بعد ترسيم الحدود مع إسرائيل..

الرئيس اللبناني: إعادة “النازحين” السوريين ستبدأ الأسبوع المقبل

camera iconالرئيس اللبناني ميشال عون (النهار)

tag icon ع ع ع

أكد الرئيس اللبناني، ميشال عون، أن عملية إعادة “النازحين” السوريين من لبنان ستبدأ الأسبوع المقبل.

وأضاف عون اليوم، الأربعاء 12 من تشرين الأول، على هامش حديثه عن الاتفاق الذي أبرمه لبنان مع إسرائيل، فيما يتعلق بقضية ترسيم الحدود البحرية، أن الإعادة ستجري على دفعات، وفق ما نقلته الوكالة اللبنانية “الوطنية للإعلام“.

ووفق نص الاتفاق المنشور بين الجانبين لترسيم الحدود بما يتيح لكل منهما التنقيب عن النفط والغاز، فإنه لا يوجد أي بند يشير أو يتطرق صراحة أو مضمونًا لمسألة اللاجئين السوريين (يسميهم لبنان نازحين).

لا رغبة للاجئين

وتتعارض العملية التي أطلقها الرئيس اللبناني بعد موجة تحركات ولقاءات وتصريحات تتحدث عن عودة “طوعية وآمنة وكريمة”، مع استطلاعات رأي أجرتها المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.

ووفق استطلاع شارك به لاجئون سوريون في مصر ولبنان والأردن والعراق، فإن 77% من السوريين المشاركين يفضّلون البقاء في بلد إقامتهم الحالي، بينما يرغب 16% من المشاركين في الانتقال إلى بلد آخر، أما الـ7% المتبقون فلم يتخذوا قرارًا ضمن الاستطلاع.

وأظهر الاستطلاع أيضًا أن ما نسبته 29% من السوريين اللاجئين المشاركين في الاستطلاع يأملون العودة إلى بلادهم خلال خمس سنوات.

إلى جانب ذلك، هناك 58% من السوريين يأملون العودة إلى بلادهم يومًا ما، مقابل 30% لا يرغبون مطلقًا بالعودة، و12% لم يتخذوا قرارًا ضمن الاستطلاع.

وبحسب تقرير لمنظمة العفو الدولية صدر في أيلول 2021، فإن ضباط المخابرات السورية عرّضوا النساء والأطفال والرجال العائدين إلى سوريا للاحتجاز غير القانوني والتعذيب وأشكال مختلفة من المعاملة السيئة، تتراوح بين الاغتصاب والعنف الجنسي والاختفاء القسري.

تصريحات تمهيدية

في 4 من تموز الماضي، كشف وزير المهجرين في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، عصام شرف الدين، عن خطة لبنانية تنص على إعادة 15 ألف “نازح” سوري من لبنان بشكل شهري.

وقال حينها، إنه “مرفوض كليًا ألا يعود النازحون السوريون إلى بلادهم بعدما انتهت الحرب فيها وباتت آمنة”، لافتًا في الوقت نفسه إلى خطة بغرض تشكيل لجنة ثلاثية تضم النظام السوري ومفوضية شؤون اللاجئين، إلى جانب لجنة رباعية تتكوّن من تركيا والعراق والأردن ولبنان، لتحقيق هذه “العودة”.

هذه التصريحات أتبعها شرف الدين، في 10 من الشهر نفسه، بالحديث عن طلب وجهه لبنان إلى مفوضية اللاجئين، لترحيل اللاجئين السياسيين من السوريين إلى بلد ثالث.

وفي 13 من تموز الماضي، وخلال لقائه نائبة المبعوث الدولي الخاص إلى سوريا، نجاة رشدي، أبدى الرئيس اللبناني رفضه دمج اللاجئين السوريين في المجتمعات التي تستضيفهم، مؤكدًا عدم قبول مثل هذه الخطوة، ومجددًا المطالبة بعودة اللاجئين من لبنان إلى سوريا.

وبينما تحدث عون عن 1.5 مليون لاجئ سوري في لبنان، فإن تقريرًا صادرًا عن منظمة “هيومن رايتس ووتش”، في 20 من تشرين الأول 2021، أحصى وجود نحو 852 ألف لاجئ سوري فقط في لبنان.

ومنذ حزيران الماضي، يواجه اللاجئون في لبنان موجة تضييق أشعلت شرارتها بوضوح تصريحات المسؤولين اللبنانيين التي تشتكي من عجز لبنان عن تحمّل “أعباء اللجوء”.

كما حمّل لبنانيون اللاجئين السوريين مسؤولية تفاقم الوضع الاقتصادي والمعيشي في لبنان.

مفوضية اللاجئين كانت دعت السلطات اللبنانية، في 29 من تموز الماضي، لضمان سيادة القانون، والوقف الفوري للعنف والتمييز ضد المستهدفين المقيمين داخل الأراضي اللبنانية.

أما النظام السوري الذي يسعى لتقديم نفسه مرحبًا بعودة اللاجئين، فلفت عبر وزير الإدارة المحلية، حسين مخلوف، خلال مؤتمر صحفي بعد لقائه شرف الدين، إلى “مراسيم العفو” والتسهيلات وتبسيط الإجراءات في المناطق الحدودية، وتأمين الخدمات للعائدين، من نقل وإغاثة، ومساعدات إنسانية، وطبابة وتعليم، لتوفير إقامة آمنة ومريحة لهم، وفق ما نقلته الوكالة السورية للأنباء (سانا).

وكان رئيس الحكومة اللبنانية، نجيب ميقاتي، دعا، في 20 من حزيران الماضي، المجتمع الدولي للتعاون مع لبنان لإعادة اللاجئين السوريين، مهددًا الدول الغربية باتخاذ لبنان موقفًا لن يكون مستحبًا بالنسبة للغرب، وهو العمل على إخراج السوريين من لبنان بما وصفها بـ”الطرق القانونية”، عبر “تطبيق القوانين اللبنانية بحزم”.

إلى جانب ذلك، ركزت العديد من الدول بما فيها الولايات المتحدة وبريطانيا، خلال جلسة مجلس الأمن المنعقدة في 29 من حزيران الماضي، على أن الظروف في سوريا غير مواتية، ولا تتناسب مع عودة كريمة وآمنة للاجئين السوريين.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة