واليابس بتسعة أهداف خلال خمس مباريات.

بعد كل هذه المناوشات في الموسم الاستثنائي (كثير المنافسات والبطولات، المليء بالضجة والصخب وزحمة المباريات)، بدأ المتابع والمشاهد يلاحظ أن الفوارق تظهر وتختفي بين الدوريات الخمسة الكبرى وحتى في جولات الدوري الواحد.

لا تزال المسابقات في أسابيعها الأولى، ولكن الضغط دخل حيز التنفيذ، وها هي الجولة الأولى من الشامبيونزليغ باتت قريبة بمجموعاتها المعتدلة والحديدية، وسط خيارات صعبة للأندية الكبرى، ومخاوف من إرهاق اللاعبين المتوقع في غضون 120 يومًا، تجمع بين المسابقات المحلية والشامبيونزليغ والدوري الأوروبي والتوقف الدولي والمونديال.

أسئلة بالجملة متسارعة تجتاح الشارع الكروي في العالم، حول أداء بعض الفرق الكبرى في مسابقاتها، كليفربول، تشيلسي، أتلتيكو مدريد، إشبيلية،  يوفنتوس، مع توقعات وتنبؤات وحصر منافسة في الدوريات بشكل مبكر وسلفًا كما يقال، بين: برشلونة والريال في إسبانيا، المان سيتي والأرسنال في إنجلترا، البايرن ودورتموند في ألمانيا، اي سي ميلان وإنتر ميلان في إيطاليا، وفي فرنسا لوحده يبدو باريس سان جيرمان في ساحة التوقعات، ومع إيماني المسبق بأنك تستطيع إضافة البايرن إلى باريس سان جيرمان في ساحة التوقعات الفردية، فإن التنبؤات بدأت تتحول لحالة جزم كلاسيكية في كل عام، مع العبارة التي تداهمنا في بعض الأحيان لتفرض إطلالتها بعد غياب: لا كبير في كرة القدم، كرة القدم لا تعرف المستحيل.

قد يكون النجوم العرب في المسابقات المحلية الأوروبية وفي المسابقات القارية لهذا الموسم في وضع لا يحسدون عليه، فليس كل النجوم العرب الذين نعوّل على أسمائهم سيشاركون في المونديال كحال صلاح ومحرز، وحتى الآن حكيم زياش، وبنفس الوقت فإن البداية ليست قوية وليست جيدة للثلاثي في أنديتهم. وأيضًا الحارس المغربي النجم ياسين بونو يعاني من أداء الفريق بالكامل في بداية الموسم الإسباني. هذه هي حال كرة القدم بين موسم وآخر، وأكبر دليل ومثال ما وصل إليه رونالدو وميسي في الموسمين الأخيرين، أي أن ما يعانيه النجوم العرب حاليًا ليس عيبًا، ولكن يجب ألا يطول حتى لا تغيب أسماؤهم وإمكانية مشاركتهم كنجوم وكحلول أكيدة لفوز أنديتهم بالألقاب.

مع نهاية ميركاتو الصيف، تبدو المنافسات في كل ملعب أوروبي على أشدها، وقريبًا جدًا سيصبح الزمن والتوقيت تفصيلًا بسيطًا بين مواجهة ومواجهة وبين مسابقة وبطولة، ومشهدًا خدّاعًا يلوح في الأفق قبل المونديال وقبل الوصول إلى الميركاتو الشتوي لهذا الموسم.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة