جراء الحاجة وتجنّبًا للسرقة.. درعا تقطف زيتونها مبكرًا

camera iconمزارعون يجنون محصول الزيتون في درعا- كانون الأول 2020 (عنب بلدي/ حليم محمد)

tag icon ع ع ع

بدأ مزارعو محافظة درعا بجني محصول الزيتون في وقت مبكر هذا العام لعدة أسباب، ما قد يؤثر على كميات زيت الزيتون التي يستخرجونها من محاصيلهم.

وسابقًا كان المزارعون يباشرون القطاف في شهر تشرين الأول، وبيعه كزيتون للمائدة، وفي تشرين الثاني تبدأ مرحلة الجني للعصر، ولكن هذا العام بكّر مزارعو درعا عملية الجني، لأسباب تتعلق بسعيهم للحصول على مردود مالي يعينهم على مصاعب الحياة الاقتصادية، يضاف إلى ذلك ضمور المحصول عند البعض جراء نقص مياه الري، فضلًا عن تعرض بعض المحاصيل للسرقة.

للحصول على المال

عبد الكريم (55 عامًا) يمتلك مزرعة زيتون بمساحة خمسة دونمات، قال لعنب بلدي، إنه رغم قناعته أن موسم الزيتون سيكون أكثر نضوجًا ووزنًا في موعد حصاده، فإن الضائقة المالية التي يعانيها، وحاجته إلى المال لمستلزمات مستحقة، منها تجهيز أبنائه للمدرسة، وصناعة المؤونة، وغيرها من المتطلبات، دفعته لجني المحصول مبكرًا لبيعه.

باع عبد الكريم كيلو الزيتون في السوق المحلية بسعر 2500 ليرة من صنف “استنبولي”، و3500 ليرة للكيلو الواحد من صنف “أبو شوكة”.

وأكد المزارع أن إنتاجية الموسم تكون أفضل في موعد حصاده المعتاد، وأن جنيه بهذا التوقيت يؤثر على كميات زيت الزيتون هذا العام.

عدم القدرة على السقاية

وجد المزارع حسين (45 عامًا) جني المحصول حاليًا أفضل من جنيه بعد فترة، لعدم قدرته على سقاية محصوله صيفًا، وذلك بعد جفاف الينابيع العذبة و الآبار في ريف درعا الغربي.

وأضاف حسين، الذي يمتلك عشرة دونمات مزروعة بالزيتون، أنه قرر جني محصوله، لأن الثمرة بدأت تتعرض للضمور، لقلة مياه الري.

وكان لدى حسين بئر تعمل على الطاقة الشمسية، إلا أنها جفت مطلع هذا الصيف، فتوقف عن سقاية محصوله، كما أسهم انتشار الآبار العشوائية في جفاف الينابيع، وهي المصدر الرئيس، سابقًا، لمياه الشرب والري معًا.

وقدّر مدير الموارد المائية بدرعا، منير العودة، في وقت سابق، عدد الآبار المخالفة في محافظة درعا بنحو أربعة آلاف بئر، أسهمت في جفاف 13 نبعًا في المحافظة.

مخاوف من سرقته

دفع غلاء أسعار مبيع الزيتون في الأسواق المحلية بعض اللصوص لسرقة المحاصيل وبيعها.

أحمد (36 عامًا) من سكان ريف درعا الغربي، يمتلك عشرة دونمات من محصول الزيتون، قال لعنب بلدي، إن جزءًا من محصوله تعرض للسرقة أكثر من مرة، ما تسبب بخسارته، ودفعه لجني المحصول مبكرًا لتفادي المزيد من الخسارة.

ولحماية المحصول من السرقة عدة حلول، لكن المزارع أحمد اعتبرها مكلفة، إذ يحتاج توظيف ناطور إلى أجرة تصل لنحو 300 ألف ليرة سورية شهريًا.

وقدّرت مديرية زراعة درعا إنتاج 19 ألفًا و423 طن زيتون لهذا العام، إذ قال رئيس دائرة الإنتاج النباتي في المديرية، وائل الأحمد، إن المساحة الإجمالية المزروعة بالزيتون في محافظة درعا بلغت نحو 22 ألفًا و902 هكتار، كما بلغ عدد أشجار الزيتون أربعة ملايين و 716 شجرة موزعة على جميع مناطق درعا.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة