بيان منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة «الفــاو» – الصراع في سوريا ألحق ضررًا كبيرًا بقطاعها الزراعي

no image
tag icon ع ع ع

جريدة عنب بلدي – العدد 49 – الأحد – 27-1-2013

15

 

أصدرت منظمة الفاو للأغذية والزراعة الأربعاء 23 كانون الثاني بيانًا حول وضع القطاع الزراعي ومستوى النقص الحاصل في أهم المحاصيل الزراعية في سوريا، وذلك بعد زيارة استمرت لمدة أربعة أيام خلال الفترة بين 18 إلى 22 من الشهر الجاري.

وجاء في نص البيان أن القطاع الزراعي يعتبر من بين أكثر القطاعات الاقتصادية تضررًا نتيجة الصراع الممتد على جميع أرجاء البلد في سوريا. فقد أصيبت البنية التحية للقطاع الزراعي بأضرار ودمار شديد في الطرق ونظم الري. وقالت «الفاو» إن المزارعين يناضلون للحصول على البذور والأسمدة وإن مياه الري شحيحة نظرًا للدمار الذي لحق بالترع والمضخات.

أوضح البيان أن انعدام عامل الأمن وعدم الاستقرار تسبب في تشكيل خطورة وصعوبة كبيرة للمزارعين في الوصول إلى أراضيهم لجني المحاصيل الزراعية ونقلها إلى الأسواق. حيث صرحت منظمة «الفاو» أن نسبة 45% فقط من المزارعين قادرين على الوصول إلى أراضيهم وجني المحاصيل الزراعية. ونتيجة لذلك فقد تراجع إنتاج أهم المحاصيل الاستراتيجية من القمح والشعير إلى 2 مليون طن في العام الماضي 2012  بعد أن كان إنتاج سوريا من القمح والشعير يتراوح بين 4 ملايين و 4.5 مليون طن سنويًا، أي أن إنتاج المحصول الاستراتيجي تراجع بمقدار النصف خلال عام. لم يكن حظ الخضراوات والفواكه وإنتاج الزيوت بأفضل حالاً، إذ تراجع إنتاجها بنسبة 60%. أما على صعيد الثروة الحيوانية فهي مهددة بخطر الزوال بسبب النقص الحاد في الأعلاف والأدوية البيطرية وخاصة مع انعدام إمكانية الإعتماد على المراعي كوسيلة لتغذية الحيوانات بسبب القصف والمعارك اليومية الدائرة بشكل خاص في المناطق الريفية. وتعتبر الزراعة المورد الأساسي لسكان الأرياف التي تشكل 46% من سكان سوريا.

أما إذا نظرنا على تأثير انخفاض الإنتاج الزراعي على الأسعار، فيمكن قراءتها من خلال قرارات الحكومة السورية برفع أسعار القمح والدقيق إلى جانب رفع أسعار المشتقات النفطية يوم الجمعة 18 كانون الثاني بمقدار 40% لمادة المازوت و 9% بالنسبة لمادة البنزين الممتاز. فقد أصدرت الحكومة قرارًا بزيادة سعر الطن الواحد من القمح القياسي من 26155 ليرة سورية إلى 27460 ليرة أي بمعدل زيادة 5%.

مع استمرار الأزمة في سوريا والدمار الكبير في البنى التحتية وانعدام حالة الأمن والاستقرار وعدم مقدرة الفلاحين على الوصول إلى مزارعهم، فما هي التوقعات التي تهدد الأمن الغذائي للشعب السوري؟! وما هي خطط الأمم المتحدة ومنظمة الأغذية والزراعة «الفاو» لإنقاذ الأطفال والنساء والرجال من مجاعة محتملة ومتوقعة؟!

كل هذه الاسئلة المطروحة هي برسم المجتمع الدولي وضمير الإنسانية لإنقاذ  أطفال سوريا وشعبها من موت محتمل ليس بسبب الرصاص والبارود وإنما بسبب الجوع والعطش.

 




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة