“أشعار خارجة عن القانون”.. رسائل نزار الجريئة

tag icon ع ع ع

في ديوانه “أشعار خارجة عن القانون” الصادر عام 1972، يقدّم الشاعر السوري الراحل نزار قباني مضمونًا مخالفًا تمامًا لما يوحي به العنوان بالمعنى الحرفي، قبل تحديد القانون المقصود.

وبعد قراءة القصائد الـ31 المنشورة في الديوان، يبدو واضحًا للقارئ أن ليس فيها ما يعكّر صفو السلطة، مقارنة بقصائد أخرى لقباني أشد وضوحًا، يتجلى بها نقد السلطة ومهاجمتها من الأعلى إلى الأسفل، أو من الأسفل الأعلى.

إن قانونًا آخر تخرج عنه تلك القصائد وترفضه وتكفر به، وهو أقرب لقانون المجتمع والعرف والتقليد ربما، وهذا ما يبدو منذ بداية الديوان، في قصيدة “محاكمة غير شرعية”، التي جاء في نصها: “فإن الحب تحكمه سيوف الانكشارية، ولا تستغربي أبدًا إذا اغتالوا أزاهيري، فهذا العصر يؤمن بالأزاهير الصناعية”.

ورغم الطعم اللاذع للعنوان، فإن الجانب العاطفي يغلب على المضمون، حتى إن العديد من القصائد كانت مادة دسمة ومغرية لتحويلها إلى أغنيات لا تزال حاضرة على مسارح العالم، بصوت المغني العراقي كاظم الساهر، وهي “زيديني عشقًا”، و”التحديات”، و”تهويمة صوفية لتكوين امرأة”، وجاءت كأغنية باسم “لو لم تكوني أنت في حياتي”، إلى جانب “الشجرة”، التي حملت كأغنية اسم “كوني امرأة”.

في الديوان خروج عن اللغة الشعبية أو اللغة المقبولة اجتماعيًا لدى الجميع، على اعتبار أن نزار قباني يستحضر الجسد، وطقوس الحب، وأعضاء الجسد، والصور الجريئة لنقل رسائله، ما يعني خروجًا آخر عن اللغة نفسها، لا اللغة المجردة، لكن على الأقل لغة نزار قباني في ديوان آخر، أو دواوين سابقة، وربما لاحقة، لا تحضر بها جرأة المحتوى نسبيًا، مقارنة بـ”أشعار خارجة عن القانون”.

وفي قصيدة “فشلت جميع محاولاتي”، يقول نزار قباني: “أنا لست أضمن طقسي النفسي بعد دقيقتين، فلربما، تتبخر الأنهار في عينيك، بعد دقيقتين، ولربما تتيبّس الأشجار في شفتي، بعد دقيقتين، ولربما يتغير التاريخ بعد دقيقتين، ونعود في خفي حنين”.

“أشعار خارجة عن القانون” الديوان الـ12 لنزار قباني، وكان الإصدار الوحيد عام 1972، بعد توقف سنتين، أصدر قبلهما عام 1970 “قصائد متوحشة” و”كتاب الحب” و”مئة رسالة حب”، كما توقف بعده ست سنوات قبل أن يعود ويصدر ثلاثة دواوين شعرية عام 1978.

نزار قباني شاعر ودبلوماسي سوري ولد في 21 من آذار 1923، في حي مئذنة الشحم بدمشق، وتوفي في 30 من نيسان 1998، ليترك بين التاريخين 36 ديوانًا شعريًا، و12 كتابًا نثريًا، بما فيها كتاب يروي السيرة الذاتية لقباني باسم “من أوراقي المجهولة”، إلى جانب مسرحية بعنوان “جمهورية جنونستان”، ومئات الأغنيات المطبوعة على شفاه كبار مطربي الأغنية العربية.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة