كيف قابل الطلاب الأتراك المنحة المالية لزملائهم السوريين؟

tag icon ع ع ع

فراس العقاد – عنب بلدي

انتهت فترة التقدّم لمنحة الطلاب السوريين في الجامعات التركية، وسيحصل من خلالها الطلاب المقبولون بعد دراسة الطلبات على مبلغ 1200 ليرة تركيا (410$) شهريًا، كمنحة مقدّمة من منظمة “أتراك الخارج والمجتمعات ذات القربى”، التابعة لرئاسة الوزراء التركية.

وأثار انتشار المنحة ردود فعل متباينة في الأوساط التركية، وعلى وسائل التواصل الاجتماعي، وتزامن ذلك مع انتشار كاريكاتير وتعليقات ساخرة قارنت بين وضع الطلاب السوريين بعد حصولهم على منحة الـ 1200 ليرة، ووضع الطالب التركي، الذي يحصل أساسًا على 400 ليرة تركية شهريًا.

طلاب أتراك: “ليتنا سوريون”

الصحفية عليا أوزديمير، استهجنت في تقرير كتبته لصحيفة القول “Sozce” التركية، تحت عنوان “الرغبة بأن تصبح طالبًا سوريًا”، تناولت خلاله تفاصيل المنحة، وانتقدت المبلغ المرتفع وشروط القبول التي وضعتها إدارة المنحة، ومنها عدم اعتبار هذه المنحة “دينًا سيعيده الطالب، مقارنة بالمنح المقدمة للطلبة الأتراك”.

وتناولت الصحفية تعلقيات انتشرت عبر وسائل التواصل الاجتماعي لمواطنين وطلاب أتراك، منها ما نشره أحدهم “لا يوجد في أي مكان في العالم دولة تقدم منحة لطالب أجنبي أكبر من المنحة التي تمنحها لمواطنيها”.

وفي تعليق آخر “شيء جيد أن تكون صاحب جنسية سورية، الجنسية التركية لم تعد ذات قيمة في هذه الدولة”.

وتفاوتت تعليقات الطلاب الأتراك بين الغيرة أو الانتقادات الموجهة لسياسة الحكومة، واعتبرت الطالبة التركية ايلماس كوشيت، في تغريدة عبر تويتر أنّ القضية ليست موجهة للسوريين بالتحديد.

وأضافت “لم نقصد الحديث عن مقدار المبلغ المقدم ولا عن السوريين كأجانب، نتفهم وضعكم، ولكن يجب على الدولة أن ترى مواطنيها وأن تطبق العدل”.

الطلاب السوريون يعيشون بـ”حرية”

في الطرف المقابل، عبر طلاب سوريين عن رأيهم بالمنحة الدراسية، بتشبيههم إياها بتلك التي منحت للمواطنين العراقيين والفلسطينين في سوريا قبل العام 2011، وأثناء فترة وجودهم في سوريا.

الطالب السوري عبد الهادي صداقي اعتبر، في حديثه لعنب بلدي، أن “من يتحمل المسؤولية هي الجهات التركية التي ساهمت بنشر خبر المنحة في الأوساط التركية وبتفاصيل غير كاملة، لأن نشر خبر المنحة بتفاصيل ناقصة سوف يولّد مشاحنات عند الطلاب الأتراك تجاه السوريين، والتفاصيل مثل عدد المنح المقدمة والجهة التي قدمتها من الاتحاد الأوروبي”.

بدوره، اعتبر الطالب السوري محمد جندية، أن رد فعل الطلاب الأتراك طبيعي جدًا، وقال “صحيح أننا خارجون من الحرب وظروفنا صعبة، لكن الطلاب السوريين هنا يعيشون في تركيا بحرية أكثر مما كانوا يعيشونه في سوريا”.

وأردف جندية أن ما اعتبره الأتراك مزعجًا أكثر من ارتفاع المبلغ، هو عدم وجود شرط لإعادة المبلغ إلى الدولة كما يعامل الطالب التركي كمنحة (دين- kredi)، تقدم له ويسددها للبنك بعد تخرجه.

أعدادٌ كبيرة من الطلاب السوريين قبلوا ضمن مقاعد الدراسة في الجامعات التركية عبر الاستكمال، أو دخول فحص الثانوية التركية للأجانب، إلا أن الجانب المادي يقف عائقًا أمامهم في بعض الأحيان، ما دعا جهات دولية وتركية للتدخل من أجل المساعدة، ومنها ما وفرته هذه المنحة.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة