“مش أنا”.. ما تقترفه “اليد الغريبة” لا تصلحه “جميلة”

camera iconالممثل المصري تامر حسني بدور حسن في أحد مشاهد فيلم “مش أنا”

tag icon ع ع ع

يتناول الفيلم المصري “مش أنا”، الصادر عام 2021، ظاهرة طبية واقعية، وهي متلازمة “اليد الغريبة” أو “اليد الفوضوية”، مانحًا الحالة طابعًا محليًا نوعًا ما.

والقصة أن “حسن”، وهو رسّام موهوب، متعثر الحال، ومن أبناء الطبقة الفقيرة، يواجه تحديات مالية كبيرة، تتجلى بوضوح في حياته بعد تأزم حالة أمه الصحية، وحاجتها لدواء أسبوعي يتطلّب مبلغًا كبيرًا من المال.

بصرف النظر عن التخصص والشغف وطموحات وأحلام المراهقة، وآمال الشباب بالغد، يتجه “حسن” للعمل موظفًا في فندق بترتيب وظيفي متدنٍّ، هذا طبعًا إن كان بالأصل محسوبًا على سلم الترتيب هذا.

أيام قليلة ويواجه الشاب مشكلة توقعه بها يده مع مدير الفندق، ما يعني بالضرورة طرده من العمل، والعودة للمربع الأول مصحوبًا بيأس واكتئاب سرعان ما ستدخل على خطه الشابة التي خاض “حسن” شجاره مع مديره بسببها، إلى أن تدخلت يده وأكملت رسم المشهد، إذ راحت يده اليسرى التي لا يسيطر عليها طوال الوقت تضرب المدير.

بعد طرد الشاب، تدخلت “جميلة”، الشابة التي حماها “حسن”، فأمّنت له عملًا في البداية، ودون كثير تكلّف راحت تسعى في علاج حالته النادرة ومساعدته، لتطفو على السطح علاقة عاطفية غير ناضجة على مستوى الحبكة، ومتعجلة أيضًا، فالفيلم لم يروِ عن عالم “جميلة” أبعد من كونها شابة، وجميلة فعلًا، وتنحدر من عائلة ثرية، وتقيم مع أمها فقط، بعد وفاة والدها.

وإلى جانب تجاهل العمل حالة التفاوت الطبقي بين “حسن” و”جميلة”، لم يقدّم “مش أنا” مستوى كافيًا أو ذروة درامية تشد بالفعل، كل شيء واضح وسهل وسلس، ولا مخاوف تعكر صفو العلاقة سوى “يد حسن”، مع أن الحياة تحتمل فكرة اجتماع أكثر من منغص في الوقت نفسه، لكن وربما من باب التركيز على الحالة الطبية، وعلاجها، عالج الفيلم بعض أمراض الواقع “أمام الكاميرا فقط”، ليصب تركيزه على الحالة الطبية الغريبة.

الأم لا تعارض زواج ابنتها الوحيدة من شاب فقير، ربما، لكنها تخاف على ابنتها مع خروج مفاجئ لـ”يد حسن” عن سيطرته، ما يعني احتمالية أن يؤذيها دون قصد، والشاب يواجه صعوبة في الرسم بسبب اليد نفسها.

وتعني هذه الحالة الطبية عدم تحكم الدماغ باليد، وقدرتها على التحرك بمفردها، وكأن هناك دماغًا يديرها، وهي حالة نادرة، يمكن أن تصيب الجنسين، مع احتمالية أضعف لإصابة الأطفال.

ورغم عدم قدرة الفيلم على تقديم النهايات التي يختم بها كاتب وبطل العمل أعماله عادة، فإن شيئًا منها كان حاضرًا على الأقل، فالمرض بلا علاج، وحالاته نادرة، وينصح الأطباء بالتأقلم معه، كما أن ظهور “جميلة” في حياة “حسن” لا يعني أن يصبح كل شيء نموذجيًا، بيد أن الرضا يجعل الحياة أسهل.

الفيلم من تأليف وبطولة تامر حسني، وماجد الكدواني، وحلا شيحة، وسوسن بدر، وأسما سليمان، وإخراج سارة وفيق، ومدته 98 دقيقة.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة