تسبب بمقتل 40 قياديًا

ثمانية أعوام على التفجير الذي فتّت “حركة أحرار الشام”

مقاتلون في حركة "أحرار الشام الإسلامية" قبيل انطلاقهم إلى خطوط التماس بري إدلب الشرقي الجنوبي- 7 من شباط 2018 (أحرار الشام/ تلجرام)

camera iconمقاتلون في "حركة أحرار الشام الإسلامية" قبيل انطلاقهم إلى خطوط التماس بريف إدلب الشرقي الجنوبي- 7 من شباط 2018 (أحرار الشام/ تلجرام)

tag icon ع ع ع

ثمانية أعوام مرّت على التفجير الغامض الذي استهدف اجتماعًا سريًا ضم عشرات القياديين في “حركة أحرار الشام الإسلامية” شمالي سوريا، بمقر تابع لها في بلدة تل صندل القريبة من رام حمدان شمالي إدلب.

التفجير كان بمنزلة ضربة أنهكت الحركة وأفقدتها أبرز قياداتها، وبوابة انشقاقات وصراعات داخلية وانقسامات في بيت الفصيل الذي كان من أكبر الفصائل العسكرية على الساحة السورية.

في 9 من أيلول 2014، وقع التفجير الغامض، وأدى إلى مقتل 40 قياديًا في الحركة، أبرزهم قائدها ومؤسسها، حسان عبود (أبو عبد الله الحموي)، والقائد العسكري “أبو طلحة الحموي”، وعضو “مجلس الشورى”، “أبو يزن الشامي”، والشرعي العام، “أبو عبد الملك”، و”أمير قطاع إدلب”، “أبو أيمن طعوم”، و”أمير قطاع حماة”، “أبو الزبير الحموي”.

تضاربت الأنباء عن مصدر التفجير وسببه، ورجح قادة عسكريون وناشطون أنه نجم عن عبوة ناسفة احتوت على مواد كيماوية، وأدت إلى حالات اختناق في صفوف القادة ثم وفاتهم، بينما قال آخرون إن التفجير ناجم عن غارة للتحالف.

في حين اتهم القيادي في “جبهة النصرة” (هيئة تحرير الشام حاليًا)، ميسر بن علي الجبوري (الهراري)، المعروف بـ”أبو ماريا القحطاني”، عبر اتصال مع قناة “الجزيرة” القطرية، من وصفهم بـ”الغلاة ومخابرات النظام السوري”، قائلًا “إنهما وجهان لعملة واحدة”.

كما وجّه ناشطون اتهامات فورية إلى تنظيم “الدولة الإسلامية”، الذي كان يجاهر بعدائه لجميع فصائل المعارضة، ويصفهم بـ”المرتدين والصحوات”.

وبحسب مقاتلين كانوا موجودين قرب المكان، فإن عدة تفجيرات وقعت داخل مقر الاجتماع، وأدت إلى حالات اختناق بين القادة، ولا تزال أسباب التفجير غامضة ومجهولة حتى الآن.

بعد أن برز كقوة عسكرية كبيرة، وتوزعت مقاره ومقاتلوه في مختلف المناطق السورية، تراجع دور فصيل “أحرار الشام” وانقسم إلى قسمين، عقب اغتيال قادة الصف الأول.

تبنى القسم الأول فكر “السلفية الجهادية”، وتوجه آخر إلى “الفكر الإصلاحي” المنفتح على الحوار، ليبدأ الصراع الفكري في بيت الحركة الداخلي بعد التفجير الغامض.

اقرأ أيضًا: من المؤسس حسان عبود.. ست شخصيات قادت “أحرار الشام”

ولم تقتصر أسباب تراجع الحركة على الانقسام الداخلي، بل لوجود حركات “جهادية” منافسة لها، وكان لها أثر كبير في تقليص دورها ونفوذها، كـ”جبهة النصرة” (تحرير الشام حاليًا صاحبة النفوذ العسكري في عدة مناطق شمالي سوريا).

وانتقلت الحركة عبر عدة محطات ومراحل واقتتالات مع عدة فصائل، وتولى قيادتها العديد من الشخصيات، لتصل إلى مرحلة اصطفاف وانضمام بعض من كتائبها وقطّاعاتها إلى”الجيش الوطني السوري”، المدعوم من تركيا، والمسيطر على ريفي حلب الشمالي والشرقي ومدينتي رأس العين وتل أبيض.

وبقي قسم منها إلى جانب “تحرير الشام”، صاحبة النفوذ العسكري في إدلب وأجزاء من أرياف حلب واللاذقية وحماة.

أُسست الحركة أواخر 2011 من اندماج أربعة فصائل معارضة سورية، هي كتائب “أحرار الشام” و”حركة الفجر الإسلامية” وجماعة “الطليعة الإسلامية” وكتائب “الإيمان المقاتلة”، واختارت عبارة “مشروع أمة” شعارًا لها، لتبدله إلى “ثورة شعب” عقب تولي هاشم الشيخ (أبو جابر) قيادتها في 2014.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة