عام على رحيل صباح فخري.. القدود والموشحات حاضرة

صباح فخري

camera iconالفنان السوري صباح فخري يؤدي إحدى أغنياته (GETTY)

tag icon ع ع ع

يصادف اليوم الأربعاء، 2 من تشرين الثاني، الذكرى السنوية الأولى لرحيل الفنان السوري، صباح فخري، تاركًا خلفه أرشيفًا غير قابل للدفن ولا يخضع لعامل الزمن، في الموشحات الأندلسية والقدود الحلبية.

الفنان الذي غاب عن فعاليات مهرجان “أكسبو 2020″، في تشرين الثاني 2021، كان صوته حاضرًا ضمن حفل تكريمي ملأ خلاله صوت فخري “قاعة الوصل”، وعلت صورته المكان.

ورغم انخراط ابنه، أنس صاح فخري، في المجال الغنائي بشكل متصاعد خلال السنوات الأخيرة، لا يعكس النتاج الفني للابن شيئًا من تاريخ الأب.

وفي الوقت نفسه، فإن أصواتًا أخرى في الساحة الفنية حملت على عاتقها حفظ إرث صباح فخري حتى قبل وفاته العام الماضي.

ومن أبرز تلك الشخصيات، المغني المغربي من أصول سورية تعود لمدينة حلب، بدر رامي، واسمه الكامل، بدر محمد رامي زيتوني.

يقدّم بدر رامي خلال الحفلات التي يحييها الوصلات الغنائية لنتاج صباح فخري، بصورة يحاكي خلالها الأصل، دون خروج عن النص، إذ لا يقتصر الأمر على تشابه الصوت والأداء فقط، ويتعداه للحركات والسلوك على المسرح، بما يشعر المشاهد أن من يقف على الخشبة، هو صباح فخري أيام شبابه.

وإلى جانب بدر رامي، ودون تشابه حد التطابق كالحالة السابقة، يغني الفنان السوري، محمد خيري، أيضًا أغنيات التراث الحلبي، وتحديدًا ما غنّاه فخري، ما دفع لاختياره من أجل تقديم حفل ضمن فعاليات “أكسبو 2020″، تكريمًا لصباح فخري، في اليوم الوطني السوري.

تاريخ غني

ولد صباح الدين أبو قوس، أو صباح فخري (حاملًا اللقب من عرابه الفني، فخري البارودي)، في أيار 1933، في أحد أحياء حلب، شمالي سوريا.

وتدرّج في دراسة الموسيقى بين معاهدها في حلب والعاصمة السورية، دمشق، حتى تخرج في “المعهد الموسيقي الشرقي” عام 1948، جامعًا في جعبته الفنية أصول الموشحات الأندلسية وأداءها، والإيقاعات والقصائد، والعزف على العود، والغناء، متتلمذًا على يد كبار أساتذة المرحلة في الموسيقى، مثل علي الدرويش، وعمر البطش.

الفنان السوري صباح فخري (تصميم عنب بلدي)

وإذا كانت الأغنية العربية اليوم محاصرة بفلك انتقاء الكلمة المناسبة العميقة المعنى والأثر، وجمعها باللحن الذي يحملها إلى أعلى، فإن “صبّوح”، كما يلقبه محبوه، استطاع في الأمس تلافي معاناة فناني اليوم، وربما الغد.

استفاد من قديم الشعر وحديثه، وغنّى قصائد كبار شعراء العرب، في الماضي، كالمتنبي وابن الفارض، وابن زيدون، وابن زهر الأندلسي، والبوصيري، ولسان الدين الخطيب، وفي الحاضر، مثل عمر أبو ريشة وفخري البارودي ومصطفى عكرمة.

كما غنّى على مسارح وفي قاعات عالمية وحصل على الكثير من الجوائز والتكريمات، ومن أبرز أغنياته التي حافظت على حضورها في زمن الأغنية القصيرة والسريعة، وطغيان الإيقاع على الكلمة، أغنية “قدّك المياس“، و”هيمتني”، و”ابعتلي جواب”، و”أنا في سكرين”، و”يا مال الشام”، و”قل للمليحة”.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة