70 عامًا في ظل والدته وشبح الأميرة ديانا.. من ملك بريطانيا الجديد؟

Prince Charles

camera iconملكة بريطانيا إليزابيث والأمير تشارلز يصلان لحضور الافتتاح الرسمي للبرلمان في مجلسي البرلمان بلندن- 19 من كانون الأول 2019 (AP)

tag icon ع ع ع

خلف الأمير تشارلز الثالث، ابن ملكة بريطانيا إليزابيث الثانية، والدته، عقب إعلان القصر الملكي البريطاني وفاتها عن عمر 96 عامًا، الخميس 8 من أيلول.

وأصبح الأمير تشارلز ملكًا للمملكة المتحدة و14 مملكة أخرى، منها كندا وأستراليا ونيوزيلندا، بعد انتظار دام لأكثر من 70 عامًا، وفقًا لوكالة الأنباء “رويترز“.

من تشارلز؟

ولد الأمير تشارلز فيليب آرثر جورج في 14 من تشرين الثاني 1948، في قصر “باكنغهام” بلندن، وهو الابن الأكبر للملكة إليزابيث الثانية والأمير فيليب دوق إدنبرة، بحسب الموسوعة البريطانية “بريتانيكا” (Britannica).

وعندما اعتلت والدته العرش في 1952، حاز الأمير لقب “دوق كورنوال” بعمر الثالثة، ثم أصبح أميرًا لويلز في الـ20 من عمره.

وتعد ويلز أحد البلدان التأسيسية الأربعة للمملكة المتحدة، وتقع في المنطقة الجنوبية الغربية لبريطانيا العظمى.

بعد الدراسة الخاصة في قصر “باكنغهام” بلندن ومقاطعة هامبشاير جنوبي إنجلترا، واسكتلندا شمال غربي أوروبا، درس تشارلز التاريخ بكلية “ترينيتي” بجامعة “كامبريدج” شرقي إنجلترا، في 1967.

وكان أول من حصل على درجة البكالوريوس بتخصص التاريخ (شهادة جامعية) في 1971، بين ورثة التاج البريطاني، وأول ملكي لم يتعلم في المنزل، وفقًا لوكالة الأنباء “أسوشيتد برس“.

عقب تخرجه، التحق بكلية القوات الجوية الملكية وأصبح طيارًا ممتازًا، ثم خدم بالكلية البحرية الملكية “دارتموث”، وأنهى مسيرته العسكرية كقائد لكاسحة ألغام في 1976.

حياة دراماتيكية

التقى تشارلز ديانا سبنسر، ابنة إيرل سبنسر الثامن (لورد بريطاني)، في 1977، عندما كانت بعمر 16 عامًا، وكان يواعد أختها الكبرى حينها.

وانتشرت شائعات عن خطوبتهما بعد دعوتها لقضاء بعض الوقت مع تشارلز والعائلة المالكة في 1980.

وفي شباط 1981، أعلن الاثنان خطوبتهما، وخلال مقابلة تلفزيونية حول الحدث، ظهر الارتباك حول علاقتهما عندما سأل أحد المراسلين ما إذا كانا في حالة حب.

أجابت ديانا فورًا، “بالطبع”، بينما قال تشارلز، “كل ما تعنيه كلمة في الحب”.

في 29 من تموز 1981، عقد الزوجان زفافهما في كاتدرائية “القديس بولس”، وكان حفل الزفاف الملكي حدثًا إعلاميًا عالميًا.

وبعد أقل من عام على زواجهما، ولد الأمير وليام في 21 من حزيران 1982، الذي أصبح الآن وريثًا للعرش، وتبعه شقيقه الأمير هاري، بعد قرابة العامين في 15 من أيلول 1984.

Prince Charles

الأميرة تشارلز والأميرة ديانا يلاعبان ابنهما الأمير ويليام البالغ من العمر ستة أشهر خلال جلسة تصوير خاصة في قصر “كنسينغتون” بلندن- 22 من كانون الأول 1982 (AP)

Prince Charles

الأمير تشارلز والأميرة ديانا يغادران مستشفى “سانت ماري” في بادينغتون بلندن مع طفلهما الرضيع الأمير هاري- 16 من أيلول 1984 (AP)

عرش على الهاوية

انهارت علاقة الزوجين تدريجيًا وسط تدقيق مكثف من الصحافة الشعبية وشائعات عن الخيانة الزوجية.

في 9 من كانون الأول 1992، أعلن تشارلز وديانا أنهما سينفصلان، لكنهما أوضحا أنهما سيواصلان أداء واجباتهما العامة وتقاسم مسؤولية تربية أبنائهما.

واعترف تشارلز بعلاقته غير الشرعية مع كاميلا باركر بولز في مقابلة تلفزيونية عام 1994، ما شوّه من سمعته.

وفي مقابلة خاصة مع ديانا، أشارت إلى علاقة زوجها بكاميلا قائلة، “كان هناك ثلاثة منا في هذا الزواج”.

وانفصل الزوجان في 28 من آب 1996، وبعد عام واحد، توفيت ديانا بحادث سير في فرنسا، ما أدى إلى تعريض الشكل التقليدي للملكية التي مثلها تشارلز للخطر.

بعد ذلك، بذل تشارلز الكثير من الجهد في تحديث صورته العامة باعتباره الوريث المحتمل.

وفي 9 من نيسان 2005، تزوج من كاميلا باركر بولز (75 عامًا)، التي كانت تربطه بها علاقة قديمة قبل أن يلتحق بالكلية البحرية.

لكن الرومانسية تعثرت حينها، لتتزوج كاميلا من ضابط في سلاح الفرسان.

Prince Charles

الأمير تشارلز وكاميلا باركر يغادران فندق “ريتز” في لندن وهي المرة الأولى التي يظهر فيها الزوجان اللذان كانا صديقين لأكثر من 25 عامًا في الأماكن العامة- 28 من كانون الثاني 1999 (AP)

أمير مقيد

نشأ تشارلز “وهو صبي خجول له أب مستبد، ورجل محرج في بعض الأحيان، وأقل من قيمته”.

لكنه على عكس والدته، التي رفضت مناقشة آرائها علنًا، ألقى الخطابات وكتب المقالات حول قضايا البيئة والعمران وحقوق الإنسان.

وبرز تشارلز كناقد للعمارة الحديثة، وأسس معهد “أمير ويلز للهندسة المعمارية” في 1992، الذي تطور لاحقًا إلى “BRE Trust”، وهي منظمة معنية بالتجديد الحضري ومشاريع التنمية.

في أوائل حزيران الماضي، ملأ الجدل وسائل الإعلام البريطانية، بعد أن ذكرت صحيفة “تايمز” اللندنية، أن شخصًا مجهول الهوية سمع الأمير تشارلز يعبّر عن معارضته لسياسة ترحيل اللاجئين من بريطانيا إلى رواندا في محادثات خاصة.

ونقلت الصحيفة عن المصدر قوله، إنه يعتقد أن نهج الحكومة برمته “مروّع”، بينما لم ينفِ المتحدث باسم تشارلز، كلارنس هاوس، التعليق على “المحادثات الخاصة المجهولة”، لكنه شدد على أن الأمير لا يزال “محايدًا سياسيًا”.

اعتبرت تعليقات تشارلز إشكالية لكونه وريث العرش حينها، ومن المفترض أن يظل الملك البريطاني فوق الصراع السياسي، وعلى العائلة المالكة أن تتجنب الإدلاء بأي تعليقات سياسية، بموجب الدستور البريطاني غير المكتوب.

وأثارت تعليقاته ردودًا شديدة في الصحف البريطانية، إذ حذرت صحيفة “ديلي إكسبريس” أمير ويلز قائلة، “ابتعد عن السياسة يا تشارلز”، وقالت صحيفة “The Mail on Sunday”، “لن نتراجع عن رواندا يا تشارلز”.

في فيلم وثائقي نُشر في 2018، بعنوان “الأمير والابن والوريث.. تشارلز في سن الـ70″، قال تشارلز، “أتساءل دائمًا ما التدخل، لقد اعتقدت دائمًا أنه محفز”.

وأضاف، “لطالما كنت مفتونًا إذا كان الأمر يتعلق بالتدخل بشأن المدن الداخلية، كما فعلت قبل 40 عامًا، وما كان يحدث أو لا يحدث هناك، والظروف التي يعيش فيها الناس، إذا كان هذا تدخلًا، فأنا فخور جدًا به”.

وفي المقابلة نفسها، أقر تشارلز بأنه بصفته ملكًا، لن يكون قادرًا على التحدث علانية أو التدخل في السياسة لأن دور السيادة يختلف عن كونه أمير ويلز.

تشارلز والجمهور

خلق تشارلز هالة رمادية حوله، أبعدت بينه وبين الشعب البريطاني، بانفصاله الدراماتيكي عن الأميرة ديانا.

قال المؤرخ الملكي البريطاني إدوارد أوينز، ومؤلف كتاب “شركة العائلة.. الملكية.. وسائل الإعلام الجماهيرية والجمهور البريطاني 1932- 1953” (The Family Firm: Monarchy, Mass Media and the British Public, 1932-53)، واصفًا ما صار عليه تشارلز إثر انفصاله عن الأميرة ديانا، وتدخله في الشؤون السياسية والعامة، “عليه أن يفكر مليًا في الطريقة التي يعرض بها صورته كشخصية عامة، إنه ليس قريبًا من الشعب مثل والدته”.

وأضاف أوينز، “على تشارلز اكتشاف كيفية توليد الدعم العام، والشعور بالحب الذي ميز العلاقة التي كانت تقيمها إليزابيث مع الجمهور البريطاني”.

تشارلز بين عالمين

خلال 2010، تحول انتباه مراقبي العائلة المالكة من نواحٍ عديدة من تشارلز إلى أبنائه، الذين سلّطت عليهم “حفلات الزفاف الملكية” رفيعة المستوى الضوء في الساحة الدولية.

وصفت كاتبة السيرة الذاتية سالي بيدل سميث، مؤلفة كتاب “الأمير تشارلز.. المشاعر والمفارقات في حياة غير محتملة”، حياة الأمير بأنها رمادية، خيّم عليها نجم أفراد العائلة الآخرين باستمرار، رغم مصيره.

وقالت سميث لشبكة “PBS” الأمريكية، “أعتقد أن الإحباط لم يكن لدرجة أنه اضطر إلى انتظار العرش، أعتقد أن إحباطه الرئيس هو أنه فعل الكثير وأنه أسيء فهمه على نطاق واسع.

وأوضحت أنه نوع من الوقوع بين عالمين: عالم والدته الموقرة والمحبوبة، وديانا التي ظل شبحها يطارده، ثم أبنائه الفاتنين بشكل لا يصدّق”.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة