بيئة طاردة جراء المناهج وضعف البنية التحتية

مدرستان لثلاثة آلاف طالب وتعليم بـ”الفوج” بمخيم “رأس العين” 

tag icon ع ع ع

الحسكة – مجد السالم

يشتكي نازحون مقيمون في مخيم “رأس العين”، شمال غرب الحسكة، من واقع العملية التعليمية داخل المخيم، حيث تسيطر “الإدارة الذاتية” لشمال شرقي سوريا.

وبحسب معلومات حصلت عليها عنب بلدي من مصدر بمنظمة عاملة في المخيم بمجال دعم التعليم، يضم المخيم نحو 11 ألف نازح من بلدة رأس العين والقرى المحيطة بها، بالإضافة إلى نازحين من منطقة أبو راسين وبلدة تل تمر، كما يوجد فيه نحو 3000 طالب وطالبة من مختلف المراحل التعليمية الابتدائية والإعدادية والثانوية.

وبحسب المصدر، تصطدم العملية التعليمية ضمن المخيم بالعديد من الصعوبات، أهمها سيطرة جهة واحدة على قطاع التعليم هي “الإدارة الذاتية”، إذ يرفض الكثير من النازحين إرسال أبنائهم للدراسة وفق مناهج “الإدارة”، بغياب البدائل.

وفي ظل الظروف المعيشية الصعبة لقاطني المخيم، لا يمكن لمعظم الأهالي تعليم أطفالهم عبر “دروس خصوصية” خارج إطار المنهاج الذي تفرضه “الإدارة”، ما يدفع العديد منهم لعدم تعليم أولادهم.

ساعتان لكل صف في اليوم

وقال المصدر لعنب بلدي، إن قلة الصفوف هي سبب آخر لسوء العملية التعليمية في المخيم، إذ توجد مدرستان فقط، وهما عبارة عن صفوف مسبقة الصنع، ونتيجة لذلك، أصبح دوام المدرسة وفق نظام “الشفتات” أو “الأفواج”، ساعتان لكل صف فقط على مدار اليوم، وهو وقت قليل لتعليم مناهج تتضمن الرياضيات والفيزياء والكيمياء واللغات وغيرها.

وأضاف المصدر أن هناك أسبابًا أخرى لضعف القطاع التعليمي، تتعلق بالمكان وتجهيز الصفوف “السيئ”، فالمكان الذي وُضعت فيه الصفوف غير آمن، ويسبب إصابات وجروح جسدية للطلبة، خصوصًا الجدد (الصف الأول)، إذ وُضعت الغرف على أرضية من الحجر الصغير المكسر الذي تحوّل إلى أداة مؤذية “بيد الطلبة المشاغبين” بعد تسببهم بجروح للعديد من زملائهم.

وفي الوقت الحالي، يوجد مكانان فقط داخل المخيم للتعليم، أُنشئا بدعم من “إقليم شمال العراق”، في حين تعاني القطاعات البعيدة في المخيم كـ”القطاع D” من بعد مكان التعليم، وصعوبة إحضار الأطفال، نتيجة وعورة طرق المخيم وصعوبة سير الأطفال فيها.

المهنة “أجدى” من التعليم

عبد الله الشيخ (45 عامًا)، نازح من ريف رأس العين ويقطن في المخيم، قال في اتصال هاتفي مع عنب بلدي، إنه يمتنع عن إرسال ابنه للتعليم، “لعدم جدوى العملية التعليمة الحالية” برأيه.

وأضاف عبد الله أنه يواجه صعوبات مادية أجبرته أيضًا على إرسال ابنه للعمل في إحدى ورشات صيانة وإصلاح السيارات والدراجات النارية بالمخيم، لمساعدته على المصروف، وتعليم طفله “مهنة جيدة في المستقبل”.

وبحسب عبد الله، يعلّم معظم أهالي المخيم أولادهم ممن هم في سن ابنه ذي الـ14 عامًا مهنة يمتهنونها داخل أو خارج المخيم.

بينما وصف عبد الله الشيخ دور المنظمات العاملة في المخيم بـ”الضعيف”، وأنها لا تساعد العوائل الفقيرة في تأمين الاحتياجات الضرورية للعملية التعليمية من قرطاسية وحقائب وغيرهما، أو تأمين معونة للأهل كي لا يجبروا على تشغيل أطفالهم لتأمين “قوت يومهم”.

من جانبها، نقلت وكالة أنباء “هاوار” المقربة من “الإدارة الذاتية”، في 17 من أيلول الماضي، نية “المجمع التربوي” في المخيم زيادة عدد المدارس خلال العام الدراسي الجديد، لحل مشكلة “الاكتظاظ”، وهو ما لم يحدث حتى الآن.



English version of the article

مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة