لأول مرة منذ خمس سنوات..

تدريبات بين أمريكا وكوريا الجنوبية ردًا على “الاستفزازات الشمالية”

Ronald Reagan

camera iconحاملة الطائرات الأمريكية "يو إس إس رونالد ريجان" تغادر من ميناء في بوسان- كوريا الجنوبية الاثنين من 26 أيلول 2022 (AP)

tag icon ع ع ع

أطلقت حاملة طائرات أمريكية ومجموعتها القتالية تدريبات مع سفن حربية كورية جنوبية، قبالة الساحل الشرقي لشبه الجزيرة الكورية اليوم، الاثنين 26 من أيلول، في أول تدريب لها منذ خمس سنوات.

وتأتي التدريبات بعد يوم من تجربة كوريا الشمالية لإطلاق صاروخ باليستي قصير المدى.

وتشارك في التدريبات حاملة الطائرات الأمريكية “رونالد ريجان” التي تزن 100 ألف طن، وتعمل بالطاقة النووية.

قالت البحرية الكورية الجنوبية في بيان، إن التدريبات التي تستمر أربعة أيام تهدف إلى إظهار “عزم الحلفاء القوي على الرد على استفزازات كوريا الشمالية”، وتحسين قدرتهم على القيام بعمليات بحرية مشتركة.

شاركت في التدريبات أكثر من 20 سفينة تابعة للبحرية الأمريكية والكورية الجنوبية، بما في ذلك “رونالد ريجان”، وطراد أمريكي، ومدمرات بحرية تابعة للدولتين، بالإضافة إلى طائرات ومروحيات مقاتلة.

وتعد هذه التدريبات المشتركة الأولى من نوعها بمشاركة حاملة طائرات أمريكية بالقرب من شبه الجزيرة منذ 2017، عندما أرسلت الولايات المتحدة ثلاث حاملات طائرات، بما في ذلك “رونالد ريجان”، لإجراء مناورات بحرية مع كوريا الجنوبية ردًا على التجارب النووية والصاروخية لكوريا الشمالية.

ومنذ ذلك الحين، ألغى الحلفاء وقلّصوا بعض تدريباتهم المعتادة لدعم المحادثات الخاملة بشأن البرنامج النووي لكوريا الشمالية، وفقًا لوكالة الأنباء “أسوشيتد برس“.

عقيدة نووية في مواجهة “الإمبريالية”

أطلقت كوريا الشمالية، الأحد 25 من أيلول، صاروخًا باليستيًا حلّق على بعد 600 كيلومتر، وبارتفاع 60 كيلومترًا، قبل أن يسقط في المياه قبالة الساحل الشرقي لكوريا الشمالية، وفقًا لتقديرات كوريا الجنوبية.

ويعتبر ذلك المدى كافيًا لضرب ميناء جنوب شرقي كوريا الجنوبية حيث رست سفينة “ريجان”.

أجرت كوريا الشمالية عددًا قياسيًا من التجارب الصاروخية هذا العام، مظهرة رفضها بثبات دعوات الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية لاستئناف الدبلوماسية النووية.

وأكدت أنها لن تعود للمحادثات ما لم تتخلَّ الولايات المتحدة عن سياساتها العدائية، في إشارة إلى العقوبات التي تفرضها واشنطن، بالإضافة إلى التدريبات المشتركة مع كوريا الجنوبية.

وفي خطاب ألقاه الزعيم الكوري الشمالي، كيم جونغ أون، في 27 من تموز الماضي، أمام قدامى المحاربين في الذكرى الـ69 لنهاية الحرب الكورية 1950- 1953، اتهم الولايات المتحدة بـ”شيطنة” بلاده لتبرير ما وصفه بـ”سياسة واشنطن العدائية”.

وقال إن التدريبات العسكرية بين أمريكا وكوريا الجنوبية، تظهر “معايير مزدوجة” للولايات المتحدة، في حين تُصنف الأنشطة العسكرية الشمالية على أنها استفزازات أو تهديدات.

وفي 8 من أيلول الحالي، أقرت الدولة قانونًا جديدًا يمنح الحق باستخدام “الضربات النووية الوقائية” للدفاع عن النفس، ويسمح بضربات نووية استباقية، إذا اكتُشف هجوم وشيك بأسلحة الدمار الشامل، يستهدف قيادة كوريا الشمالية وتنظيم قيادة قواتها النووية.

“مفاوضات خاملة”

لطالما أدانت كوريا الشمالية التدريبات العسكرية المشتركة للحلفاء باعتبارها تدريبات على “الغزو”، وانتقدت التدريبات السابقة باعتبارها مثالًا على “السياسات العدائية” المستمرة لواشنطن، رغم حديث الأخيرة عن الدبلوماسية، بحسب ما ذكرته وكالة “رويترز“.

وواجهت كوريا الشمالية في كثير من الأحيان تدريبات صاروخية رادعة لها، بما في ذلك تجارب قصيرة المدى في عامي 2016 و2017 لمحاكاة الهجمات النووية على مواني كوريا الجنوبية والمنشآت العسكرية الأمريكية في اليابان.

توقفت المفاوضات النووية بين واشنطن وبيونغ يانغ منذ 2019، بسبب خلافات متعلقة بالتراجع عن العقوبات المشددة التي تقودها الولايات المتحدة بشأن خطوات نزع السلاح من كوريا.

حظيت الصواريخ الباليستية الشمالية العابرة للقارات باهتمام دولي كبير، بالإضافة إلى السنوات الثلاث الماضية، التي عملت فيها على توسيع ترسانتها من صواريخ الوقود الصلب قصيرة المدى التي تهدد كوريا الجنوبية واليابان.

وتخللت الاختبارات تعليقات متكررة بأن كوريا الشمالية ستستخدم أسلحتها النووية بشكل استباقي عند التهديد أو الاستفزاز، ما ينذر بعقيدة نووية تصعيدية تثير مخاوف أكبر للجيران.

ويهدف زعيم كوريا الشمالية، كيم جونغ أون، من تجاربه، إلى إجبار الولايات المتحدة على قبول فكرة الشمال كقوة نووية، والتفاوض بشأن التنازلات الاقتصادية والأمنية.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة