إصدار لتنظيم “الدولة” يوجه رسائل ويركّز على السجون

camera iconمقاتلون من تنظيم "الدولة الإسلامية" في سوريا (معرف التنظيم على تلجرام)

tag icon ع ع ع

أصدر تنظيم “الدولة الإسلامية” كلمة صوتية وجه فيها رسائل لجهات عديدة، منها فصائل المعارضة السورية، وتنظيم “القاعدة”.

وجاءت الكلمة الصوتية على لسان المتحدث الرسمي للتنظيم، “أبو عمر المهاجر”، مساء الثلاثاء 13 من أيلول، حملت عنوان “واعتصموا بحبل الله”، قال خلالها، إن أولوية التنظيم اليوم هي “تحرير أسراه من السجون”.

الكلمة، بحسب ما رصدته عنب بلدي، تحدثت عن عدد من النقاط أبرزها السجون، وتخللتها دعوات للالتحاق بقواته، وخصت بعض المناطق التي سبق أن كان التنظيم مسيطرًا عليها.

السجون.. هدف التنظيم

أشار المتحدث الرسمي للتنظيم في الكلمة الصوتية، إلى مجموعة السجون التي سبق وهاجمها التنظيم منذ مطلع العام الحالي، كان أحدثها اقتحام سجن “كوجا” بالعاصمة النيجيرية أبوجا، مطلع حزيران الماضي.

وأسفر الهجوم حينها عن هرب نحو 440 سجينًا، إضافة إلى سجن آخر في جمهورية الكونغو.

وأشار “المهاجر” إلى مجموعة من السجون اقتحمها التنظيم وتمكّن من تحرير عناصره منها، بينها سجن “غويران” في الحسكة، وسجن “كوجا” في نيجيريا، وسجن “كاكوانجورا” في الكونغو، خلال العام الحالي.

وقالت هيئة السجون في نيجيريا على خلفية هجوم التنظيم على سجن “كوجا”، إن 879 سجينًا فروا، ما زال 443 منهم طلقاء، فيما قُبض على الباقين.

وأضافت أن أربعة سجناء لقوا حتفهم وأصيب 16 آخرون.

وأشارت الهيئة إلى أن الفارين هم من سلموا أنفسهم للشرطة، التي نجحت بدورها بإعادة بعضهم من الأدغال التي كانوا يختبئون فيها.

وفي 19 من كانون الثاني الماضي، شهدت محافظة الحسكة مواجهات عسكرية بين خلايا لتنظيم “الدولة” تسللوا إلى محيط سجن “غويران”، وهو أحد أكبر السجون التي تضم عناصر وقياديين في التنظيم، ممن اعتقلتهم قوات التحالف الدولي و”قسد” في سوريا.

تطورت المواجهات مع تمكّن العشرات من السجناء من تجاوز أسوار السجن والانضمام إلى الخلايا التي تمركزت في الأحياء المحيطة بالمنطقة، مثل حي الزهور وحي المقابر، إذ استخدمت خلايا التنظيم مع بداية المواجهات سيارة مفخخة فجّرتها على البوابة الرئيسة للسجن.

ولم يكن هذا هو الاستعصاء الأول الذي ينفذه عناصر التنظيم داخل سجن “غويران”، إلا أنه كان الأعنف منذ تشييده، إذ استدعت المواجهات تدخلًا مباشرًا من طيران التحالف الدولي الذي ظهر في العديد من التسجيلات المصوّرة يستهدف محيط السجن برشقات من القذائف والأسلحة الثقيلة.

رسالة التنظيم إلى سوريا

وجه التنظيم عبر الكلمة الصوتية رسائل عديدة لسكان المناطق التي كان يسيطر عليها في سوريا، وتركز حديث “أبو عمر المهاجر” حول ما وصفه بـ”العز الذي كان يعيشه سكان أهل الشام” خلال فترة سيطرة التنظيم على مناطق واسعة من سوريا.

وتحولت حال هذه المناطق اليوم إلى أراضٍ تنتشر فيها المخيمات، وينتظر سكانها الحصول على المعونات الإغاثية من المنظمات الراعية لهذه المناطق.

الأمر الذي اعتبره “المهاجر” سببًا لحرب التنظيم على فصائل المعارضة، في إشارة منه إلى أن الفصائل أسهمت من خلال تطبيقها “قوانين وضعية” بتحويل الوضع المعيشي لسكان المنطقة إلى ما هو عليه اليوم.

وسيطرت “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) بدعم من قوات التحالف على آخر معاقل تنظيم “الدولة” في بلدة الباغوز شرقي سوريا عام 2017.

وتزامنت تحركات “قسد” مع عمليات عسكرية موازية شنتها قوات النظام السوري بدعم من روسيا وإيران في البادية السورية الممتدة بين محافظتي حمص والرقة، تمكّنت خلالها من السيطرة على مناطق واسعة على حساب التنظيم.

كما شنت القوات العراقية بدعم من التحالف الدولي أيضًا عمليات عسكرية باتجاه الأراضي السورية قادمة من العمق العراقي.

العمليات المتزامنة تمكّنت من إشغال جبهات القتال ضد التنظيم في عموم مناطق نفوذه وسيطرته، ما أسفر عن انسحابات متكررة وسريعة للتنظيم.

دعوات لدعم التنظيم

الرسائل التي وجهها التنظيم عبر الكلمة الصوتية، تركزت حول مطالبته “المسلمين بالالتحاق بـ(الدولة الإسلامية)”، وخص بالذكر سكان سوريا والعراق كونهم كانوا شاهدين على حكمهم في المنطقة.

ودعا المتحدث أنصار التنظيم في الهند، وباكستان، وماليزيا، والفلبين، واليمن، إلى الالتحاق بصفوفه، أسوة ببقية أنصاره في مختلف مناطق إفريقيا.

الدعوة إلى نصرة من وصفهم الإصدار بـ”جنود الدولة”، بحسب ما جاء على لسان “المهاجر”، من الممكن أن تكون بالرجال أو المال.

ولم يتطرق التنظيم إلى بعض الانتهاكات التي ارتكبها في مناطق من شرقي سوريا، أدت إلى تكوين حالة ثأر بالنسبة لعشائر من محافظات دير الزور والرقة، وحوّلتهم إلى أعداء للتنظيم وحلفاء للغرب.

ونشرت وكالة “رويترز“، الثلاثاء، تقريرًا قالت فيه، إن الولايات المتحدة “تلجأ إلى مساعدة رجال العشائر التواقين للثأر من الفظائع التي ارتكبها التنظيم المتشدد عندما سيطر على مساحات شاسعة من سوريا والعراق”.

وأوضح التقرير، الذي ترجمته عنب بلدي، أن الغارة الأمريكية التي قتلت زعيم تنظيم “الدولة” السابق، ماهر العقال، في تموز الماضي، لم تكن دون مساعدة أحد الأشخاص من عشيرة “الشعيطات” الذين تعقبوا العقال، وزرع أشخاص من ذات العشيرة جهاز تتبع على الدراجة النارية التي كان يركبها عندما قُتل.

وقتل تنظيم “الدولة” أكثر من 900 شخص من أفراد قبيلة “الشعيطات” في ثلاث بلدات بمحافظة دير الزور شرقي سوريا عام 2014، عندما تمردوا على حكم التنظيم.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة