هلا بيكم.. ارحبوا

tag icon ع ع ع

عروة قنواتي

هذا المساء، وبعد ساعات قليلة من صدور العدد الجديد، تطوي دولة قطر الشقيقة، ومعها يطوي العرب سنوات الحلم والانتظار والتحضير والتعب والجهد، للوصول إلى صافرة المونديال الأولى، بافتتاحية المنتخب القطري والمنتخب الإكوادوري.

مساء اليوم، يتوّج العرب عبر دوحتهم ليلة من ليالي العمر في تاريخ المونديال، منذ انطلاقته الأولى، وبفخر ومعنويات عالية سيشاهد العالم بأسره، وخصوصًا عشاق كرة القدم، مباريات المونديال على الأرض العربية وبتنظيم عالي الجودة وبتحضيرات مميزة ترتقي لمستوى جمالي وأقرب للخيالي في عالم كرة القدم، ما يجعلني ومن معي ومن أعرف ومن أمثّل من إعلامنا الرياضي المحلي والعربي نهتف ونقول جميعًا: هلا بيكم.. ارحبوا.

لا شك بأن حدثًا تاريخيًا كالذي تحتضنه قطر، ومعها قلوب أغلب العرب حتى لا نذهب لنظرية الكمال في كل شيء، يحمل أثرًا مهمًا، وسيتعرض للتشويه وحملات المناهضة ونشر الإشاعات التي انطلقت بمواضيع حقيقية وغير حقيقية وأحيانًا لا تمت للواقع بأي صلة. الحملات ومحاولات الإفشال الأوروبية امتدت على مدار عشر سنوات بما يخص شؤون العمال والمهاجرين، والعادات والتقاليد، وأنظمة الدولة، وصولًا إلى مهاجمة الشعب العربي والقطري خصوصًا، والمنتخب العنابي عبر كاريكاتيرات مسيئة هدفها التخريب والتشويش، وصرف الأنظار عن تحضيرات وإنجازات تحاكي نجمة مضيئة لن تطالها دول العالم في أوروبا وأمريكا الجنوبية حتى خمس نسخ مقبلة من كأس العالم.

لن أطيل السرد والحديث عن حملات التشويه والتغريدات، التي ما زالت مستمرة وستستمر لأيام طويلة، بما فيها مبلغ التجهيز للمونديال الذي يبلغ أكثر من 200 مليار دولار، شملت الملاعب الجديدة وتجهيزاتها المتطورة والمرافق الخدمية والبنى التحتية مع التطور العمراني والصورة الحضارية التي عملت عليها دولة قطر على مدار 12 عامًا من يوم سحب كرت التنظيم والاستضافة بيد السيد جوزيف بلاتر، رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم سابقًا.

للأمانة، كنا نتمنى أن يكون التمثيل العربي للمنتخبات أكبر، وأن يصل إلى ستة منتخبات، وأن تكون مشاركة المنتخبات العربية على مستوى الحدث والتنظيم والاستضافة، وعمومًا فإن أربعة منتخبات رقم معقول في آخر نسخة يكون عدد المنتخبات المشاركة فيها 32 منتخبًا، إذ سيرتفع عدد المنتخبات المتأهلة في مونديال 2026 إلى 48 منتخبًا، بحسب نظريات التطوير الجديدة في الاتحاد الدولي لكرة القدم.

ليلة الافتتاح ستمضي، ومباراة الافتتاح ستعلن دخول منتخبات العالم بصراع رياضي جديد، بغية الوصول إلى منصة التتويج الأغلى في تاريخ كرة القدم، وستكون قطر ومونديال دوحتها العربية حديث العالم لسنوات طويلة، وسيُكتب في تاريخ المونديال ولعبة كرة القدم وفي مذكرات نجوم وأساطير الساحرة المستديرة أن هذه النسخة من أجمل وأحلى وأقوى النسخ بكل شيء، وخصوصًا بالضيافة العربية، ومن القلب، مبارك لقطر ومبارك للعرب هذا الإنجاز.

صوتنا واحد: هلا بيكم ارحبوا.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة