رجل الأعمال اللبناني أمين مكرزل يقتحم سوق الفنادق السورية

افتتح رئيس حكومة النظام السوري، حسين عرنوس، مساء الثلاثاء 11 من تشرين الأول، فندق “غولدن مزة” الواقع على أوتوستراد المزة في العاصمة دمشق، بسويّة خمسة نجوم، بإدارة شركة “فلامينجو هوسبيتاليتي” المالكة لسلسلة فنادق في عدد من الدول.

افتتاح الفندق الذي أُقيم كاستثمار لفندق تابع لـ”نقابة المعلمين” في منطقة مزة فيلات شرقية، تضمّن رفع الستار الذي كتب خلفه أن افتتاح الفندق كان “برعاية السيد الرئيس بشار الأسد”، دون ذكر اسم الجهة المستثمرة بشكل صريح.

وبحسب حديث وزير السياحة، محمد رامي مرتيني، لصحيفة “الثورة” الحكومية، بلغت التكلفة الاستثمارية للفندق 36 مليار ليرة سورية، موضحًا أنه تم الاتفاق على أن تحصل نقابة المعلمين المركزية (صندوق تقاعد المعلمين) على 10.5% من إيراداته، وبحد أدنى مليار و50 مليون ليرة سورية تسدد سنويًا للنقابة، بحسب المبلغ الأكبر بينهما.

يتألف الفندق الجديد من 111 غرفة وجناحًا، مقسمة على مستويين “ديلوكس” و”رجال أعمال”، وعشرة مطاعم وبارات باختصاصات متنوعة، بالإضافة إلى مسبح وصالة رياضية وقاعة حفلات، وثلاث قاعات للاجتماعات والمناسبات المختلفة إحداها مسرح.

من مستثمر الفندق؟

يظهر الموقع الرسمي لفندق “غولدن مزة” ارتباط اسم الفندق باسم شركة “فلامنجو لإدارة الفنادق” (Flamingo Hotel Management and Consulting)، بينما قالت وسائل الإعلام المقربة من النظام، إن الشركة تقوم على إدارة الفندق فقط، دون أن تذكر أنها الجهة المستثمرة.

وفي آذار 2019، أصدرت وزارة السياحة رخصة توظيف سياحية معدلة للفندق نفسه، الذي يعود في ملكيته لصندوق التكافل الاجتماعي التابع لـ”نقابة المعلمين”، ولكن بسويّة أربعة نجوم.

وتضمن إعلان الوزارة، أن الشركة التي ستستثمر الفندق هي شركة “ماوية للاستثمارات السياحية المحدودة المسؤولية”، وبإدارة شركة “Golden Tulip”، وكانت تبلغ تكلفته الاستثمارية حينها ألفًا و600 مليار ليرة سورية.

في حزيران 2015، صدّقت وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك في حكومة النظام السوري، على تأسيس شركة “ماوية” للاستثمارات السياحية المحدودة المسؤولية بدمشق، برأسمال تأسيسي قدره أربعة ملايين ليرة سورية. وبحسب قرار التأسيس، غاية الشركة إقامة واستثمار وتشغيل المنشآت السياحية، والاستيراد والتصدير والتوزيع لكافة المواد المسموح بها، عدا بناء المساكن وبيعها، أو الاتجار بها. ووفقًا للقرار، فإن مؤسسي الشركة هم منذر رامي نزهة، ومجيد رامي نزهة، ومرهف رامي نزهة، ومنى رامي نزهة، لكل منهم نسبة 25% فيها.

عنب بلدي بحثت عن شركتي “Golden Tulip” و”فلامينجو”، وتبيّن أن مالكهما شخص واحد، وهو رجل الأعمال اللبناني الجنسية المقيم في الإمارات أمين إلياس مكرزل.

نائب رئيس شركة “فلامينجو هوسبيتاليتي”، بول دياب، قال في تصريح صحفي خلال افتتاح فندق “غولدن مزة”، الثلاثاء، “نفتخر بافتتاح أول فنادق (فلامينجو) في سوريا بقلب العاصمة دمشق”، مشيرًا إلى أن الشركة تعمل على افتتاح فنادق أخرى في دمشق والمدن السورية الأخرى، على حد قوله.

وأوضح دياب أن الشركة اختارت سوريا لـ”ثقتها مع مالكي الفندق بعودة السياحة والحياة إليها في المستقبل القريب”.

وزير السياحة قال في حديث لصحيفة “الوطن“، إنه سيتم مطلع العام المقبل الافتتاح التجريبي لفندق “سميراميس”، مضيفًا أن الفندق قيد الترميم حاليًا، وتعود ملكيته لمؤسسة الخط الحديدي الحجازي، بإيرادات سنوية تصل إلى مليار ليرة سورية.

وأوضح مرتيني أن الجهة المستثمرة لفندق “سميراميس” هي نفس الشركة المستثمرة لفندق “غولدن مزة”، وبذات آلية الاستثمار.

وأضاف الوزير أن إدارة فندق “غولدن مزة” ستكون “شركة دولية، بمدير عام فرنسي” دون أن يذكر اسمه.

من أمين مكرزل؟

أمين إلياس مكرزل، هو رجل أعمال لبناني الجنسية، من مواليد 1954، يقيم بين الإمارات ولبنان، ويعد مؤسس ورئيس شركة “فلامينجو لإدارة الفنادق” منذ عام 1998 في الإمارات.

يمتلك مكرزل خبرة لنحو 43 عامًا في مجال الفنادق والمطاعم، حاصل على دكتوراه في إدارة الفنادق عام 1998 من جامعة “كينيدي” في الولايات المتحدة، وأتم الدراسات العليا في إدارة الفنادق عام 1982 من جامعة “كورنيل” في أمريكا أيضًا.

وهو رئيس كل من “مجموعة لوفر أوتيل” في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، و”مجموعة فنادق جولدن توليب الشرق الأوسط وشمال إفريقيا”، ونائب رئيس جمعية الفنادق والمطاعم لدول البحر الأبيض المتوسط (MHRA)، ونائب الرئيس لمنطقة الشرق الأوسط في الاتحاد الدولي للفنادق والمطاعم (IH&RA).

يشغل مكرزل منصب عضو في “المجلس العالمي للسفر والسياحة” منذ 2015، وعضو المجلس الاستشاري في “أكاديمية الإمارات لإدارة الضيافة” منذ 2014، وعضو مجلس إدارة “مجموعة الحكير”، بالإضافة إلى كونه محاضرًا ومتحدثًا في العديد من الجامعات والمؤتمرات.

سبق لمكرزل أن شغل منصب الرئيس التنفيذي وعضو منتدب في شركة “إعمار المدينة الاقتصادية”، ومدير عام فندق “هوليداي إن ميناء ميامي” بين عامي 1983 و1989، ومدير القسم الغذائي في فندق “كارلتون المعيبد” بين عامي 1977 و1980، وكان عضوًا في “نادي الفنادق العالمي”، وعضوًا بمجلس استشاري في “المؤتمر العربي للاستثمار الفندقي”، ومستشارًا عامًا لـ”نقابة أصحاب المؤسسات السياحية” في لبنان.

بين عامي 2011 و2017، نال أمين مكرزل العديد من الجوائز الاقتصادية والاجتماعية، بالإضافة إلى ميدالية ذهبية في مجال الاستثمار الإداري من “أكاديمية تتويج لجوائز التميز في المنطقة العربية”.

–