شكاوى من قلة الدعم ولوائح العقوبات

محاولات تنظيم كرة القدم بإدلب لا تلقى “آذانًا صاغية”

camera iconشخصيات في الاتحاد السوري "الحر" لكرة القدم خلال اجتماع مع ممثلي الأندية في إدلب- 1 من تشرين الأول 2022 (عنب بلدي/ أنس الخولي)

tag icon ع ع ع

عنب بلدي – إدلب

يشهد قطاع الرياضة في مدينة إدلب محاولات لتنظيمه والنهوض به إلى مستويات أعلى، خصوصًا فيما يتعلق بمنافسات كرة القدم، من تنظيم بطولات وتهيئة البيئة المناسبة لتوسعة النشاط الرياضي.

جهود مديريات وهيئات وكيانات وأندية رياضية تتخللها الكثير من المشكلات، ولا تخلو من عقبات تعترض طريقها، وتقف عائقًا أمام أداء الأندية، وأمام القطاع ككل.

مؤتمر نقاش ومقترحات

مديرية “الرياضة والشباب- الاتحاد السوري لكرة القدم” التابعة لحكومة “الإنقاذ” العاملة في مدينة إدلب، عقدت، في 1 من تشرين الأول الحالي، المؤتمر العام لموسم 2022- 2023، بمشاركة ممثلي الأندية في المنطقة.

تضمّن المؤتمر طرحًا للخطة السنوية للاتحاد، ورزنامة دوري كرة القدم لأندية الدرجة الأولى والثانية والثالثة، التي يصل عددها إلى حوالي 40 ناديًا، وتحديد الفئات العمرية للمنافسات، وبطولة الكأس التي يطلق عليها “كأس الشهداء”.

رئيس اتحاد كرة القدم في إدلب، فراس تيت، قال لعنب بلدي، إن المؤتمر يعتبر نقاشًا وديًا بين الاتحاد ومندوبي الأندية، وزّع خلاله الاتحاد لوائح انضباط ونظامًا داخليًا ولائحة المسابقات، وتلقى ملاحظات ومقترحات من مندوبي الأندية، ستتم مناقشتها ودراستها لاحقًا من قبل الاتحاد.

واستغرقت دراسة لوائح الانضباط ورزنامة العمل أكثر من شهرين، غايتها تفادي الأخطاء السابقة، وتنظيم العمل الكروي وتخفيض المخالفات المرتكبة من الأندية، وفق تيت.

رئيس نادي كفر دريان، محمد صبحي جواد، أوضح لعنب بلدي أن المؤتمر كان فرصة لنقل هموم ومشكلات الأندية، وأن بعض مندوبي الأندية طرحوا تحفظات واعتراضات تجاه قوانين ولوائح وُضعت على طاولة الاتحاد الذي أبدى مرونة بمناقشتها، وأطلق وعودًا بدراستها والنظر فيها بشكل يرضي جميع الأطراف.

تمحورت أبرز الاعتراضات حول تحديد الفئات العمرية للأندية، وتخفيف بعض العقوبات في لوائح الانضباط، وطلب تأجيل موعد انطلاق الدوري خصوصًا في منافسات الدرجة الثانية.

الدعم المادي “معدوم”

رغم الجهود التنظيمية في القطاع، تعترض منافسات كرة القدم مشكلات تؤثر على عمل الأندية وعطائها داخل المستطيل الأخضر.

ويبلغ عدد أندية الدرجة الأولى 14 ناديًا، والدرجة الثانية 12 ناديًا، والدرجة الثالثة 16 ناديًا قابلًا للزيادة، كون فترة تثبيت أسماء أندية جديدة مستمرة من قبل الاتحاد.

رئيس نادي كفر دريان، محمد صبحي جواد، قال إن قلة الدعم المادي هي أبرز المشكلات التي تعانيها الأندية، نافيًا وجود أي تسهيلات أو مساعدة مادية من قبل الجهات المعنية، سواء من اتحاد رياضي أو من حكومة “الإنقاذ”.

وأضاف جواد أن الدعم المادي غائب عن الأندية في أبسط المجالات، سواء من بدل تنقل للأندية، أو بدل تحكيم أو تجهيزات، لافتًا إلى أن الأندية قدمت مطالبها للاتحاد، والأخير وعد بتقديمها لـ”الإنقاذ”.

ويتفق رئيس نادي أريحا، مهند خرفان، مع جواد في أن مشكلة قلة الدعم المادي هي أكبر عقبة أمام الأندية، مشيرًا إلى أن الاتحاد نفسه بحاجة لدعم مادي كي يرقى بالمنظومة الرياضية أيضًا.

من جهته، أوضح فراس تيت أن الدعم المادي ليس بيد الاتحاد الذي يمتلك خططًا ومقترحات عديدة، لكنها لا تلقى آذانًا صاغية من قبل الحكومة.

ومن أحد المقترحات التي طرحها تيت، أن تقع مسؤولية الدعم المادي لكل نادٍ على المجلس المحلي النشط في منطقة النادي، لكن الموضوع يحتاج إلى موافقة حكومية وإلى قرار نافذ.

“خطة أولية”

شهد قطاع الرياضة في مناطق سيطرة “الإنقاذ” تطورًا وخصوصًا على صعيد المنشآت الرياضية، في حين يقتصر الدعم المادي من قبلها للأندية على بعض الجوانب لأندية الدرجة الأولى، ويغيب عن أندية الدرجة الثانية والثالثة، وسط مطالب تكررت عبر سنوات.

تصاعدت مطالب الأندية، خصوصًا بعد أن أعادت حكومة “الإنقاذ”، التي تسيطر على محافظة إدلب وجزء من ريف حلب الغربي وريف اللاذقية وسهل الغاب، شمال غربي حماة، متمثلة بمديرية “الرياضة والشباب”، تأهيل الملعب “البلدي” بإدلب في آب الماضي، بتكلفة وصلت إلى 225 ألف دولار أمريكي.

مسؤول التنظيم في مديرية “الرياضة والشباب”، محمد سباعي، قال لعنب بلدي، إن إدارة المديرية سعت لتطوير القطاع الرياضي ودعم الأندية الرياضية، ويوجد توجه منها لدعم الأندية ضمن خطة مقسمة على مراحل.

وأضاف سباعي أن الخطة بدأت بدعم أجور تحكيم مباريات أندية الدرجة الأولى كخطوة أولية، ثم توجّهت المديرية لترميم المنشآت وتحسين أوضاع البنى التحتية.

وأوضح سباعي أن المديرية ستعمل في مراحل لاحقة على زيادة دعم الأندية وفق خطة مستقبلية ترقى بالأندية إلى المستوى المطلوب.

وسط ظروف صعبة ونقص في الخدمات بمناطق الشمال السوري بشكل عام، وقطاع الرياضة بشكل خاص، لا تزال الجهود قاصرة عن تلبية متطلبات الأندية وتطوير الرياضة، وتفادي الأخطاء السابقة.



English version of the article

مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة