“غرف الملح”.. سر مرعب وراء جدران سجن “صيدنايا”

معتقل في السجون السورية (صورة تعبيرية)

camera iconمعتقل في السجون السورية (صورة تعبيرية)

tag icon ع ع ع

كشفت وكالة “فرانس برس” عن تفاصيل تعامل إدارة سجن “صيدنايا” مع جثث الضحايا بواسطة غرف مفروشة بالملح.

وتضمن التقرير الصادر اليوم، الخميس 15 من أيلول، الذي تعاونت فيه الوكالة مع “رابطة معتقلي ومفقودي سجن صيدنايا”، معلومات مستندة على شهادات الناجين من السجن وضباط سابقين عملوا داخل السجن.

مؤسس ومنسق الرابطة، دياب سرية، قال لعنب بلدي إن التقرير استطاع الوصول إلى معلومات دقيقة حول خطوات تعامل النظام السوري مع الجثث، ومن أبرز المعلومات التي جاء بها التقرير “غرف الملح” وأماكن تواجدها، لافتًا إلى أن المعلومات المنشورة جزء من تقرير حول الهيكلية الإدارية لـ”صيدنايا” ستنشره الرابطة قريبًا.

“غرف الملح” هي قاعات لحفظ الجثث، بدأ استخدامها منذ اندلاع الثورة السورية عام 2011، جرّاء ارتفاع عدد الضحايا داخل السجن.

وتحفظ الجثث من خلال وضع حوالي 20 إلى 30 سينتيمترًا على أرضية الغرفة، لمنع تحللها والتقليل من الروائح التي يمكن أن تصدر منها خلال فترة بقائها داخل السجن.

وقالت مؤسسة معهد علم التشريح في جامعة “بوينت”، جوي بالتا، للوكالة، إن الجسم يمكن أن يظل في الملح دون أن يتحلل لفترة أطول مما هو عليه في غرفة مبردة مصممة لهذا الغرض، مشيرة إلى أن ذلك سيغير معالم سطح الجسم.

وبحسب الشهادات التي اعتمد عليها التقرير، تقع إحدى “غرف الملح” في الطابق الأول من المبنى المعروف بـ”صيدنايا الأحمر”، وهي غرفة يصل ارتفاعها لحوالي ثمانية أمتار، وعرضها ستة أمتار، فيها جدار من الحديد الأسود يتوسطه باب.

“الملح كان كنزًا”

“الناس عندها شهوة للملح، ما دفع العديد من الناجين الذين تركوا لساعات داخل تلك الغرف، لسرقة الملح ونقله إلى مهاجعهم”، وفق ما قاله سرية.

هذا ما وثقه التقرير من خلال شهادة أحد الناجين “عبدو” (30 عامًا)، الذي أدخل إلى إحدى “غرف الملح” قبل نقله إلى المحكمة.

وفور انتباه الشاب إلى أن ما داس عليه حين وضع في الغرف كان ملحًا، تناول كمية منه بعد انقطاع عن تناوله دام لحوالي سنتين.

وبعد دقائق، تعثّر الشاب بجثة نحيلة ملقاة على الملح وإلى جانبها جثتان أخريتان، ليكون ذلك المشهد “الأكثر رعبًا” في حياته.

ويوضع المعتقلون في “غرف الملح” قبل نقلهم إلى غرف الزيارة أو قبل نقلهم إلى المحكمة، ما دفعهم لارتداء الجوارب والسراويل ذات الجيوب قبل الزيارة، وفق ما قاله أحد الناجين الذين دخلوا “غرفة الملح”، قيس مراد.

ومن “غرف الملح” تنقل الجثث إلى مستشفى “تشرين” العسكري لإصدار شهادة الوفاة، وفق ما قاله سرية، مشيرًا إلى أن “قيصر” (الضابط المنشق الذي سرب صورًا لجثث المعتقلين) دفع النظام للتوقف عن تصوير الجثث في المستشفى ليكتفي بوصفها كتابيًا.

وتنقل الجثث بعد توثيق وفاتها إلى مقابر جماعية، في نجها والقطيفة وقطنا، استطاعت الرابطة تحديد مواقعها، بحسب التقرير.

ويعد سجن “صيدنايا” أحد أبرز السجون التي يتعرض فيها المعتقلون لعمليات تعذيب وتجويع ممنهجة، إلى جانب قتل الآلاف منهم بإعدامات جماعية، وفق ما ذكره تقرير “منظمة العفو الدولية” الصادر في شباط 2017.

ويُعرف السجن بـ”المسلخ البشري” و”مصنع الموت” و”القبر”، وغيرها من الأسماء التي يحاول الناجون من خلالها نقل حجم المأساة التي عاشوها داخل السجن.

ولا يزال حوالي 154 ألفًا و398 شخصًا، بينهم 5161 طفلًا وعشرة آلاف و159 سيدة، قيد الاعتقال أو الاختفاء القسري على يد أطراف النزاع والقوى المسيطرة في سوريا، منذ آذار 2011 وحتى آب 2022، بحسب تقرير “الشبكة السورية لحقوق الإنسان” الصادر في 30 من آب الماضي.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة