“DART” واحد من أبحاثها.. ما الدفاع الكوكبي؟

camera icon"DART"مسبار "وكويكب "ديمورفوس " - (تعبيرية - ناسا)

tag icon ع ع ع

من على بعد 11 مليون كيلومتر عن كوكب الأرض، استطاعت وكالة الفضاء الأمريكية (ناسا) عبر المسبار “DART”، إصابة الكويكب “ديمورفوس”، كأول اختبار عملي ناجح في مجال الدفاع الكوكبي.

ويعرّف مصطلح الدفاع الكوكبي، بحسب “ناسا”، بأنه جميع القدرات اللازمة لاكتشاف احتمالية اصطدام الكويكبات أو المذنبات بالأرض والتحذير منه، ثم إما منعه وإما التخفيف من آثاره المحتملة.

وأول خطوة في تقنية الدفاع الكوكبي هي اكتشاف التهديد المحتمل لكوكب الأرض، إذ إن نظامنا الشمسي مليء بالكويكبات والمذنبات، وأحيانًا يقترب بعضها من كوكبنا الأزرق.

ويطلق على الكويكب أو المذنب الذي يقترب من الأرض بمسافة تقل عن 30 مليون ميل، اسم الجسم القريب من الأرض (NEO)، في حين تبدأ “ناسا” بمراقبة الأجسام التي تقترب من كوكبنا بمسافة أقل من خمسة ملايين ميل.

وتعتبر المسافة التي حددتها “ناسا” لمراقبة الأجسام ليست بالقليلة، إذ يبعد القمر عن كوكبنا مسافة 238 ألفًا و900 ميل.

ولدى برنامج “NEO” العديد من “التلسكوبات” الأرضية والفضائية للبحث عن الأجسام القريبة من الأرض، وتحديد مداراتها، وقياس خصائصها الفيزيائية، حيث يعتبر أي جسم عرضه أكبر من 140 مترًا مربعًا (بحجم ملعب كرة قدم صغير) من الأجسام التي تشكّل خطورة.

ووفقًا لـ”ناسا”، لا يوجد أي كويكب من الأجسام الخطيرة لديه فرصة كبيرة للاصطدام بالأرض على مدار المئة عام المقبلة، إلا أنه وجد أقل من 125 ألف جسم من الأجسام القريبة من الأرض، والتي تعد من الأجسام ذات الحجم الخطر.

ويوجد لدى “ناسا” قسم خاص للدفاع الكوكبي، يسمى مكتب تنسيق الدفاع الكوكبي (PDCO)، الذي يعمل على مراقبة الكويكبات والمذنبات التي تقترب من الأرض، والتحذير من أي اصطدامات محتملة.

كما يعمل على دراسة استراتيجيات وتقنيات التخفيف من آثار الأجسام الخطرة القريبة من الأرض، ابتداء من الفضاء ووصولًا إلى الأرض.

أول تجربة عملية ناجحة

في محاولة لتغيير مسار كويكب، أطلقت “ناسا” مهمة مسبار “DART”، اختصارًا لـ”Double Asteroid Redirection Test”، أي اختبار إعادة توجيه الكويكب المزدوج، وذلك منذ 24 من تشرين الثاني 2021.

ونجحت المركبة المرسلة في الاصطدام بنجاح بكويكب “ديمورفوس” بسرعة تصل إلى 14 ألف ميل في الساعة، لكنها لا تزال تنتظر بيانات “التلسكوبات” الأرضية من التجربة.

“ديمورفوس”، كويكب قمري صغير قطره 160 مترًا، يدور حول كويكب أكبر يبلغ قطره 780 مترًا، يسمى “ديديموس”، في حين لا يشكّل أي من الكويكبين أي تهديد للأرض.

وبرز اهتمام الوكالة بمجال الدفاع الكوكبي منذ مدة طويلة بعد مراقبة كويكبات ومذنبات تصطدم بكواكب مجاورة في المنظومة الشمسية، كما حدث مع المشتري عام 1994، والمريخ.

وصُورت العديد من الأفلام والوثائقيات لفكرة اصطدام مذنب بالأرض، أحدثها فيلم “لا تنظر إلى الأعلى” (Don’t look up)، الذي صدر في نهاية 2021 على منصة “نتفليكس”.

 https://www.youtube.com/watch?v=bfqVqOl9S9w

استطاعت المركبة الفضائية، البالغ وزنها 570 كيلوغرامًا، تحديد مسارها والارتطام بالكويكب المستهدف، عن طريق كاميرا استطلاعية للملاحة البصرية، مع نظام توجيه وملاحة وتحكم متطور، يعمل وفق خوارزميات التنقل في الوقت الآني (Real Time)، وهو ما مكّنها من التعرف إلى الكويكبات وتمييزها.

وخلال أربع سنوات، سيجري مشروع “هيرا” التابع لوكالة الفضاء الأوروبية مسوحات تفصيلية لكل من “ديمورفوس” و”ديديموس”، مع التركيز بشكل خاص على الحفرة التي خلّفها تصادم “DART” والقياس الدقيق لكتلة “ديمورفوس”.

وعلى الرغم من أن التهديد من اصطدام الكويكبات بالأرض ضئيل، فإنه يمثّل تهديدًا واقعيًا، مثل اصطدام الكويكب “Chicxulub” الهائل الذي يُنسب إليه السبب في انقراض الديناصورات قبل 65 مليون سنة.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة