أول سفير منذ إقامة علاقات..

13 عامًا كثيفة الأحداث.. علي عبد الكريم علي خارج سفارة سوريا في بيروت

علي عبد الكريم علي

camera iconالسفير السوري السابق في لبنان علي عبد الكريم علي (تعديل عنب بلدي)

tag icon ع ع ع

بكلمة استمرت لنحو 11 دقيقة، بعد لقائه الرئيس اللبناني، ميشال عون، في قصر “بعبدا”، الثلاثاء، طوى علي عبد الكريم علي صحفة حياته الدبلوماسية في لبنان.

السفير السوري الذي غادر منصبه للتو، كأول سفير سوري في لبنان منذ إقامة عاقلات دبلوماسية بين الطرفين بشكل رسمي، أشاد بعمق العلاقات بين البلدين الشقيقين ومتانتها، خلال كلمته التي نقلتها قناة “الجديد” على الهواء مباشرة.

العلاقات التي تحدث عنها السفير السوري وغلّفها بمصطلحات “الأخوة والصداقة والبلدين الشقيقين” شابتها كثير من التوترات، وبدت بوضوح أكبر منذ اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق، رفيق الحريري، في 14 من شباط 2005، وتوجيه أصابع الاتهام للنظام السوري بالوقوف خلف العملية.

وتبع الاغتيال انسحاب الجيش السوري من لبنان في نيسان من العام نفسه، بناء على خطاب لرئيس النظام السوري، بشار الأسد، في 5 من آذار، أعلن خلاله قرار سحب القوات السورية.

الاغتيالات التي حصلت في لبنان خلال تلك الفترة واتهام النظام السوري بتنفيذها، شكّلت حالة رفض شعبي واحتجاجات صار صعبًا معها البقاء العسكري السوري في لبنان.

وفي تشرين الأول من عام 2008، حين كان ميشال سليمان رئيسًا للبنان، أصدر الأسد مرسومًا بفتح باب علاقات دبلوماسية مع لبنان، وإقامة سفارات متبادلة بين البلدين للمرة الأولى منذ استقلال كل منهما.

زحمة أحداث

وبعد أشهر من المرسوم، جرى تعيين علي عبد الكريم علي، في 2009، سفيرًا لسوريا في لبنان، دون شعور بالغربة، طالما أن “حزب الله” اللبناني، حليف النظام المقرّب في لبنان، موجود، ولا سيما بعد اختبار العلاقة وتعمّقها إثر عدوان تموز الإسرائيلي على لبنان عام 2006.

كما أن منح العلاقات طابعًا دبلوماسيًا لم يعتق لبنان فعليًا من طابع “الوصاية” (كما يراها بعض اللبنانيين)، التي انتلقت لـ”حزب الله” المدعوم من الأسد وإيران.

السفير السوري الأول وصل إلى لبنان بالتزامن مع مجموعة أحداث وتحركات سياسية في المنطقة، كالمصالحة العربية التي جرت في آذار 2009، وزيارة الملك السعودي السابق، عبد الله بن عبد العزيز، إلى سوريا في العام نفسه، التي مهدت لزيارة زعيم تيار المستقبل، سعد الحريري، في كانون الأول 2009، إلى دمشق، في لقاء هو الأول له مع الأسد منذ اغتيال الحريري الأب.

إلى جانب ذلك، زار الملك عبد الله وبشار الأسد العاصمة اللبنانية، بيروت، في حزيران 2010، لساعات قليلة فقط، في سبيل احتواء توترات بين الكتل السياسية اللبنانية ترافقت مع الحديث عن احتمالية اتهام عناصر من “حزب الله” باغتيال الحريري.

وبعد عام عادت علاقة لبنان بسوريا بحكم الضرورة إلى نقطة صعبة التفكيك، مع تصاعد أعداد اللاجئين السوريين في لبنان خلال الثورة السورية، ثم بروز حالات اعتداء وإحراق مخيمات وحوادث كراهية وتحريض ضد السوريين لم يسجل خلالها السفير السوري حضورًا فاعلًا، كالذي سجله بما لا يقل عن ثلاث مقابلات تلفزيونية مصورة، إلى جانب محافظته على منصبه في الوقت الذي أعادت فيه كثير من الدول العربية السفير السوري لديها إلى دمشق.

سفير عن بُعد

أمام نقص التغطية الإعلامية السورية الرسمية لقضايا اللاجئين السوريين في لبنان، والحوادث التي يتعرضون لها، وتحميلهم جزئيًا من قبل بعض الأصوات اللبنانية مسؤولية التردي المعيشي في لبنان، كان السفير السوري بعيدًا عن الحدث، باستثناء حوادث قليلة عمليًا.

ونشرت السفارة السورية في بيروت، في 23 من حزيران الماضي، أن السفير أجرى اتصالات مع الجهات المعنية في لبنان على خلفية اعتداء مواطن لبناني على مجموعة عمال لبنانيين وسوريين.

وذكرت حينها صحيفة “الوطن” المقربة من النظام، نقلًا عن مصدر في السفارة، أن الحكومة السورية تدخلت لتوقيف المعتدي على السوريين بمنطقة عكار في لبنان، معتبرًا ما جرى “حادثًا فرديًا لأن المعتدى عليهم سوريون ولبنانيون”.

وفي تموز 2020، تصدّرت وسائل الإعلام قضية تعرّض طفل سوري بعمر 13 عامًا للاغتصاب من قبل ثلاثة شبان في بلدة سحمر اللبنانية، ما تطلّب تعليقًا رسميًا من قبل السفير السوري في لبنان، الذي اعتبر أن القضية “مُثارة لتحقيق مآرب”.

تصريحات الوداع

خلال لقائه وزير الخارجية والمغتربين اللبناني، عبد الله بو حبيب، في 21 من تشرين الأول الحالي، وفي معرض حديثه عن خطة إعادة اللاجئين السوريين التي طرحتها السلطات اللبنانية، ودخلت طور التنفيذ اليوم، الأربعاء، قال السفير السوري، إن “السوريين يريدون العودة، وهم في سوريا بأمان أكثر مما هم في لبنان”.

كما اعتبر أن المساعدات التي تقدم للسوريين في لبنان يمكن أن تكون تشجيعًا وتمنح أضعاف قوتها إذا حصلوا عليها داخل سوريا، وفق الوكالة اللبنانية “الوطنية للإعلام“.

وأنهى السفير السوري، علي عبد الكريم علي، الثلاثاء، خدماته الدبلوماسية في لبنان، حاملًا في جعبته 13 عامًا شغل خلالها المنصب، وخطابًا أشار خلاله إلى المصاعب التي واجهت عمله، دون أن يغيب الترويج لرئيس النظام، بشار الأسد، عن محضر الكلمة.

وقبل السفارة في لبنان، شغل علي عبد الكريم علي عدة مناصب دبلوماسية ومدنية، منها سفير سوريا في الكويت، وسفير في أبو ظبي، والمدير العام لكل من وكالة الأنباء السورية، والتلفزيون السوري الرسمي، كما عاصر خلال عمله سفيرًا في لبنان رئيسين لبنانيين على التوالي (ميشال سليمان حتى 2014، وميشال عون حتى 2016- 2022).




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة