جنوب دمشق.. “التعفيش” ينهي حياة “اللصوص”

camera iconأحد المباني المهدمة في مخيم "اليرموك" الذي يتعرض باستمرار لعمليات "تعفيش"- 28 من حزيران 2022 (مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سوريا)

tag icon ع ع ع

في حين يواصل النظام السوري الترويج لعودة أهالي مخيم “اليرموك” وحي الحجر الأسود جنوبي دمشق، تستمر حوادث “التعفيش” وشكاوى الأهالي منها.

وفي مطلع تشرين الثاني الحالي، تداولت صفحات محلية نبأ مقتل ثمانية أشخاص إثر انهيار مبنى في الحجر الأسود خلال عملهم على ترميمه، وسط اتهامات بأن الانهيار جاء إثر محاولاتهم سرقة الحديد من الجدران والأسقف.

بينما لم ترد أنباء مؤكدة حول تفاصيل الحادثة، واقتصرت على اتهامات بمشاركة الشبان بعمليات “التعفيش” وارتباطهم بالنظام السوري.

حوادث متكررة

هذه ليست الحادثة الأولى من نوعها، إذ شهد مخيم “اليرموك” والحجر الأسود العديد من الحوادث المشابهة، لكنها ظلت غائبة عن الإعلام، وفق ما قاله رئيس قسم الإعلام في “مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سوريا”، فايز أبو عيد، لعنب بلدي.

وأرجع أبو عيد تزايد الحوادث وعمليات “التعفيش” مؤخرًا إلى ارتفاع سعر الحديد، الذي يجعل المنازل الفارغة عرضة للسرقة بشكل مستمر.

عنب بلدي تواصلت مع “سالم” (47 عامًا)، أحد أهالي مخيم “اليرموك”، وقال إن هذه الحوادث متكررة في المنطقة، إذ تعتبر عمليات “التعفيش” جزءًا من الأحداث اليومية التي يشهدها المخيم.

وأضاف “سالم” (اسم وهمي لأسباب أمنية) أن التوجه لسرقة مواد البنية الأساسية للمنازل، مثل الحديد، يجعل الأبنية عرضة للسقوط بشكل دائم.

كما شهد المخيم بعض حوادث انفجار مخلّفات الحرب في المنازل خلال عمليات “التعفيش”، ما أسفر عن مقتل العديد من الأشخاص أو إصابتهم، بحسب ما قاله “سالم”.

الأمان غائب

رغم عودة حوالي 2000 شخص إلى مخيم “اليرموك”، بحسب “مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سوريا”، وعودة حوالي 90 عائلة إلى الحجر الأسود، وفق ما ذكره رئيس مجلس مدينة الحجر الأسود، خالد خميس، في تموز الماضي، ما زال “التعفيش” جزءًا من الحياة اليومية للأهالي.

وتطال حملات “التعفيش” المواد التي يستخدمها الأهالي لترميم منازلهم، والتمديدات الكهربائية والحديد داخل الأبنية السكنية إلى جانب أثاث المنازل.

وتستمر مطالبة الأهالي الجهات المسؤولة بالحد من “التعفيش” الذي يجعل المنطقة غير آمنة، ويسهم بالحد من عودة المهجرين.

بينما تُتهم قوات النظام بالمشاركة بهذه العمليات وحماية المسؤولين عنها، إذ تتدخل دوريات الأمن العسكري وغيرها لحماية “اللصوص” في حال تعرضوا للمساءلة من قبل الأهالي في أثناء دخولهم الأحياء المأهولة، وفق ما نقلته “مجموعة العمل“.

ومنذ عام 1948 حتى الآن، يتوزع اللاجئون الفلسطينيون في سوريا ضمن تسعة مخيمات رسمية، وبلغ عددهم قبل العام 2011 أكثر من 500 ألف لاجئ فلسطيني، يتمركزون بشكل رئيس في مخيم “اليرموك”، بالإضافة إلى مخيمات ومناطق أخرى، منها مدينة الحجر الأسود.

وشهد “اليرموك” والحجر الأسود سابقًا معارك بين فصائل “الجيش الحر” وقوات النظام، وسط انقسام الفصائل الفلسطينية بين الجانبين، قبل سيطرة تنظيم “الدولة الإسلامية” على ثلثي المخيم عام 2015.

وسيطرت قوات النظام بشكل كامل على مدينة الحجر الأسود ومخيم “اليرموك” في أيار 2018، بعد عملية عسكرية استمرت شهرًا، طُرد خلالها التنظيم.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة