ما حقيقة حصار القوات الأمريكية “مغاوير الثورة” في التنف

camera iconاجتماع بين قائد "مغاوير الثورة" فريد القاسم، وضباط من الفصيل- 4 من تشرين الأول 2022 (مغاوير الثورة/ فيس بوك)

tag icon ع ع ع

تحدثت وسائل إعلام سورية عن حصار قوات التحالف الدولي مقار تابعة لـ”جيش مغاوير الثورة” داخل قاعدة “التنف” العسكرية جنوب شرقي سوريا، إثر اعتراض قياديين من الفصيل على قرار التحالف بتعيين قائد جديد للفصيل المحلي.

وتواردت الأنباء، مساء الاثنين 4 من تشرين الأول، عن تحليق لطيران التحالف الدولي فوق مقار الفصيل في منطقة الـ”55 كيلومترًا”، مع مطالبة الرافضين لقرار التعيين بمغادرة القاعدة سيرًا على الأقدام.

ونفت مصادر متقاطعة لعنب بلدي الأخبار المتداولة عن توتر داخل “التنف” الواقعة على المثلث الحدودي بين العراق وسوريا والأردن.

مقاتل في “مغاوير الثورة”، يقيم في إحدى نقاط الفصيل العسكرية داخل “التنف”، قال لعنب بلدي، إنه بالتزامن مع الأنباء عن توتر داخل القاعدة، عُقدت اجتماعات روتينية لقياديي الفصيل، نافيًا أي تحرك أمني أو عسكري للتحالف داخل القاعدة.

وأشار المصدر (تحفظ على اسمه لأسباب أمنية) إلى أن حالة رفض لقائد الفصيل الجديد، فريد القاسم، شهدتها المنطقة مع الإعلان عن تعيينه قائدًا جديدًا، إلا أن الأمر لم يتجاوز مرحلة الاعتراض والبيانات.

محمد درباس الخالدي، وهو أحد منظمي الاعتصام المعارض لتعيين فريد القاسم قائدًا لـ”مغاوير الثورة”، قال لعنب بلدي، إن القادة العسكريين في الفصيل وافقوا، الاثنين، بحضور ضباط من التحالف على تشكيل مجلس عسكري يقوده فريد القاسم.

ونفى الخالدي الأخبار المتداولة عن طلب التحالف لقوات “مغاوير الثورة” تسليم سلاحهم، أو مغادرتهم للقاعدة.

وأضاف أن اعتصام المدنيين داخل “التنف” منع الاقتتال بين العسكريين، في حين انتهى الاعتصام، مساء الاثنين، والتحق العناصر المشاركون في الاعتصام بمقارهم العسكرية بعد التوصل لاتفاق.

وخلال المفاوضات الأخيرة، قدم التحالف الدولي وعودًا بإعادة فتح معبر “الوليد” مع الأردن لإدخال المساعدات الإنسانية إلى مخيم “الركبان”.

وتزامنًا مع الحديث عن توتر في “التنف”، نشر “مغاوير الثورة” عبر صفحته الرسمية في “فيس بوك” صورًا من اجتماع بين النقيب فريد القاسم، وقياديين من الفصيل خلال تسلّمه لمهامه كقائد عام لـ”مغاوير الثورة”.

بيانات محذوفة

أدى عزل قائد فصيل “مغاوير الثورة”، المدعوم من قبل التحالف الدولي والمتمركز في قاعدة “التنف”، إلى خلاف ظهر إلى العلن خلال الأيام القليلة الماضية على شكل بيانات واحتجاجات.

ونشر “مغاوير الثورة” عبر “فيس بوك” بيانًا للرأي العام، الأحد الماضي، بعد أسبوع على عزل العميد مهند الطلاع، عبّر عن رفض الفصيل لما أسماه “تدخلًا خارجيًا في تعيين قادة الفصيل السوري”.

بيان الفصيل رفض بشكل قاطع تعيين محمد فريد القاسم، وهو قائد “لواء شهداء القريتين” سابقًا، بدلًا عن الطلاع، لقيادة “مغاوير الثورة”، كونه “ليس من ضباط أو منتسبي الفصيل”.

وعقب ساعات على صدور البيان، حذف حساب “مغاوير الثورة” البيان من معرفاته الرسمية دون توضيحات.

تغريدة- مغاوير الثورة

وكان التحالف الدولي لمحاربة تنظيم “الدولة الإسلامية” عيّن قائدًا جديدًا لفصيل “مغاوير الثورة” وعزل قائده القديم بعد سفره إلى تركيا، بحسب ما قاله عضو المكتب الإعلامي لـ”مغاوير الثورة” أحمد الخضر، في حديث سابق لعنب بلدي.

واستبدل قرار التحالف محمد فريد القاسم، وهو قائد “لواء شهداء القريتين”، بالطلاع لقيادة “مغاوير الثورة”، بحسب الخضر.

بينما أصدر المجلس العسكري لـ”مغاوير الثورة” بيانًا مصوّرًا ظهرت فيه مجموعة من ضباط الفصيل، عبّروا عن رفضهم لعزل الطلاع من قبل التحالف بطريقة “لا تليق بالتعامل كشركاء”، بحسب البيان.

وحاولت عنب بلدي التواصل مع المكتب الإعلامي لـ”مغاوير الثورة” إلا أنها لم تحصل على أي رد من جانب الفصيل حتى لحظة تحرير هذا الخبر.

من فريد القاسم؟

النقيب فريد القاسم هو عسكري منشق عن قوات النظام السوري، وينحدر من مدينة القريتين شرقي محافظة حمص، وفي عام 2014 تولى قيادة “لواء شهداء القريتين”، المنضوي تحت راية “الجيش السوري الحر” حينذاك.

القاسم حمل العديد من الألقاب خلال عمله في صفوف المعارضة السورية، إذ عُرف باسم “فريد الساعاتي”، كما كُنّي بـ”أبو حسام قريتين” أيضًا.

وسبق أن اعتقلت قوات النظام السوري القاسم، في أواخر عام 2011، وأفرجت عنه عام 2014 بموجب صفقة لتبادل الأسرى والمعتقلين مع فصائل المعارضة، التي كان يعمل بها شقيق فريد، طارق الساعاتي الملقب بـ”تكتك”.

علاقة القاسم بالتحالف الدولي سبق وشابها التوتر، إذ أعلنت قوات التحالف في وقت سابق، عن إيقاف دعمها لـ”شهداء القريتين” بسبب عدم الالتزام بمحاربة تنظيم “الدولة” واستهدافهم مواقع لقوات النظام السوري.

ويضم “شهداء القريتين” حوالي 80 مقاتلًا، ينحدرون من بلدة القريتين في ريف حمص الشرقي، التي سيطر عليها تنظيم “الدولة”، ثم النظام السوري نهاية عام 2016، ما ترك معظم سكانها مهجرين خارجها.

وفي 5 من شباط الماضي، أعلنت وزارة الدفاع الروسية عن “رصد وتحييد مجموعة إرهابيين من جماعة (لواء شهداء القريتين)”، خلال دوريات جوية في سوريا بمنطقة التنف شرقي حمص.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة