رواية زوربا لـ نيكوس كازانتزاكيس

tag icon ع ع ع

تعتبر رواية “زوربا اليوناني” من الروايات العالمية الخالدة، كتبها نيكوس كازانتزاكيس لتنشر عام 1946 باللغة اليونانية، وتترجم بعدها للإنكليزية عام 1952.

ترجمت الرواية للغة العربية عدة ترجمات، كترجمة جورج طرابيشي وخالد الجبيلي، وكان آخرهم صامويل بشارة الذي ترجم الرواية عن النص الأصلي اليوناني دون اختصار عام 2012.

تجري أحداث الرواية في كريت- اليونان، وتجمع بين نقيضين: الأول هو “الرئيس” كما يناديه زوربا، شاب ثلاثيني غنيّ ومثقّف “قارض للكتب”، وألكسيس زوربا، رجل فقير وأمّي لم ينل تعليمًا إلا من الحياة، مسنّ جسدًا بروح فتيّة تعشق الحياة.

رغم كل هذا التناقض الظاهر بين الشخصيتين تقوم بينهما صداقة قوية شفافة، عمادها التكامل الواضح بين شخصيتيهما.

يحمل زوربا يقينًا بسيطًا تجاه الحياة والغيبيات، يجعله يعيش بتلقائية وعفوية يبحث عنها الرئيس بين السطور والكتب ولا يجدها، يمكننا فهم شخصية زوربا من قوله “عديدة هي أفراح هذا العالم، النساء، والفواكه، والأفكار”.

يقول “الرئيس” في الرواية واصفًا زوربا “أدركت أن زوربا هو هذا الإنسان الذي كنت زمنًا طويلًا أبحث عنه ولا أعثر عليه، إنه قلب نابض بالحياة، وحنجرة دافئة، ونفسُ عظيمة بريئة على طبيعتها، لم ينقطع الحبل السري بعد بينها وبين أمها الأرض”.

ورغم بساطة شخصية زوربا يطرح في الرواية العديد من الأسئلة المعقدة على صديقه المثقف، ذاك الذي يحار جوابًا أمام وضوحها، بساطتها وتعقيدها في آن واحد: لماذا نموت؟ لماذا نفترق؟ لماذا يقتل الناس بعضهم؟ ما هو الشيطان؟ من هو الله؟

“فلكلّ إنسان حماقاته، لكن أكبر حماقة، في رأيي، هي ألا يكون لديك حماقة”.

ستعيش مع الرواية عددًا قليلًا من الأحداث، بسرد سلس ومرتب زمنيًا، لكنك ستغوص عميقًا في شخصية زوربا وفلسفته الممتعة للحياة، وتتخيل رقصاته حين يعجز عن التعبير عما يعتريه بالكلمات، وتستمتع بدهشته الطفولية أمام كل شيء وكأنه يراه للمرة الأولى.

“إنني لا أؤمن بشيء، ولا بأي شخص آخر، بل بزوربا وحده. ليس لأن زوربا أفضل من الآخرين ليس ذلك مطلقًا مطلقًا، إنه بهيمة هو الآخر، لكنني أؤمن بزوربا لأنه الوحيد الذي يقع تحت سلطتي، الوحيد الذي أعرفه، و كل الآخرين إنما هم أشباح.. عندما أموت أنا، فكل شيء يموت، إن كل العالم الزوربي سينهار دفعة واحدة”.

في ستينيات القرن الماضي قام أنتوني كوين بتمثيل شخصية زوربا في فيلم سينمائي هوليوديّ، بالإضافة للعديد من الأعمال الموسيقية التي حاولت تجسيد روح زوربا وموسيقاه ورقصته.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة