اللحوم والدجاج.. أسعار تفوق قدرة أهالي درعا

دجاج حي قرب بوابة محل يعمل داخله رجل في بيع السلعة بعد تنظيفها_ 2021 (عنب بلدي/ حليم محمد)

camera iconدجاج حي قرب بوابة محل يعمل داخله رجل في بيع السلعة بعد تنظيفها- 2021 (عنب بلدي/ حليم محمد)

tag icon ع ع ع

شهدت أسواق اللحوم الحمراء في محافظة درعا، جنوبي سوريا، ارتفاعًا في الأسعار مع بداية تشرين الثاني الحالي.

وتترافق هذه الحالة مع مواصلة تصدير الأغنام والماعز إلى دول الخليج العربي منذ أيلول الماضي، بناء على قرار اللجنة الاقتصادية في حكومة النظام.

ويتوقع وصول عدد الأغنام والماعز المصدرة حتى نهاية الشهر الحالي إلى 200 ألف رأس، وفق ما نقلته صحيفة “الوطن” عن عضو غرف زراعة دمشق معتز السواح، في 24 من تشرين الثاني.

كما أن حلول الشتاء وانتشار مراعٍ خضراء وحشائش (بعد الأمطار) تشكل قوتًا للأغنام، يوفر على المربي تكلفة وجبة علف في اليوم، حين تساعد الأجواء على الخروج للرعي، ما يفسر تراجعًا في حركة بيع المربين لأغنامهم، ويؤثر بالضرورة على أسعار بيع اللحم لدى اللحامين. 

وبسبب هذه المتغيرات، بلغ سعر الكيلوغرام الواحد من لحم الخروف 36 ألف ليرة سورية، بعدما كان بـ28 ألف ليرة خلال الأشهر الماضية.

كما وصل سعر كيلو لحم العجل إلى 33 ألف ليرة، بعدما كان 25 ألف ليرة، ضمن الفترة نفسها.

ارتفاع الأسعار طال أيضًا الدجاج، فوصل سعر الكيلوغرام الواحد من الدجاج الحي إلى 13 ألف ليرة، بعدما كان بثمانية آلاف ليرة خلال الصيف الماضي.

الأهالي متضررون

دفع ارتفاع الأسعار الأهالي في بعض مناطق درعا للعزوف عن شراء اللحوم بأنواعها في ظل تردي الظروف الاقتصادية والمعيشية على أكثر من منحى، طالما أن الأجور لا توازي ارتفاع أسعار مختلف أنواع السلع، بما فيها الغذائية.

وانخفضت قيمة الليرة السورية إلى 5550 ليرة مقابل الدولار الأمريكي الواحد.

عدنان (36 عامًا) رب أسرة من خمسة أفراد، يعمل في الزراعة، أوضح لعنب بلدي أن ارتفاع أسعار اللحوم أبعدها عن مائدة عائلته، فما يتقاضاه كأجر يومي لا يشكّل ثمن 300 غرام من اللحمة.

“لدي التزامات أهم وأكثر إلحاحًا من شراء اللحوم، وهناك مواد ضرورية أكثر، كالخبز والسكر والمواد الغذائية”، أضاف عدنان، موضحًا في الوقت نفسه أنه كان يشتري اللحم أو الدجاج كل يوم جمعة.

ولا تختلف حالة أنس (38 عامًا) عامل “مياومة” (يتلقى أجره بشكل يومي)، عن حالة عدنان، فاللحوم لديه “صارت من الماضي”، وفق تعبيره.

وقال لعنب بلدي، “منذ شهرين لم أشترِ شيئًا من لحم الغنم، ومع ارتفاع أسعار الدجاج أيضًا أضطر لشراء القليل من لحم العجل لإضافته للطعام”.

وتحتاج أسرة أنس المكونة من ستة أفراد إلى دجاجتين كوجبة، أي ما يعادل 65 ألف ليرة سورية على الأقل، إذا كان وزن الدجاجتين خمسة كيلوغرامات.

لماذا؟

أوضح إبراهيم، وهو يعمل في محل لبيع اللحوم في درعا، أن أسباب ارتفاع الأسعار تتجلى بارتفاع أسعارها بالنسبة للبائع نفسه، إذ وصل سعر كيلو لحم الخروف الحي “على القبان” إلى 13500 ليرة، خلال الشهر الحالي، بعدما كان لا يتعدى عشرة آلاف ليرة.

كما يبلغ سعر كيلو لحم العجل “على القبان” 11 ألف ليرة سورية، ما يعني ارتفاعه نحو أربعة آلاف ليرة خلال أقل من شهرين.

وكان أمين سر جمعية اللحامين في دمشق وريفها، أدمون قطيش، نفى، في 21 من تشرين الثاني الحالي، أن يكون التهريب سببًا في رفع أسعار اللحوم، مشيرًا إلى ما اعتبره “غياب التهريب” بسبب قلة عدد رؤوس الأغنام في سوريا، وفق ما نقلته صحيفة “تشرين” الحكومية.

ووفق ما نقلته “تشرين” عن عاطف العاسمي، رئيس دائرة الصحة الحيوانية في مديرية زراعة درعا، فإن أعداد القطيع في تحس مستمر، مع تقديرات بأن عدد رؤوس الأغنام يصل إلى 900 ألف، وعدد الأبقار يصل إلى 42 ألف رأس في المحافظة.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة